لا شك ان احوال الطب في مصر تحتاج الي وقفة ضرورية لانقاذ هذه المهنة في كل يوم نجد تراجعا في مستوي المهنة امام ظروف اقتصادية وانسانية صعبة حتي وصل الحال الي ما نراه الان.. وهذه بعض الاقتراحات حول اصلاح حال الطب جاءتني في رسالة لعلها تجد صدي لدي اصحاب القرار: عزيزي الشاعر الكبير الاستاذ/ فاروق جويدة بما اننا نتحدث عن المسألة الطبية دعني اطرح عليكم بعض ما اراه بهذا الخصوص راجيا ان تتبني هذه المسألة ولكوني طبيبا من خمسة وعشرين عاما قد يكون لما سأطرحه بعض الاهمية... دعني اقسم المسألة الي عناصرها: 1 كليات الطب... كم كلية طب ينطبق عليها هذا الوصف؟ وكم كلية طب تلتزم بالعدد المكافئ لأمكانياتها؟ اخشي ان تكون الاجابة بالنفي وان كانت بعض كليات الطب مثل القصر العيني وعين شمس والاسكندرية مثلا ينطبق عليها الوصف فإن الزيادة الرهيبة في اعداد المقبولين تقضي تماما علي الصوف... هل توجد كلية طب في العالم تقبل ما يجاوز الالفي طالب في الدفعة مثلما يحدث عندنا؟... فاذا علمنا ان كليات الطب في العالم يترواح عدد المقبولين فيها حول المائة... قلنا ان نتخيل اية كفاءة سيكون عليها الطبيب... تعلم ان الطب اتصال بين الاستاذ والطالب، أنّي يكون ذلك في ظل الاعداد الكبيرة والامكانيات المتواضعة؟ 2 التدريب... اذا علمنا ان طالب الطب بعد حصوله علي درجة البكالوريس وقضاء فترة الامتياز يكون قد تم تأهيله لتعلم مهنة الطب واكتساب مهاراتها... نفهم مدي حاجة الاطباء بعد مرحلة الامتياز الي برامج تدريب جادة وتسمي هذه المرحلة بفترة النيابة حيث يعمل الاطباء في المستشفيات العامة كل في تخصصه.. السؤال ما هي البرامج الحقيقية الجادة لتعليم الطبيب في هذه الفترة فيما يأتي بعد ذلك من مراحل حياته العملية؟ في هذه الفترة يجب وضع كل طبيب تحت اشراف من هم اكبر منه لتعليمه المهارات الاساسية لفحص وعلاج المرضي والتدريب علي العمليات الجراحية حتي يتمكن من ممارسة الطب نفسه.. والسؤال الأخر... اين برامج التعليم الطبي المستمر علي مدي حياة الطبيب العملية حتي يكون ملما بكل جديد ويساير التطور العلمي السريع؟... 3 وزارة الصحة.. يقع عليها العبء الاكبر في التدريب من خلال برامج جادة لانه كثيرا ما لدينا اشياء علي الورق وليس لها صدي في الواقع التنفيذي.. كما ان سياسة توزيع الاطباء يجب اعادة النظر فيها.. فليس من المعقول توزيع الاطباء بعد مرحلة الامتياز وهم في حاجة الي التدريب علي الوحدات الصحية الريفية المنوط بها علاج البسطاء من الناس.. أنّي لهم ذلك؟ ناهيك عن سوء حالة هذه الوحدات من حيث التجهيزات والادوية... 4 نقابة الاطباء... اغاثت كل البشر ابتداء من البوسنة والهرسك مرورا بافغانستان وفلسطين ودار فور والعراق وهذا عظيم ولا غبار عليه.. ولكن ألا يحتاج اطباء مصر الي الغوث ايضا؟!... من أجل ماذا وجدت النقابات؟ أليس لتحسين أوضاع فئة ما من جميع الوجوه العملية والعلمية والاجتماعية والمادية.. 5 - الأوضاع المالية للأطباء سيئة جدا.. مرتباتهم أدني المرتبات كيف لهم أن يكونوا أطباء بحق في ظل الدخول الضئيلة؟ ومطلوب منهم شراء ما يحتاجونه من كتب ودوريات علمية وحضور المؤتمرات الدولية للاطلاع علي كل جديد.. ناهيك عن المظهر العام للطبيب وهذا شيء لا تعتقده قليل الأهمية.. ليس كل الأطباء نجوما وأساتذة الطب.. ولا نقول إن لهم عيادات خاصة لأنه ليس كل طبيب قادرا علي فتح عيادة خاصة، وليست كل عيادة تدر دخلا جيدا.. وما أعلن أخيرا عن زيادة في مرتبات بعض الأطباء فهذا يخص من يعملون في المحافظات الحدودية ومن يتقلدون المناصب الإدارية بشرط عدم فتح عيادة خاصة، وماذا عن باقي الأطباء وهم الأغلبية أليس من حقهم حياة كريمة بمرتبات مناسبة؟ يجب أن يكون كل طبيب محصنا براتبه فهذا يغلق بابا من الممارسات السيئة. طبيب يحيي علي التابعي استشاري طب وجراحة العيون