أكد الدكتور عبد الرحمن بركة الخبير المصرفي ورئيس بنك مصر رومانيا سابقا في حوار له مع " الأسبوعي" أن أزمة البنوك مع المالية مفتعلة برمتها وان الوقت قد حان لإغلاق هذا الملف كما أشار إلي أن اتحاد البنوك بحاجة إلي مزيد من الخبرات حتي يعود إليه رونقه بالاضافة إلي قضايا أخري ساخنة ساقها بركة في حواره معنا. * سألته لماذا اعتزلت العمل المصرفي فقد خرجت بعد بيع بنك مصر رومانيا ثم اعتذرت مؤخرا عن بنك التنمية والائتمان الزراعي؟ ** لم اعتزل العمل المصرفي ولم اخرج منه فأنا مثل السمك الذي لا يستطيع الخروج من الماء ولكن هناك بعض العوامل التي أثرت في ذلك في الحالتين ففي الحالة الأولي وبعد بيع بنك مصر رومانيا لبنك بلوم تم اختيار رئيس للبنك ونائب له وبالتالي كان من الصعب أن اقبل بأن اتراجع خطوات إلي الوراء وأن أكون أقل من منصبي وتدرجي الذي وصلت إليه أما إذا كنا نتحدث عن بنك التنمية والائتمان الزراعي فأنا لم اعتذر عنه ولكن عضويتي في مجلس ورئاسة البنك جار دراسة أبعاده وحله وعندما يتم ذلك سأعود إلي بيتي وهو القطاع المصرفي في مرة أخري. *لماذا حزنت كثيرا بعد بيع بنك مصر رومانيا؟ ** بنك مصر رومانيا تم بيعه وهو في أفضل حالاته ويحقق أرباحا جيدة ففي آخر سنة تم فيها البيع كان البنك قد حقق صافي أرباح 88 مليون جنيه كما أن جميع الديون التي كانت فيه كان امامها مخصص ديون وجميع الديون تم تسويتها وتم الاستحواذ علي أصول خاصة بأصحاب الديون وهي التي يتم بيعها حتي الآن ولم يكن هناك ديون مشكوك في تحصيلها وعندما تم البيع كانت هناك أصول تقدر بنحو 380 مليون جنيه كذلك كان بوسع هذا البنك أن يتوسع أكثر في أوروبا بما أن رومانيا دخلت إلي الاتحاد الأوروبي وعلينا أن نتخيل الفائدة التي كانت ستعم علي مصر من انتشار هذا البنك في أوروبا واعتقد أن البنك فرصة ذهبية لمن اشتراه الآن حيث تم بيع فروع البنك في أوروبا ب 55 مليار دولار بالاضافة إلي 380 مليون جنيه قيمة أصول ودعنا نتساءل بكم اشتروا البنك إذن؟ الاجابة ببلاش لقد حزنت كثيرا علي بيعه حيث كان البنك من أقوي البنوك العاملة في السوق وخصوصا إذا كنا نتحدث عن المشتركة منها ولكن ليس في يدي أن اتدخل في سياسة الحكومة ورغبتها في التخارج من البنوك المشتركة ورغبة أصحاب رأس المال. خبرات واحتواء * أنت من أقدم أعضاء اتحاد البنوك حيث استمرت فيه كعضو قرابة 14 سنة فكيف تقرأ دوره خلال هذه السنوات ومدي التقدم أو التراجع الذي يشهده؟ ** علي الرغم من الدور الفاعل الذي يلعبه اتحاد البنوك وأهدافه الواضحة التي يسعي من أجل تحقيقها إلا أن الوضع في السابق من الطبيعي أن يختلف عن الآن فالاتحاد في السابق كان قويا جدا وهو يرجع إلي كونه مثل أي مؤسسة أو منظومة حيث كان لديه قدرة أكبر في السيطرة علي القطاع المصرفي وإملاء العديد من القرارات وتطبيق سياسات وأنشطة معينة حيث كان المركزي يسعي لتفعيلها من خلال هذا الاتحاد في ضوء أن اغلبية البنوك تعتبر مملوكة للقطاع العام أو يساهم فيها القطاع العام. أما الوضع الحالي فهو جيد ومقبول إلي حد ما ولكن ليس علي غرار الفترة السابقة فالسيطرة قلت وهذا يعود إلي أن القيادات الحالية داخل اتحاد البنوك مازالت تنقصهم الخبرة الكافية لممارسة عملية الاحتواء وجمع البنوك داخل بيتهم وهو الاتحاد وعلي الرغم من ذلك فهو كيان جيد وأمامه فرصة ليتمتع بمزيد من القوة.