الفرق بين الانتخابات الرئاسية الأمريكية، هذه المرة، وبين الانتخابات السابقة أن المرشحين البارزين والوحيدين للرئاسة سيظهران خلال الأسابيع الستة القادمة. وفي المرات السابقة كان المرشحون البارزون يظهرون بعد شهر من بداية السنة الانتخابية.. الاَن ظهر كل المرشحين قبل بداية سنة الانتخاب. ومعني يذلك أن الاستفتاءات يمكن أن تعلن قبل منتصف هذا العام عن اسم الرجل أو المرأة التي ينتظر أن تفوز برئاسة أمريكا. ورغم كثرة عدد المرشحين، كالعادة، فإن ثمانية منهم فقط هم الذين تلمع أسماؤهم وسيختار الحزبان الكبيران مرشحيهما بين هؤلاء الثمانية. في الحزب الديمقراطي، وعلي غير العادة، هناك مرشحان غير تقليديين، امرأة لأول مرة وهي السيدة هيلاري كلينتون قرينة الرئيس السابق بيل كلينتون وزنجي هو باراك أوباما. في الحزب الجمهوري كانت التوقعات القديمة تقول إن عضو مجلس الشيوخ الشهير جون ماكين الذي حارب من قبل في فيتنام هو الأرجح أن يرشحه الحزب ويفوز في الانتخابات أيضا.. ولكن أمل ماكين ضاع تماما فلم يستطع جمع التبرعات الكافية للحملة الانتخابية واضطر لعقد اجتماع انتخابي كبير داخل مكتبة عامة وسط عدد محدود من أنصاره. ولكن أبرز المرشحين الجمهوريين هما رودي جيلياني الذي كان عمدة نيويورك وبرز لدوره بعد أحداث 11 سبتمبر عام 2001 وجهده لإنقاذ بعض ضحايا العمارتين أو البرجين الشهيرين. وهناك مايك هاكبي الذي كان حاكما لأركانسو وهناك فضيحة تحيط باسمه وهي خاصة بقيامه بشنق كلب. ويوجد مرشح بارز بين الجمهوريين هو ميت رومني حاكم ماساتشوسيت السابق. والاَن.. أين الشرق الأوسط في برامج المرشحين؟ والجواب.. لا حديث عن السياسة الخارجية بين المرشحين باستثناء العراق وقد أجمع أغلب المرشحين علي ضرورة الإسراع بالانسحاب منها. والمعركة تتركز الاَن في الشئون الداخلية الأمريكية ومشكلات الشعب خاصة أن الأموال كلها ذهبت إلي حرب العراق، ومع ذلك فإن الرئيس بوش يرغم الكونجرس علي اعتماد مزيد من الأموال وإلا استعمل حق الفيتو فيتراجع الكونجرس ويقر مزيدا من الأموال لحرب العراق!