عندما لملمت البورصة أوراق العام المنقضي 2006 لم يكن لأي محلل أو خبير ان يتوقع أن تشهد هذه الفترة الأخيرة في العام تلك الانتعاشة التي حققتها خاصة وانها مرت خلال العام بشهور عجاف امتلأت بالأعاصير، طالما طاردت فيها كوابيس الخسائر المستثمرين، تخللتها ايام سمان قليلة.. لا تكاد تذكر، ومع اللحظات الأولي من تعاملات البورصة في العام الحالي شهدت انطلاقة صاروخية لمؤشراتها لكن الحقيقة هي ان الفترة الحالية فترة تصعب فيها التوقعات كما يؤكد المحللون فالمستمثرون حائرون بين احلامهم في المكاسب السريعة التي قد تتزامن مع استراتيجية النشاط الموسمي وبين كوابيس الانهيارات المريرة التي تتزامن ايضا مع ذكري التراجعات المؤلمة، كما انهم قلقون من مخاوف التراجعات الفجائية التي قد تطرأ بشكل لا يتوقعه البعض والكل يخشي من موجة الانهيارات متجهين الي "المتاجرة السريعة".. وعليه فان البورصة مع الأيام الأولي من العام الجاري تكون مقبلة علي مرحلة اللاتوقعات...!!! تعاملات المستثمرين الدكتور عصام خليفة العضو المنتدب بشركة الأهلي لصناديق الاستثمار يقول إن "2006" كان عاما صيفه ممطر علي غير العادة، وأيامه قاسية وملبدة بالغيوم داخل قاعات التداول لكن شتاءه جاء دافئا بعض الشئ حاولت خلاله السوق المصرية أن تسعد مستثمريها بعد عام كان أكثر مرارة مشيرا الي ان الاتجاه الصعودي الذي حققته البورصة نهاية العام لم يكن متوقعا بالمرة خاصة وان العام كله كان قاسيا وهو ما يؤكد أن هناك فترات في العام يصعب فيها التوقع أو الاستنتاج لكن المحللين والمتابعين للسوق يحاولون تخمين الشكل العام للأداء. وحول الفترة المقبلة يؤكد الدكتور عصام خليفة ان المعيار الرئيسي في تحديد شكل واداء البورصة خلال المرحلة القادمة هو تعاملات المستثمرين واتجاهاتهم، فعلي ما يبدو ان اغلبية المستثمرين يقومون بعمليات شرائية بيعية متسارعة والتي تسمي ب "المتاجرة السريعة" مشيرا الي ان الاغلبية العظمي منهم يخشون من تقلبات السوق المفاجئة في تلك الفترة من العام وعليه يخشي الجميع من ان تصيبه اي اضرار من جراء تلك التراجعات الفجائية وبالتالي فالجميع لا يصدق التوقعات حتي لو كانت ايجابية. وينوه الدكتور عصام خليفة الي ان السوق المصري يسير حتي الآن ومنذ بداية تعاملات العام الجديد بشكل عرضي حيث يربح مؤشره الرئيسي "case30" نقاطا معقولة ثم يعود ليخسرها تدريجيا لافتا الي ان هذا التحرك العرضي اكثر التحركات قلقا لدي المستثمرين وهو الشكل الوحيد الذي تصبح فيه الحالة النفسية للمستثمرين متقلبة وقلقة. ويعود الدكتور عصام خليفة ليؤكد ان المرحلة المقبلة قد تكون متذبذبة لكن اسهم السوق الصغيرة واسهم ال 5% لم تزل تسير بخطي مطمئنة لممتلكيها ولكنها للأسف لا تمثل كل السوق ولا تعتبر مقياسا لاداءه خاصة وان الاسهم الكبري والنشطة تمران بمرحلة تذبذبية واضحة هي الأخري ويتحرك السوق معها صعودا وهبوطا. بين اليأس والتفاؤل من جانبه يقول ياسر سعد رئيس شركة الأقصر لتداول الأوراق المالية انه مع دخول العام الجديد 2007 حملت التوقعات بعضا من اليأس والتفاؤل، فالبعض قال ان البورصة ستشهد بداية طيبة لمدة اسبوع واحد ثم تبدأ الانهيارات التي ستتزامن مع انهيارات العام الماضي، والبعض اعتبر ان النشاط الذي سجلته نهاية العام المنصرم ما هو الا عملية متوقعة من النشاط الموسمي، وذهب البعض الي ان البورصة ستحقق انطلاقة صاروخية خاصة وانها ودعت مرحلة التذبذب وان العام الحالي سيمثل انطلاقة مستجدة.. وبين تفاؤلات هؤلاء وتخوفات اولئك بات واضحا ان البورصة المصرية مقبلة علي مرحلة جديدة من الغموض واللاتوقعات. ويعود ياسر سعد ليشير الي ان الكلام ليس مبالغا فيه كما قد يظن البعض.. فما حدث في البورصات العربية في بداية العام المنقضي كان غريبا جدا.. ارتفاعات مهولة سجلتها اسهم ومؤشرات الاسواق العربية جميعها في شهري يناير وفبراير، فصعدت اسهم بنسب فاقت ال 150%، وقفزت المؤشرات لتتخطي نقاط دعم كبيرة وتحقق ارقاما قياسية.. لكنه مع قدوم مارس بدأت تلوح مقدمات لعمليات تصحيح.. وبانتصاف ذلك الشهر المشئوم علي المستثمرين تهاوت الاسعار بشكل مهول لتخسر كل اسهم الاسواق العربية بدون استثناء ارقاما فاقت في بعضها 170% من قيمتها. وحول الفترة القادمة يقول رئيس شركة الاقصر انه بعد الارتفاعات الحادة التي سجلتها اسعار الاسهم في البورصة المصرية خلال اسبوعها الاول من العام الحالي ثم عمليات جني الارباح التي شهدتها في اسبوعها الثاني، يدخل السوق علي مرحلة جديدة وسط حالة من الترقب تسيطر علي المتعاملين والمستثمرين لنتائج الاعمال السنوية للشركات والتي من المقرر البدء في اعلانها اعتبارا من يوم العشرين من الشهر الجاري.