ما زال الحجاب يمثل صداعا في المجتمع المصري.. والاسئلة المستمرة منذ عشرات السنين هل هو تدين فعلا أم بيزنس، وهل هو مجرد موضة سيأتي الوقت وتنتهي أم انه سيستمر لو تحسنت الاحوال الاقتصادية للاسرة المصرية؟ وبنظرة سريعة لأسعار الحجاب نجد انه يختلف حسب الخامة المصنع منها وما إذا كان محلي الصنع أم مستورد!؟. لكن الجميع اكدوا ان الأسعار في متناول كل الطبقات سواء الاغنياء أو متوسطي الحال أو الفقراء. يقول مصطفي محمد بدوي صاحب محل "طرح" بمصر الجديدة توجد "طرح" من الحرير تتراوح اسعارها ما بين 25 جنيها إلي 40 جنيها والكتان بين 15 إلي 265 جنيها والقطن بين 10 إلي 25 جنيها والذي يشيع منه المشجر حاليا بكل الوانه بالاضافة إلي الشيفونات ما بين 15 و35 جنيها والستان بين 15 إلي 25 جنيها والكوريشة المستوردة منه 40 جنيها أما المصري 20 جنيها. بولاق والمهندسين وعن اكثر انواع الطرح التي يقبل عليها الناس يري محمد غباشي صاحب محل ان كل منطقة لها زبونها.. فهناك انواع تباع في مصر الجديدة والمهندسين لا يضعها اساسا في محله بمنطقة بولاق ولكن بشكل عام فالحرير، والستان والقطن الاكثر رواجا. أما صلاح حسن مصطفي صاحب محل يوضح ان الناس تلجأ إلي ارخص الانواع فهي تنظر إلي الشكل والسعر وليس إلي الجودة و"الفنش" واكد هو وهبة محمود التي تعمل في مجال ملابس المحجبات ان الطبقة الغنية دائما تلجأ إلي الرخيص!! آخر موضة أكد اصحاب بعض محلات الطرح ان اكثر الاشكال موضة الكويتي والذي ظهر مؤخرا و"الإسدال" الإيراني و"اللفة" الاسبانش والتي تعددت تقاليعها.. وهناك اللفة الدبل أي ربط الطرحة الأولي وفوقها الثانية ثم لف باقي الأولي فوقها الثانية. هذا إلي جانب عمل شكل الضفائر والعمامة فوق الرأس والوردة التي غالبا ما يتم تطعيمها بالحلي. واجمع المتخصصون ان اللون الباذنجاني والروز والتركواز والاخضر اكثر الالوان انتشارا علي الرغم من ان كل زبون له اللون المفضل. الإنتاج ولاتخلو طرحة من عبارة "صنع في الصين" بالاضافة إلي ما تنتجه مصر من جميع انواع الطرح لكن بجودة وسعر اقل والتي هي اكثر اقبالا من المصريات وخاصة الطبقة الغنية. ويعتبر من يعمل في مجال ملابس المحجبات انها تجارة مربحة نظرا لتزايد عدد المحجبات فمكسبها 300%. الدين أم الموضة "الأسبوعي" تجول في الشوارع ليستمع الي آراء الناس عن الحجاب. تري مروي عبد العاطي بكالوريوس تجارة ان الأسعار مناسبة لجميع المستويات ولا تعتبره حجابا فهو بالنسبة لها أي شيء آخر وارجعت السبب الحقيقي وراء هذا المظهر غير الشرعي إلي ان الحجاب لم يكن عن اقتناع فالبعض يرتدينه كموضة والبعض، تقليد بالاضافة الي الفقر في الثقافة الدينية فالمغريات كثيرة. تؤكد مني لطفي مسئولة علاقات عامة بإحدي الشركات أنه بالرغم من ارتفاع أسعار الحجاب الإ أن ملابس غير المحجبات اغلي بكثير من ملابس المحجبات. وتقول سحر نور بكالوريوس تجارة والتي بدأت بالحجاب العصري انه لايوجد فرق بين الملابس العادية وملابس المحجبات الا انه اكثر احتشاما. أما إيمان عبد المقصود ربة منزل فتري ان الحجاب اسهل للمرأة العاملة كما انه في نظر بعض الرجال الشرقيين دليل علي الاحترام والوقار وارتفاع اسعار الكوافيرات جعل المرأة تتجه إلي الحجاب فأسعاره في متناول جميع المستويات الاجتماعية. أبعاد أخري من الطبيعي ألا تجد في مصر حجابا واحدا، فحجاب السيدات في احياء مثل إمبابة وبولاق الدكرور واسع فضفاض "يداري" اشياء كثيرة مثل الفقر والذي يختلف تماما عن حجاب الدقي والمهندسين الناعم ذي الألوان المبهجة والمكلف جدا. ومع هذا ظهرت عروض الازياء في مجلات موضة متخصصة في الحجاب غالية الثمن والتي تعكس "تقاليع" كثيرة تدل علي تمسكنا بالثقافات الاخري وجهلنا بثقافتنا كالاسدال الإيراني فما هو إلا احتلال فكري يثير الشفقة علي هذا الشعب. أكد بعض اساتذة علم النفس ان الحجاب بشكله في هذه الايام يعكس تشوش المجتمع ثقافيا ويرجع ذلك إلي الانفتاح العالمي.