رأي اليوم

بريطانيا التي كانت عظمي..!!

كشف التصرف الوقح الذي تعرض له قداسة الباب شنودة في مطار لندن عن سلسلة من التصرفات المستمرة الحقيرة التي يتعرض لها المصريون عند سفرهم إلي بريطانيا التي كانت عظمي والتي مازالت تعيش في هذا الدور الذي انتهي من زمان وإلي غير رجعة.
الذي لا أفهمه أن المسئولين عندنا في وزارة الخارجية يعبرون عن وصف ما حدث مع قداسة البابا في مطار هيثرو بأنه تجاوز..!! مجرد تجاوز..! ماذا تعني هذه الكلمة.. وهل هذا التصرف يليق معه وصف تجاوز؟! إن هذا التصرف سفالة.. وقلة أدب مقصودا ومازلت لا أصدق أنه يحدث مع كل زائر لبريطانيا.
طيب آخر أخبار السفالة هي امتناع سفارة بريطانيا التي كانت عظمي في القاهرة عن منح تأشيرة دخول لطفل مصري رضيع بدعوي أنه ليس له تاريخ في بريطانيا التي كانت عظمي..!!
ثم كيف نقبل الرد الإنجليزي البارد علي أن البابا لم يتم تفتيشه ذاتيا.. ذاتيا ياولاد.. وقالوا إنه خلع حذاءه فقط وخضع للتفتيش الإلكتروني.. في الوقت الذي استقبلت أمريكا بابا الفاتيكان الذي زارها بعد 29 عاما من آخر زيارة للبابا السابق.. واستقبله الرئيس بوش علي باب الطائرة.. ونحن نعلم أن شعب الولايات المتحدة غالبيته يعتنق المذهب البروتستانتي والذين يعتنقون المذهب الكاثوليكي أقلية هناك.
الغريب في الأمر أن المتحدث بلسان حكومة بريطانيا التي كانت عظمي قال في تصريحات له يعلن فيها أنهم يأسفون لما حدث.. ولكنهم لا يعتذرون.. وأضافوا أنهم مستعدون لمعاملة أي مسئول بريطاني في مصر بنفس المعاملة.. وأعود وأكرر، هل يصل مستوي أي مسئول بريطاني إلي مقام البابا شنودة الرفيع..!
ولذر الرماد في العيون قام السفير البريطاني الجديد في القاهرة "دومنيك اسكويث" بزيارة قداسة البابا.. وأعرب السفير عن رغبته القوية في البناء علي الصداقة العميقة التي تربط بين الشعبين البريطاني والمصري والتطلع إلي كيفية التعاون فيما بين الجانبين لما فيه مصالح الدولتين.. وأكد السفير اسكويث أن المملكة المتحدة سيظل هدفها جعل زيارات الباب شنودة المستقبلية مريحة.
إنني فوجئت بأن وزير الخارجية أحمد أبوالغيط كان تصرفه عنيفا.. وعنيفا جدا مع الإنجليز بعد حادثة قداسة البابا.. فقد كرر الوزير أن يغير مسار رحلته إلي أمريكا ويجعلها عن طريق باريس بدلا من لندن..!! ياسلام.. طيب بدل أن تذهب عن طريق لندن أو عن طريق باريس، لماذا لا تسافر عن طريق شركة مصر للطيران التي لها رحلة يومية وتغادر القاهرة مباشرة إلي نيويورك، اللهم إلا إذا كان الوزير ينوي شراء سلع من السوق الحرة في مطار باريس.. لأن باريس ذوقها أجمل وأحسن..!!