ما يقوم به جهاز تنشيط السياحة في مصر بجهد للترويج السياحي له اثره في عدد السياح الوافدين لمصر والذي وصل حتي نهاية 2007 إلي نحو 10 ملايين سائح باجمالي 100 مليون ليلة سياحية ولكن الأمر لا ينظر إليه بعدد السياح والليالي التي يقضونها وانما ينظر للعائد الاقتصادي من هذا العدد، خبراء السياحة يؤكدون ان نجاح عملية الترويج يتطلب الاعتماد علي الشركات الخاصة بدلا من اجهزة الحكومة لما يتوافر لديها من امكانات واساليب لجذب السياح. كما يطالب الخبراء بالاعتماد علي المكاتب الاعلامية والاجنبية بالخارج لتحسين صورة مصر خاصة ان ما تقوم به المكاتب السياحية المصرية بالخارج من دعاية لا تلقي الاهتمام الكافي من الحكومات والشعوب الاجنبية مهما بذلت من جهد، لان المكاتب الاعلامية الاجنبية لها طريقتها واسلوبها في توصيل الهدف مباشرة لمواطنيها. واضاف الخبراء بضرورة التركيز علي المناطق السياحية غير المدرجة في خريطة السياحة المصرية ومنها مدن شمال وجنوب سيناء والساحل الشمالي، والواحات والوادي الجديد والفيوم وغيرها من المدن السياحية التي تتوافر بها الامكانات السياحية الجاذبة للسياح، والمطالبة بالكف عن حملات الترويج لمدن شرم والغردقة والاقصر وأسوان لانها اصبحت معروفة للسائح الاجنبي والعربي، وطالب الخبراء بوضع دراسة شاملة لعملية الترويج واخراج جيد ووجود جهاز رقابي يحاسب هذه الحملات الترويجية ويسجل المردود الفعلي لها، كما طالب الخبراء بمشروع قومي تتضافر فيه جميع الوزارات المعنية بتوعية المواطن المصري بكل فئاته بأهمية السياحة لما يعود بالنفع علي الاقتصاد المصري. "الاسبوعي" تناقش هذه القضية في السطور التالية. شركات خاصة العبرة بالنظرة الشمولية واليوم افضل من الأمس وما يحدث من تحسن في أداء قطاعات النقل الجوي والسياحي ناتج عن جهد سنوات عديدة وضعت بذرتها في القطاع السياحي منذ عام 1985 هذه البداية لفؤاد سلطان وزير السياحة الاسبق والذي اتخذ في عملية الترويج للسياحة خلال فترة وجوده اسلوبا يعتمد علي المنظور الاقتصادي وجعل من القطاع الخاص الاساس في عملية الترويج من خلال استقطاب الشركات الخاصة التي نجحت في مهمتها، مشيرا إلي أن عدد السياح الوافدين لمصر عام 1985 كان يبلغ مليونا و300 الف سائح والآن وصل عدد السياح إلي ما يقرب من 10 ملايين سائح باجمالي 100 مليون ليلة سياحية، موضحا ان الاسلوب الحالي للترويج يتماشي مع ما قام به في فترات الثمانينيات واوائل التسعينيات وهذه النتائج كان لها تأثير ايجابي في المساهمة بالدخل القومي وميزان المدفوعات وتوفير فرص العمل وتأثيره ايجابي ايضا علي قطاعات الانتاج الاخري. مكاتب اعلامية اجنبية ويوضح فؤاد سلطان وزير السياحة الاسبق ان نجاحه في الترويج للسياحة بالخارج كان يعتمد علي شركات إعلامية أجنبية متخصصة لها دراية وخبرة كبيرة في عملها خاصة في الدول الأوروبية والغربية حيث كانت تقوم بالرد علي الحملات الإعلامية المضادة بطريقتها وبلغتها. ويري سلطان أن الشركات المتخصصة الأجنبية تمارس دورها أفضل من المكاتب السياحية المصرية الموجودة بالخارج لأنها تتحدث بفكرولغة مواطنيها وليس بفكر وعقلية الأجنبي الموجود في هذا البلد. ويشير إلي أن جميع المشاكل التي كانت تحدث يتم تناولها إعلامياً علي مستوي الصحف والبرامج التليفزيونية بالخارج بشكل صحيح ومقنع إلي أن تزول آثار هذه المشكلة. 40 مليون دولار ويوضح وزير السياحة الأسبق أن ميزانية التنشيط للسياحة في وقتها كانت صفراً في حين أن ميزانية التنشيط الآن تزيد علي 40 مليون دولار ومن المفترض أن تستغل هذه المبالغ بالطرق الصحيحة لزيادة العملية الترويجية السياحية لمصر. ويطالب فؤاد سلطان بالتركيز علي القطاع الخاص لعملية الترويج لأنه يملك إمكانات وطرقا حديثة في الترويج ويخرج بنتائج أفضل.