مخاوف المستثمرين.. الحالة النفسية.. التشاؤم الموسمي.. كل تلك المصطلحات ظهرت في أوقات متزامنة تراجعت فيها البورصة وظلت قائمة مع كل عام اقتربت فيه مواعيد تلك التراجعات خاصة شهر مارس المعروف بأشهر انهيارات شهدتها البورصة المصرية في تاريخها.. وبعد أن مر شهر مارس الشهير بسلام دون أية مفاجاَت موجعة للبورصة والمستثمرين يبقي التساؤل قائما.. هل تنتقل مخاوف انهيارات مارس إلي ابريل خاصة مع التحرك العرضي الذي سيطر علي أداء السوق والقلق من الركد الذي بات قريبا من الاقتصاد الأمريكي يوما وراء الاخر؟! ربما تلعب الحالة النفسية للمستثمرين دورا رئيسيا في أداء السوق سواء صعودا أو هبوطا، فهي في اغلب الاحيان ترمومتر السوق، وحسب ما يري علاء عبدالحليم العضو المنتدب لشركة المجموعة المتحدة للأوراق المالية فإن التخوف الوحيد الذي قد يضر بالسوق سواء في مارس أو إبريل هو الحالة النفسية للمستثمرين والربط الخاطئ بين البورصة المصرية والبورصات العالمية في ظل التراجع الذي ينتاب بين الحين والاخر السوق الأمريكي. ولعل الذعر من الهبوط الوهمي للسوق وما يثار من اقاويل حول احتمالية تراجع المؤشر من جديد ل 10200 نقطة ما هو إلا مجرد وهم نتج عن مخاوف غير حقيقية، فما يراه عبدالحليم هو أن الدلائل الموجودة بالسوق تؤكد ان المؤشر سيواصل ارتفاعه ولن يتراجع بالشكل المأساوي الذي يتوقعه البعض مدللا علي ذلك بما وصلت له أسعار السلع والتي عادة ما تتحكم في أسعار أسهم الشركات المقيدة. ويشير العضو المنتدب لشركة المجموعة المتحدة إلي أن شهر مارس بشكل خاص كان يمثل شهر خوف لدي كثير من المستثمرين ومن ثم فانقضاؤه بسلام يعتبر مؤشرا نفسيا جيدا لأداء السوق في المرحلة المقبلة غير أنه تخوف من وصول الاسعار إلي مستويات جنونية في الصعود خاصة في ظل المضاربات والتلاعبات التي تحدث في أسهم منتقاة تفتقد أي انباء ايجابية لهذا الصعود. وأضاف عبدالحليم أن مستوي التعامل والحنكة التي وصل لها المتعاملون بالسوق المصري بات أكثر من ذي قبل وبات هو العنصر الفعال في تحريك مؤشر السوق عن ذي قبل. لا مانع في انتقال مخاوف الانهيارات التي ظنها المستثمرون قادمة لا محالة في مارس إلي ابريل خاصة مع الاتجاه العرضي الذي يسيطر علي السوق منذ اسبوع مضي، فما يراه هاني هنداوي رئيس شركة العروبة للأوراق المالية هو ان السوق يمر بحالة من الضبابية فهو يهبط لدون 11 ألف نقطة ثم يعود ليكسرها صعودا مرة أخري، مشيرا إلي أن هذا سببته حالة نفسية مضطربة وخوف من تصحيح مقبل. وقال هنداوي ان الاسعار وصلت لمستويات عالية جدا لابد لها من تصحيح تراجعي، لكن هذا لا يشترط أن يكون في شهر ابريل بل قد يكون في مرحلة متقدمة أو في وقت متقدم من العام لكنه أوضح ان شهر ابريل هو الأكثر قربا من شهر مارس والدلائل واضحة قليلا علي شكل وتحركات السوق. وفي الوقت نفسه حدد هنداوي سيناريوهات للهبوط علي رأسها تحول الاجانب للبيع بعد مشوار الشراء الذي اعتنقوه طيلة شهر مارس وهو ما قد يوجد حالة من جني الارباح الموجع يقوده أولئك الاجانب ومن ثم يتبعهم المحليون والعرب. وأوضح هنداوي أن السيناريو الاخر لانتقال مخاوف تراجعات مارس إلي ابريل هو الاداء الأكثر قلقا والذي يسيطر علي البورصات الامريكية وسط مخاوف الركود باقتصادها، وهو ما قد يقود الاجانب إلي التحول من الاسواق الخارجية لأسواقهم الاقليمية لتغطية مراكزهم المكشوفة بها إذا ما هوت أسواقهم تلك. أما السيناريو الاخير الذي يتوقعه هنداوي فهو الغياب الذي بات واضحا علي الاسهم الثقيلة وانعدام قائد للسوق داخله فغياب أوراسكوم تيليكوم وهيرمس والعز لصناعة حديد التسليح عن الاداء النشط قد يوجد حالة من الركود في أداء بقية أسهم السوق ومن ثم يعود بالمؤشر للوراء مجددا. القول بانتقال مخاوف انهيارات مارس إلي ابريل مستبعد تماما وغير متوقع بشكل كبير، فنتائج أعمال الشركات المنتظرة وكذلك الوعي الذي وصل له المستثمرون في التعامل جعل من انهيار السوق امرا غير متوقع، وحسب ما يري محمد عبدالهادي العضو المنتدب لشركة حلوان للسمسرة فإن البورصة المصرية باتت قادرة علي التصدي للصدمات ومقاومة الشائعات عن ذي قبل وهو ما يجعلها أكثر قدرة علي اجتياز الهبوط حتي حالة حدوثه. ويقول عبدالهادي ان الهبوط أوالانهيارات إعادة ما تسبقه مؤشرات تدلل عليه علي رأسها الصعود القوي لأسهم المؤشر الثقيلة وهو ما لم يحدث منذ فترة طويلة ولم يحدث هذا العام وبالتالي فتحركات المؤشر تحكمها أسهم منتقاة من بين اسهم المؤشر لكنها لن تؤثر عليه هبوطا حال تراجعها. وينوه عبدالهادي إلي أن السوق المصري أصبح أكثر استيعابا وجذبا للمستثمرين الاجانب عن ذي قبل خاصة مع القلق الذي بات مسيطرا علي الاسواق العالمية الكبري وبالتالي فإقبال الاجانب عليه سيحميه من أي تراجعات أو انهيارات فجائية. ويري أن تزايد شرائح المستثمرين المحليين واليات السوق وقواعده وكذلك الاوعية الادخارية وصناديق الاستثمار بكل أنواعها جعل السوق أكثر مقاومة لعمليات الانهيارات الموسمية التي ظلت تلاحقه طيلة الاعوام الماضية وأوجد نوعا من الثقة بين شرائح المستثمرين. فنيا، السوق يسيرفي قناة صعودية متباطئة تحكمها نقاط مقاومة عند 11500 فوق و10800 اسفل وبين هاتين النقطتين يقف مؤشر السوق غير أن توقعات صعوده باتت هي الاكثر ترجيحا في المرحلة المقبلة، ووفق ما يراه محمد معاطي المحلل الفني بشركة المصرية الامريكية لتداول الاوراق المالية فإن السوق يواجه نقطة مقاومة 11500 وإذا تخطاها فسوف يستكمل الصعود ل 12 ألف نقطة. ويشير معاطي إلي أن أسهم السوق الصغيرة باتت مسيطرة علي ادائه ومن ثم هي الاثكر نشاطا في ظل الغياب الذي يتحكم في الاسهم الثقيل ذات الوزن النسبي العالي والتي تحكم تحركات المؤشر وبالتالي فإن الهبوط القوي مستبعد. ويلفت معاطي إلي أن نتائج أعمال الشركات المنتظرة ستدعم استكمال السوق لصعوده فضلا عن ارتفاع أسعار السلع والمنتجات جميعها وظهور قطاعات بالسوق تمثلها شركات كبيرة تسير متزامنة، موضحا أن ارتفاع أسعار البترول والذهب جعل عمليات المضاربة فيها اقل كثيرا من ذي قبل وأوجد توجها استثماريا لأسواق المال خاصة الناشئة منها. واستبعد معاطي أن تصل تخوفات مارس الموسمية إلي شهر ابريل لأن السوق والمستثمرين خاصة المحليين وصلوا لمرحلة أكثر وعيا من ذي قبل فنراهم متوجهين للشراء وقت بيع الاجانب وحتي مبيعاتهم باتت أكثر عقلانية وتنحصر في عمليات جني ارباح عادية لا تضر بالسوق. ويقول معاطي ان الارتباط الموجود مع الأسواق العالمية والبورصات الناشئة يعتبر احدي نتائج العولمة الواضحة نظرا لوجود متعاملين اجانب مع محليين ومن ثم فإنه في أوقات الهبوط بدأت تظهر قدرة المستثمر المصري علي التحول الشرائي لاقتناص فرص الاسعار المتدنية وتحقيق أرباح سريعة من ورائها.