صناعة المعارض أحد مصادر الدخل القومي في العديد من الدول وفي مصر أثبتت التجارب حاجتنا إلي تطوير ذلك النوع من الصناعة لأنه يوفر عدداً ضخما من فرص العمل الحقيقية للشباب مثلما يحدث في ألمانيا وايطاليا ودبي. كما أن مصر مؤهلة بحكم موضعها وامكانياتها للدخول في خريطة صناعة المعارضة العالمية وأن تكون مركزا لرجال الأعمال بالمنطقة لتوافر البنية الاساسية والامكانيات الجاذبة للاستثمار فيها. ولكن وعلي الرغم من تعدد هذه المميزات إلا أن مصر إلي الآن لم تستطع تحقيق أي شيء يذكر في هذا المجال الأمر الذي أدي إلي عزوف رجال الأعمال عن التعاون مع هذه المعارض والتي تقام بين الحين والآخر واصفين اياها بالمحلية وبكونها قد أصبحت أسواقا للنزهة من قبل الأسر المصرية والسبب عدم قدرة القائمين عليها علي التنظيم الجيد أو التسويق الخارجي ومن ثم فلا قيمة لها. ولكن القرار الأخير الذي أعلن عنه د.أحمد نظيف رئيس الوزراء بتطوير هيئة المعارضة بتكلفة 300 مليون دولار وبدون أعباء علي الحكومة مؤكدا أن خطة التطوير سوف تتضمن الاستغلال الأمثل لجميع مساحات أرض المعارض والتي تبلغ 450 ألف متر مربع يستغل منها حاليا 20 ألفا فقط وأن الفترة المقبلة سوف تشهد نقلة نوعية باستغلال 110 آلاف متر من هذه المساحة لتجهيزها بأحدث التقنيات لتكون مركزا رئيسيا لاستضافة المعارض الدولية. كما أن وجود أرض المعارض في وسط القاهرة يعتبر ميزة اضافية للصناعة وأن الاختناق المروري الذي تشهده المنطقة سينتهي تماما مع بدء تشغيل المرحلة الثالثة لمترو الأنفاق. يوضح المهندس شريف سالم رئيس هيئة المعارض أن خطة التطوير سوف تتضمن تطوير الهيئة بالكامل والتي تبدأ في نهاية عام 2008 وتنتهي عام 2012 وفي نفس الوقت يتم اعداد خطة تسويقية لجذب المؤتمرات والمعارض الدولية بدءا من عام 2012 والعائد منها يغطي تكلفة إنشاء أرض المعارض الجديدة والتي تقدر بنحو ثلاثمائة مليون دولار تمول ذاتيا من خلال طرح مشروعات إنشاء فندق ومبنيين إداريين ومركز تسوق للعارضين والزوار. يضيف أن المرحلة الأولي سوف تضمن إنشاء 4 صالات علي مساحة جديدة أما المرحلة الثانية تتضمن إنشاءه صالات بمساحة 40 ألف متر مربع جديدة أماالمرحلة الثانية فسوف تتضمن إنشاء 6 صالات بمساحة 70 ألف متر مربع وسيتم التنسيق بين مركز القاهرة الدولي وأرض المعارض لجذب مؤتمرات دولية. كما أنه وبعد الانتهاء من التطوير سوف يتم توفير 120 ألف فرصة عمل ويقدر العائد السنوي ب2.2 مليار دولار. اقبال المستثمرين وعن دور رجال الأعمال في هذا التطوير يشير شريف سالم إلي ضرورة اقبال رجال الأعمال علي الاستثمار في هذا المجال من خلال تدريب الموظفين والعمال بالتعاون مع هيئة المعارض مضيفا أن الاستثمار في هذا المجال مربح جدا فالعائد كبير حيث يصل إلي أضعاف المبلغ الذي يتم دفعه حوالي 12 مرة بمعني لو تم صرف 100 ألف جنيه فالعائد سوف يصل إلي مليون و200 ألف جنيه وذلك في حالة عرض المنتجات في معارض متخصصة. مشيرا إلي أن خطة التطوير تستهدف إقامة معارض متخصصة للقضاء علي عشوائية المعارض الحالية فأي رجل أعمال يريد التخلص من بضاعته ينظم معرضا وأحد الصينيين أو السوريين لديه بضاعة راكدة يقوم بتنظيم معرض وهذا هو الهدف الاساسي من إقامة المعارض الحالية. وينوه رئيس هيئة المعارض إلي أن صناعة المعارض في بلاد عديدة يكون لها مردود كبير علي الدخل القومي.. فالعائد في ألمانيا يصل إلي 48 مليار دولار وفي انجلترا يصل إلي 18 مليار دولار والعائد في هونج كونج يصل إلي 8.4 مليار دولار أما دبي فيصل إلي 3.3 مليار دولار هذا بالاضافة إلي قدرتها علي زيادة البنية الاساسية في مجال السياحة لأن متوسط إنتاج العارض في الليلة يصل إلي 469 دولار من تأجير مساحة في المعرض والاقامة في الفندق وإقامة حفلات شاملة الاغذية والمشروبات وتذاكر الطيران والمطبوعات في الوقت الذي لا يتعدي فيه متوسط انفاق السائح 100 دولار.