علي الرغم من فوائده وأهميته الاقتصادية باعتباره افضل منتج للهيدروجين فإنه يكلف الدولة والمواطنين خسائر فادحة تصل لملايين الجنيهات في المحاصيل والمواد الغذائية والتحف والاَثار والكتب والاَثاث وفي بعض الأحيان المنازل نفسها، فمحافظة اسوان تخسر بسببه سنويا 6 ملايين جنيه مصري والفيوم 2 مليون، وشمال سيناء مليون جنيه والزيادة مستمرة عاما بعد اَخر، بالاضافة الي 12 محافظة أخري تعاني من مشاكل جمة من جراء النمل الابيض حيث يقول عنه المتخصصون انه قادر علي اختراق الابنيه بحثا عن احتياجاته وغذائه المتمثل في السليليوز و الرطوبه. العلماء ارجعوا سبب انتشاره الكبير لعدم وجود شركات مكافحة متخصصة في مكافحته رغم وجود شركات للمبيدات، إلا أن عمليات المكافحة له تتم بصورة سيئة وعشوائية، خاصة مع غياب وعي المواطنين بخطره وكيفية التعامل معه. الكثير من التساؤلات حول اضرار النمل الأبيض وكيفية مواجهة اضراره وخسائره ، تجيب عنها السطور القادمة... في البداية يحذر الدكتور محمد توفيق رئيس الادارة المركزية لمكافحة الاَفات بوزارة الزراعة من خطورة النمل الابيض التي باتت تهدد الوطن بصورة كبيرة ويقول إن البلاد مقبلة علي مرحلة خطيرة لو لم يتم العمل لصد هذا الضرر، ومن المتوقع زيادة هذا الوضع سوءا اذا لم يتم التحرك بسرعة. ويضيف ان هناك 17 محافظة من محافظات مصر تعاني من مشاكل الاصابة بالنمل الابيض، وتتمثل هذه المحافظات في محافظة اسوان وقنا والاقصر وسوهاج واسيوط وشمال سيناء والوادي الجديد والبحر الأحمر ومرسي مطروح وجنوب سيناء والفيوم والجيزة والاسماعيلية والسويس والشرقية والاسكندرية وبورسعيد. وحول دور وزارة الزراعة في مكافحة النمل الابيض يقول د. توفيق: ان الوزارة قامت بمجموعة من الخطوات في الفترة الاخيرة في هذا الاطار تتمثل في توفير المركبات الموصي بها وتوفير الدعم الفني والارشادي للمكافحة، والاشراف علي تدخين الاخشاب بمنافذ الحجر الزراعي، واخيرا تقوم بالتنسيق مع المحافظات من خلال مديريات الزراعة في حظر اقامة المنشاَت بدون اعمال وقائية، وذلك هو دور الوزارة الاَن وفي المستقبل.. ويضيف رئيس الادارة المركزية لمكافحة الافات ان كميات المبيدات التي صرفت من وزارة الزراعة في العام الماضي لمقاومة النمل الابيض وصلت الي 40 طن مبيد اي ما يعادل 800 ألف جنيه، من بينها 20 طنا اساسية وتتكلف 400 ألف جنيه، بالاضافة الي 20 طنا احتياطية وتتكلف ايضا 400 ألف جنيه، يتم طلبها عند الحاجة، مع العلم بأن محافظة اسوان وحدها احتاجت ل10 أطنان مبيد في العام نفسه.. وعن كيفية مواجهة النمل الابيض يطالب د. توفيق بالتعاون بين جميع الجهات البحثية في مصر لحل هذه المشكلة، عن طريق وضع مجموعة من الخطط والأهداف التي يتم الاتفاق عليها وتطبيقها لحل هذه المشكلة، كما يطالب بوضع برنامج قومي تتعاون فيه جميع المؤسسات يتم من خلاله تنفيذ جميع الاَليات والاستراتيجيات المتاحة لمواجهة مخاطر النمل الابيض. كما يطالب د. توفيق بضرورة وجود مجموعة من القوانين لتحكم المشكلة، علي غرار قرار محافظة اسوان لمن يريد بناء منزل بالحصول علي مستند ضمن تصريح البناء من وزارة الزراعة بالبناء في الاماكن المصابة او غيرها حتي تستطيع المحافظة احتواء المشكلة والقضاء عليها من جذورها. ويري د. توفيق انه يجب علي وزارة الزراعة أن تقوم بتصحيح دورها لأنها أصبحت تقدم مبيدات فقط وعليها أن تقوم بتوضيح الصورة عن المشكلة وكيفية التعامل معها للمزارعين توعيتهم كما يجب عليها دعوة الشركات الخاصة للتعامل مع عمليات المكافحة. وفي الاطار نفسه يشير الدكتور يسري السباعي وكيل معهد بحوث وقاية النباتات بمركز البحوث الزراعية إلي أن هناك 2761 نوعا من النمل الابيض في العالم، منها 282 نوعا في مصر فقط وأن معظم المدن الساحلية مثل الاسكندرية والسويس والاسماعيلية تعاني من اصابات نمل الخشب الجاف، كما قطاع الزراعة وحده يحظي ب 20% من خسائر مصر من النمل الابيض أما الخسائر اباقية ففي مجالات أخري متعددة مثل الاسكان والاثار. ويؤكد د. السباعي ان معظم الاراضي الجديدة التي يتم استصلاحها مليئة بالنمل الابيض حيث تكون كمية بخار الماء عالية، لذا فإن 80% من الاصابات موجودة في الصحراء أو المناطق القريبة منها، مشيرا إلي أن من بين أسباب انتشار النمل الابيض في المناطق الصحراوية حول بني سويفالمنيااسيوط ارتفاع درجة الحرارة وظهور ظاهرة الندي إلي جانب أن الصقيع يكثر عندما تنخفض الحرارة في هذه المناطق تحت الصفر. ويدعو وكيل معهد بحوث وقايةالنباتات إلي تعاون أقسام الالكترونيات بكليات الهندسة لتصميم جهاز لاكتشاف الاصابة بالنمل الابيض كما يدعو أقسام الخرسانة ومواد البناء لاستخدام خامات تمنع الاصابة دون استخدام المبيدات أو انتاج أسمنت مسلح حبيباته لا تسمح للنمل الابيض بإصابة المباني.