تداعيات ارتفاع التكاليف وزيادة الطلب علي العقارات لعبت دورا محوريا في أداء أسهم شركات العقارات والإسكان في دولة الإمارات العربية المتحدة، خاصة في سوق دبي المالي، فحفز الطلب علي العقارات الأداء النشط لتلك الشركات، وحسب ما ذكرته المجموعة المالية هيرمس القابضة في تقييمها لقطاع الإسكان الإماراتي فإن ارتفاع أسعار بيع الوحدات العقارية قد يمتص الضغوط التي فرضتها الأوضاع علي ذلك القطاع الحيوي هناك. مع استمرار تضخم تكاليف الإنشاءات والتوقعات باستمرارها في عام 2008 استمر تضخم تكاليف الإنشاءات بسبب ارتفاع أسعار مواد البناء وزيادة تكلفة الأيدي العاملة التي يتم استقدامها من شتي الدول والمناطق في الخارج مثل افريقيا والصين وفيتنام نظرا لقصور العمالة في دولة الإمارات ومن المتوقع أن يستمر ارتفاع تكاليف الانشاءات في عام 2008 نتيجة استمرار القصور في الأيدي العاملة وارتفاع الطلب علي الإنشاءات والتطبيق الجبري لقواعد المباني الخضراء والتأمين الصحي والتأمين علي الحياة. وأدي ارتفاع الطلب إلي زيادة هوامش الربحية رغم ارتفاع التكاليف فكانت شركات المقاولات في دولة الإمارات محملة بأوامر التشغيل وتتمتع بعقود كبيرة، فإنه سيسهل عليها تحميل ارتفاع التكاليف علي شركات التعمير وزيادة هوامش الربحية فيها ومع توقعاتنا بمزيد من ارتفاع التكاليف فإننا نعتقد أن فترات تأخير عرض الوحدات الجديدة ستطول أكثر، إلا أنه لما كان الطلب قويا فإن شركات التعمير ستتمكن بدورها من تحميل التكاليف المرتفعة علي المشترين. وجاء انخفاض أسعار الفائدة "يحفز الطلب" لما كانت أسعار الفائدة بين البنوك في دولة الإمارات (EIBOR) لثلاثة أشهر زائد 300 نقطة أساسية ومع ديناميكيات العرض والطلب الحالية فإننا الآن نعتقد أن أسعار البيع للوحدات قبل الشروع في البناء وفي السوق الثانوية سوف ترتفع بمعدلات كبيرة في عام 2008 عن توقعاتنا السابقة التي كانت تتراوح بين 5 و10%. ولعبت تداعيات إيجابية علي أسهم شركات الإنشاءات داخل قطاع الانشاءات دورا محوريا فإن كلا من شركة أرابتيك (11.77_ درهم إماراتي، توصية قصيرة وطويلة الأجل شراء القيمة العادلة 10.6 درهم إماراتي) وشركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة (673.1 جم، توصية قصيرة وطويلة الأجل شراء القيمة العادلة 680 جم) تتمتعان بمركز قوي في سوق دبي ونتوقع أن تستفيد الشركتان من الديناميكيات الحالية المحركة لقطاع الإنشاءات في دولة الإمارات وتحقيق معدلات نمو قوية للإيرادات وهوامش الربحية لمدة 24 شهرا علي الأقل. تداعيات إيجابية علي شركات التعمير التي لم تبع بعد وحداتها في سوق دبي: لاتزال هناك وحدات عقارية ومساحات تجارية لم تطرح بعد للبيع في دبي ومشروعات لم تستكمل، وذلك في كل من شركة إعمار (12.7 درهم، توصية قصيرة الأجل تراكم وطويلة الأجل شراء القيمة العادلة 18.5 درهم إماراتي) وشركة الاتحاد العقارية (4.8 درهم، توصية قصيرة وطويلة الأجل شراء، القيمة العادلة 1.6 درهم إماراتي) ويتضمن الجدول الوارد في نهاية هذه المذكرة تقديراتنا لمساهمة عمليات الشركتين في دبي مقابل عملياتهما في دول أخري، كما يتضمن فروضنا الخاصة بنسبة الوحدات السكنية والتجارية والمكتبية التي من المتوقع بيعها أو طرحها للبيع، ونعتقد أن كال من شركتي إعمار والاتحاد العقارية قد نجحتا في معالجة ارتفاع تكاليف الوحدات التي تم بيعها ولكن لم تسلم بعد، وذلك لأنهما يتعاملان مع شركات مقاولات كبيرة تتمتع بالجودة والموارد التي سمحت لها بتدبير مشترياتها من مواد البناء مبكرا قبل ارتفاع أسعارها، فضلا عن المواقع المميزة لمشروعات شركتي إعمار والاتحاد العقارية بما يسمح باستمرار ارتفاع هوامش الربحية فيهما. التداعيات علي أسهم الشركات العقارية.. نعتقد أن ارتفاع أسعار البيع للوحدات قبل التسليم سوف يمتص الضغوط التي يفرضها ارتفاع تكاليف الانشاءات علي المبيعات الجديدة أو القديمة التي لم يستكمل انشاؤها بعد، وذلك في الفترة القادمة بين 12 و 18 شهرا، ولما كانت شركة إعمار تطبق أسلوب تسجيل الإيرادات حسب النسبة المستكملة من المشروع، فإنها سوف تري أثر المبيعات التي تتم الآن في المشروعات الجديدة التي سوف تستكمل في عامي 2009 و2010 أما شركة الاتحاد العقارية فلن تري آثار ارتفاع الأسعار وهوامش الربحية حتي يتم تسليم مشروعاتها الذي لن يبدأ إلا في عام 2009 علي أقل تقدير. ونعتقد أن العوامل المحركة للقيمة في أسهم الشركتين في الاثني عشر إلي الثمانية عشر شهرا القادمة ستتمثل في المبيعات القوية وارتفاع الأسعار، ولما كانت الوحدات المؤجرة لشركة الاتحاد العقارية، ومعظمها وحدات سكنية، تمثل 26% من تقديرنا للقيمة العادلة للسهم والبالغ 6.10 درهم إماراتي - فإن ارتفاع أسعار بيع الوحدات السكنية عن التوقعات سوف يكون حافزا إيجابيا للزيادة الرأسمالية في الاستثمارات العقارية للشركة في العالم الحالي.