إذا كنت تعمل في بنك فإنه قد يكون هناك جهاز كمبيوتر يقرأ رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بك أو يتنصت علي مكالماتك الهاتفية أو يحلل محادثات الدردشة فيما تكتب أنت علي لوحة المفاتيح، وحتي موظفو البنوك الذين اعتادوا فكرة المراقبة قد تردعهم فكرة قيام جهاز كمبيوتر بهذا العمل، غير أن هناك إمكانية كبيرة لانتشار استخدام هذه الأنظمة، حيث تحاول البنوك مراقبة الموظفين عن كثب في أعقاب فضائح مثل التعاملات التي اخفاها جيروم كيرفيل علي رؤسائه في بنك سوسيتيه جنرال أو الشائعات القوية التي قوضت بنوكا منها إتش. بي. أو. إس. وبير ستيرنز. ويقول روجيرو كونتو المحلل في شركة جارتنر للاستشارات التقنية لتكنولوجيا المعلومات في ظل أزمة الائتمان وغيرها أصبح الناس أكثر حذرا. وتشهد هذه التكنولوجيا التي تعرف باسم الاكتشاف الإلكتروني ازدهارا بالرغم من التباطؤ الذي تعانيه مجالات أخري، وتتوقع شركة جارتنر أن تدر هذه التكنولوجيا عائدات تقدر بنحو 5.760 مليون دولار هذا العام مرتفعة عن عائدات العام الماضي التي بلغت 5.524 مليون دولار. ويمكن أن تساعد الأنظمة الخاصة بتسجيل ومراقبة أنشطة موظفي الشركات في جمع كميات هائلة من المعلومات الداخلية التي قد تحتاجها بشكل متزايد في مواجهة الدعاوي القضائية التي نجمت عن أزمة القروض العقارية أو لتلبية الطلب المتزايد علي هذه النوعية من البرامج التنظيمية. ويطالب ساسة أمريكيون بوضع قواعد أكثر صرامة في أعقاب انهيار سوق العقارات الذي كان مزدهرا ذات يوم، وذلك بعد أن خلف قانون ساربينز - أوكسلي لعام 2002 بشأن محاسبة الشركات وحماية المستثمرين متطلبات قانونية ثقيلة للغاية. وقال جوزيب بوري المحلل بقطاع التكنولوجيا في دويتشه بنك التكنولوجيا في مجملها ترزح تحت ضغط علي خلفية الأزمج الائتمانية لكن هناك بضعة أسواق خاصة علي سبيل المثال مجال الاكتشافات الإلكترونية الذي قد يستفيد من هذه اللوائح. ومن بين الشركات التي يتوقع لها النجاح الباهر والتي حددها دويتشه بنك شركة انجلو أمريكان أوتونومي كورب التي أسسها مايك لينش الباحث بجامعة كيمبردج وقال البنك إن نظاما خاصا بهذه الشركة هو الذي رصد أن رسائل البريد الإلكتروني التي كتبها كيرفيل ليدعم ما كان يقوله لم ترسل قط. والشركة التي يتوقع لها عائدات تتجاوز 480 مليون دولار هذا العام وفقا لمحللين تبيع تكنولوجيا تستطيع فهم رسائل البريد الإلكتروني والبيانات النصية والصوتية بالإضافة إلي الفيديو وتجاوز سهمها مؤشر فاينانشال تايمز للأسهم بأكثر من 50% علي مدار العام الماضي. وقال لنيش يبدو تأثير أزمة القروض العقارية الآن إيجابيا بالنسبة لتجارتنا كل هذا نتيجة فضائح التعاملات في الأسهم والطلب المتزايد من المنظمين. وتحتفظ شركات كثيرة بالحق في مراقبة مراسلات الموظفين الإلكترونية عند استخدامها ممتلكات الشركة في بريطانيا علي سبيل المثال يسمح بهذا إذا تم إعلام الموظفين بالأمر ويقول مكتب المفوض الإعلامي البريطاني "الفوائد أكبر من المجازفة بخصوصية الفرد"، لكن المشاكل التي تستطيع برامج الكمبيوتر حلها يمكن أن تكون مكلفة. فقد ألقي علي كيرفيل باللائمة في خسائر بلغت 9.4 مليار يورو "7.7 مليار دولار" تكبدها بنك سوسيتيه جنرال وفي مارس الماضي فقد بنك إتش. بي. أو. إس البريطاني 3 مليارات جنيه استرليني "6 مليارات دولار" من قيمته بعد أن نشر بعض التجار شائعات بأنه يواجه مشكلات وتم بيع بنك بير سيترنز في نهاية المطاف. وألقي بنك كريدي سويس باللوم علي حفنة من المتعاملين في خسائر تقدر بعدة مليارات من الدولارات قائلا إنهم تعمدوا تسعير منتجات ائتمانية مركبة بشكل مخالف للواقع. مثل هذه الأحداث المؤسفة ومنها المراهنات غير الموفقة علي القروض العقارية عالية المخاطر وضعت مسألة الأمن الداخلي وإدارة البيانات علي رأس جداول أعمال البنوك، وقال ديفيد باريس من وحدة الاستشارات للأسواق المالية بشركة اي. بي. ام وضعت أزمة القروض العقارية علي رأس الأولويات. ويقول كايلاش امبواني الرئيس التنفيذي لشركة فيس تايم للاتصالات وهي شركة أمريكية خاصة تساعد برامج الكمبيوتر الخاصة بالشركات علي مراقبة تدفق الرسائل الفورية، ان قضية سوسيتيه جنرال زادت من الاهتمام بتكنولوجيا فيس تايم ومن بين عملاء شركته العديد من البنوك الكبري. وتشير شركة أخري متخصصة في الرسائل الفورية مقرها الولاياتالمتحدة إلي ابداء جهات جديدة رغبتها في هذه التكنولوجيا وتقوم تكنولوجيا اكونيكس بأرشفة ومراقبة محادثات الرسائل وقت حدوثها حيث ترسل تنبيهات عند ورود كلمات أو اسماء أو توليفات أرقام معينة، وتقول الشركة إنها فازت في الأشهر السنة الماضية بعميلين جديدين هما من أكبر 3 أو 5 شركات أمريكية للسمسرة. وقال دون مونتجومري رئيس قسم التسويق في شركة اكونيكس ليست القواعد التنظيمية الجديدة هي التي أدت إلي زيادة الإقبال بل أحداث كالتي شهدها سوسيتيه جنرال، حيث استخدمت الاتصالات في ممارسة أنشطة غير مشروعة. وتستقطب الصناعة أيضا بعض الموظفين ممن هم علي دراية بكيفية ضرب النظام وذكرت ال. سي. ايه الفرنسية لبرامج الكمبيوتر في أبريل إنها عينت أشخاصا لا يقلون كفاءة عن كيرفيل متعامل سوسيتيه جنرال السابق.