منذ شهور قليلة طالبت المسئولين في الحكومة العمل علي انقاذ مدينة رأس البر من المصنع الجديد للاسمدة الذي يقام داخل المدينة.. وقد طلب الرئيس مبارك من المسئولين دراسة هذا الموضوع حتي لا يكون سببا في افساد هذه المدينة الجميلة خاصة انها تحولت الي مصيف من اهم مصايف مصر في السنوات الاخيرة ومازال الحديث حول هذا المصنع الذي يهدد مستقبل دمياط كلها وليس فقط مدينة رأس البر.. هذه صرخة من اهالي دمياط. قامت شركة "أجريوم" للمنتجات النيتروجينية بشراء ارض من المجتمعات العمرانية علي شاطئ رأس البر بهدف اقامة مصنع لانتاج الامونيا واليوريا وذلك في عام 2003 دون اي اخطار لمحافظة دمياط رغم ان النشاط المحدد لهذه الارض وفقا للخريطة الاستثمارية للمحافظة هو النشاط السياحي وليست منطقة صناعية. اضطرت الشركة في سبيل الحصول علي موافقة وزارة البيئة اطلاع المجتمع المدني علي المشروع حيث يشترط لموافقة وزارة البيئة موافقة المجتمع المدني وتم عقد اجتماع في احدي القاعات برأس البر يوم 29/11/2006 وكان ذلك بداية علم المحافظة والمجتمع المدني بوجود نية لاقامة هذا المشروع. رفض المجتمع المدني ومعه المجالس الشعبية بالمحافظة بالاجماع اقامة المشروع في الموقع المقترح رغم استخدام الشركة كل الوسائل المتاحة لايضاح وشرح المشروع واستند رفض المجتمع المدني علي: 1 المشروع يصنف وفقا لدليل اسس واجراءات تقييم الاثر البيئي الصادر عن جهاز شئون البيئة في اكتوبر 1996 ضمن القائمة السوداء وهي القائمة الاعلي درجة من حيث تلوث البيئة، وبالتالي فإن هناك تخوفا كبيرا رغم محاولات الشركة للنفي من التأثير البيئي الضار علي مياه البحر وعلي الزراعات وبالتالي علي البشر في المنطقة المحيطة بالمشروع خاصة ان المصنع ينتج 2300 طن امونيا و3500 طن يوريا يوميا وبه سعة تخزينية 40000 طن امونيا و160000 طن يوريا. 2 المنطقة المحيطة مكدسة بالسكان والاستثمارات السياحية وتم الارتقاء بها بيئيا وعمرانيا واقامة هذا المصنع الضخم سوف يؤثر تأثيرا سلبيا مباشرا عليها. 3 المشروع يقع داخل "جزيرة رأس البر" وهي الجزيرة المثلثة المحددة بنهر النيل شرقا والبحر الابيض غربا والقناة الملاحية جنوبا ورأس المثلث شمالا نقطة التقاء نهر النيل بالبحر الابيض المتوسط "مرفق" وقد سبق ان صدر قرار بتوصية من المجالس الشعبية المحلية بأن يقتصر النشاط داخل الجزيرة علي النشاط السياحي فقط. 4 جار العمل علي تحويل جزيرة رأس البر الي محمية طبيعية، وتمت مخاطبات متبادلة مع وزير الدولة لشئون البيئة الذي وافق من حيث المبدأ وتم اعداد الدراسات اللازمة لذلك تمهيدا للاعلان "مرفق". 5 الارض المزمع اقامة المشروع عليها ليست منطقة صناعية ولا تدخل ضمن المناطق الصناعية المحددة بل ان الخريطة الاستثمارية للمحافظة تؤكد انها منطقة نشاط سياحي كما انها لا تدخل ضمن المناطق الصناعية بدمياطالجديدة "مرفق". ورغم الرفض القاطع والصريح فقد فؤجئ المجتمع المدني بدمياط بموافقة وزارة البيئة علي المشروع مما تسبب في استفزاز واثارة الرأي العام في دمياط. والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يقام مصنع من القائمة السوداء طبقا لتصنيف جهاز شئون البيئة علي جزيرة سياحية متفردة علي مستوي العالم؟