فوجئنا مؤخراً وعبر الصحف المصرية بذلك الخبر الخاص بخضوع لقداسة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تفتيش أثناد عودته من رحلة الملكة المتحدة البريطانية، حيث كان قداسة البابا يقوم بافتتاح كاتدرائية قبطية جديدة في بلدة بشمال لندن، وحسب الخبر المنشور في الصحف فإنه وأثناء عودته من مطار هيثرو بصحبة سفيرنا المصري في بريطانيا السيد جهاد ماضي حدث أن طلب رجال الامن تفتيش قداسة البابا شنودة وقالوا إنه لا توجد لديهم تعليمات باستثناء أحد من التفتيش، وعلي إثر ذلك ومع قرب موعد إقلاع الطائرة لم يمانع قداسة البابا شخصياً من المرور، من بوابة فحص المواد المعدنية (بوابة الفحص الإلكتروني)،ولم يقم رجال الامن بتفتيش قداسته ذاتياً. والواقع أن من يعرف قداسة البابا شنودة عن قرب يعرف جيداً أنه رجل سلام لا يعارض في أن يخضع للنظام ولكافة الإجراءات الامنية، فهو رجل يمتلئ قلبه بالحب والتسامح، بل إن قلبه يسع جميع من حوله في حنو كبير ولعل من أدلة ذلك أن قداسة البابا لم يتقدم بشكوي رسمية في هذا الامر يتضرر فيها من هذه المعاملة التي لم تقدر مكانته وأهميته. انها بلا شك عدم لياقة وعدم كياسة من جانب رجال الامن البريطانيين في مطار هيثرو من حيث اتخاذ مثل هذا الاجراء مع شخصية دينية وقومية بل لا ابالغ اذا قلت شخصية عالمية بحجم قداسة البابا شنودة الثالث، ذلك الرجل المعروف علي مستوي العالم من خلال محاضراته وعظاته وكتاباته التي تم ترجمتها لعدد من لغات العالم، وكذا من خلال زياراته لمعظم دول العالم. لقد كان من حسن التصرف أن يقوم السفير المصري بإخطار وزارة الخارجية المصرية بتلك والواقعة، وكذلك قيامه بتوجيه مذكرة عاجلة إلي وزارة الخارجية البريطانية يطلب فيها تفسيراً لهذا الموقف الذي لم يحدث من قبل في تاريخ زيارات البابا شنودة الثالث للندن. إنه من الضروري معرفه رد وتفسير الخارجية البريطانية علي هذا الموقف غير المبرر وغير الطبيعي حتي لا تكون سابقة يمكن لها أن تتكرر في المستقبل. القراء الاعزاء: إن كرامة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هي من كرامة الوطن، ومن ثم فإن كرامة البابا شنودة الثالث هي كرامة مصرية خالصة من حقنا جميعاً مسلمين ومسيحيين أن ندافع عنها، ذلك لأنه رمز مصري أصيل نعتز به ونقدره. ولعل من أدلة ذلك أن اقلام الكتاب والمفكرين والمثقفين المسلمين من أبناء مصر المخلصين كانت أسبق في استنكار هذا الحدث من المسيحيين شركائهم في الوطن.