يؤكد د. م حسب الله الكفراوي وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الأسبق أنه لولا أعمال الصيانة والتجديد والتحديث لأكبر مشروع صرف صحي في الشرق الأوسط لغرقت القاهرة في مياه الصرف ولأصبح الأمر مكلفا جدا للحكومة لإعادة تأهيل هذه الشبكات، مشيرا إلي أن الصيانة والتجديد المستمرين هما مبعث حياة هذه الشبكات كما أوضح أن الحكومة تقوم بتطوير وصيانة الشبكات الاقدم فالأحدث. وأوضح الكفراوي أن مشكلة مصر في بنيتها الأساسية ظهرت بعد مجيء الثورة عندما تم إلغاء العمل بنظام البلديات والتحول إلي نظام الأحياء وتولي رئاستها من ليس لديهم دراية بالأعمال المعمارية أو البنية التحتية أوالتخطيط والدراسة المعمارية، موضحا أنه في أيام البلديات لا يمكن لأي فرد بناء عمارة سكنية الا بحصوله علي الترخيص ولالتزام به سواء من حيث عدد الأدوار أو بناء الجراج ويتم تحديد عدد الأدوار حسب طاقة شبكة الصرف والمياه والطرق فهناك مناطق محدد لها 3 أدوار وأخري 6 أدوار وأخري 10 أدوار ولا يستطيع أحد مخالفة ذلك. الغيبوبة ويشير الكفراوي إلي أن رؤساء الأحياء حاليا في غيبوبة تامة وليس لديهم دراية بأعمال البنية التحتية وشبكات الصرف والمياه والتحميل المطلوب عليها.. علي العكس تماما نجد أنه لا يستطيع احد في العاصمة الفرنسية أن يقوم بتغيير سماعة الباب التي توضع خارج شقته أو لون يخالف اللون المعماري النمطي للشارع والحي بسبب وجود الرقابة المستمرة للبلدية في أنحاء فرنسا. ويتذكر وزير الإسكان الأسبق أن هناك من اتهمه بالخيانة حينما حاول تطبيق نظام البلدية في مصر بدلا من الاحياء وواجه حربا بلا هوادة من الكثيرين، ويؤكد أن مفهوم البلديات كان مثالا يحتذي ويتذكر أيام كان حسين صبحي مدير بلدية الإسكندرية لا ينام حتي يري الإسكندرية بالكامل قد تم غسل شوارعها بالماء والصابون. أكبر شركة صرف صحي وحول تمويل شبكات الصرف والمياة العملاقة أثناء توليه مسئولية الوزارة يقول الكفراوي إن فترة تولية وزارة الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة التي تبلغ 17 عاما منها 5 سنوات في عهد الرئيس الراحل أنور السادات و12 عاما في عهد الرئيس مبارك وأثناء هذه الفترات كان تمويل المشروعات الخاصة بالبنية الأساسية من صرف، ومياه يعتمد علي المنح والمعونات الأجنبية وتم من المنحة الألمانية وقدرها 20 مليون دولار إنشاء محطة حلوان للصرف الصحي. وتم من خلال المنحة اليابانية، والأمريكية والسوق الأوروبية المشتركة في ذلك الوقت إلي جانب 50 مليون جنيه استرليني من انجلترا إنشاء أكبر مشروع صرف صحي في العالم بالقاهرة. متفائل بالمستقبل وحول السبب الرئيسي لإنشاء هذه المحطة العملاقة بالقاهرة يقول المهندس حسب الله الكفراوي إنه حينما تولي الوزارة كان توجد بالقاهرة 240 منطقة طافحة، وقامت مجلة التايمز الأمريكية بوضع صورة علي غلافها صورت عددا كبيرا من الأطفال المصريين نصفهم السفلي عار وبجوارهم طيور من البط والاوز، وقالت في التعليق إن هذه هي شوارع القاهرة.. ويقول إنه توجه فور قراءته المجلة للرئيس الراحل السادات وطلب منه اقامة مشروع ضخم للصرف الصحي بالقاهرة، فوافق فوراً وطلب من الدكتور عبدالرزاق عبدالمجيد وزير التخطيط في ذلك الوقت باعداد دراسة وعرضها علي رئيس الوزراء ممدوح سالم، والذي وافق فوراً بعدما رأي هو الآخر غلاف التايمز الامريكية. ويؤكد المهندس الكفراوي تفاؤله بأن اعمال الصيانة والتجديد والاحلال ستعود مرة اخري الي ادائها الجيد بشبكة الصرف العملاقة بالقاهرة بالرغم من الانتهاكات التي تعرضت لها في غيبة القانون وجهل رؤساء الاحياء.