أكد خبيران كويتيان ان الانخفاض النسبي الذي شهدته اسعارالبترول في الاسبوعين الاخيرين يعود في الاساس الي الهدوء السياسي والأمني في منطقة الشرق الاوسط. وانخفضت اسعار الخام الامريكي من مستوي 147 دولارا للبرميل الذي بلغته في 11 يولية الماضي الي 123.8 دولار خلال الاسبوع. وشهدت اسعار بترول منظمة اوبك انخفاضا من مستوي 140.13 دولار للبرميل في 4 يولية الماضي الي 123.89 دولار للبرميل وفقا لموقع منظمة اوبك علي الانترنت. وقال الخبيران لوكالة الانباء الكويتية "كونا" ان التركيز علي العامل السياسي والامني لا يلغي دور العوامل الاخري من انخفاض للطلب العالمي وارتفاع اسعار الدولار وزيادة المخزون الامريكي من البترول مشددين علي انه من غير المتوقع ان تنخفض اسعار البترو ل الي اقل من 100 دولار للبرميل. تأثير المضاربات قال عضو المجلس الاعلي للبترول موسي معرفي ان اسعار البترول حساسة تجاه التطورات السياسية والأمنية في المنطقة، مبينا ان كل الاحداث في المنطقة تشير الي ان الامور تسير في اتجاه الهدوء. وذكر ان دلائل كثيرة تظهر ان ارتفاع اسعار البترول في الفترة الماضية يعود في جزء كبير منه الي المضاربات، مضيفا ان دراسة اجراها الكونجرس الامريكي أثبتت ان 70% من العمليات التي تجري في سوق نيويورك هي عمليات ورقية لا يباع فيها بترول حقيقي بما يعني ان المشتري ليس مستهلكا للبترول وانما هو مضارب او تاجر. وقال معرفي ان الطلب العام عالميا متجه للزيادة وليس هناك خوف من امكانية ضعف هذا الطلب خلال السنوات الخمس المقبلة، مضيفا ان الانخفاض الحالي في الاسعار هو في النهاية انخفاض مؤقت. تراجع الاستهلاك من ناحيته، قال وكيل وزارة البترول السابق عيسي العون ان المنطقة تشهد حالة من الهدوء النسبي في لبنان وبين اسرائيل وسوريا وبين إيران والدول الغربية التي اطلقت مبادرة حوافز من اجل تخلي طهران عن برنامجها النووي وهذه كلها عوامل تدفع الاسواق البترولية للانفراج علي المدي القصير. وأضاف العون ان فصل الصيف دائما يشهد انخفاضا في اسعار البترول لان الاستهلاك يقل، كما ان هناك مؤشرات تدل علي وجود حالة من الاطمئنان بشأن العرض والطلب والمخزون. واستبعد هبوط اسعار البترول الي اقل من 100 دولار للبرميل تحت اي ظرف من الظروف، مضيفا ان العالم تقبل بالفعل سعر البترول عند مستوي ال 120 دولارا للبرميل وتأقلم معه وهذا الرقم "120 دولارا للبرميل" هو حد فاصل في تطور سعر البترول. وتوقع العون ان تعاود الاسعار الارتفاع مرة اخري خلال الفترات المقبلة ولكن ليس الي اعلي من مستوي ال 140 دولارا الذي لن تتخطاه الا اذا حدثت تطورات امنية كبيرة في المنطقة. وقال ان السوق البترولي يعاني اليوم حالة من التخمة في كميات البترول الموجودة فيه، مضيفا ان الامارات خفضت انتاجها اخيرا بسبب الكميات الكبيرة الموجودة في الاسواق. وعن تأثير تقلبات الدولار علي اسعار البترول قال العون ان انخفاض اسعار البترول مؤخرا لا علاقة له بسعر الدولار لان الاسواق تعرف ان سعر الدولار يحتاج الي معالجة طويلة الامد. وأضاف العون ان البعض كان يترقب ضربة عسكرية لايران لكن التطورات الاخيرة تشير الي ان الولاياتالمتحدة ستكون "أقل عدوانية". وذكر ان تقدم الديمقراطيين في استطلاعات الرأي المتعلقة بالانتخابات الرئاسية الامريكية وحديثهم عن ضرورة سحب القوات الامريكية من العراق يشير الي ان سياستهم ستكون اقرب الي الحمائم منها الي الصقور. وأضاف ان كل هذه التطورات تشير الي ان المستقبل سيكون اقل دموية مما كان عليه في فترات سابقة وهذا يؤثر بطبيعة الحال علي اسعار البترول.