انتقلت عدوي توريث مهنة الطب من جامعات الحكومة إلي الجامعات الخاصة، فقد نشرت جريدة "المصري اليوم" في صفحتها الأولي قصة أبناء الاساتذة الأطباء الكبار الذين تم تعديل درجاتهم بعد إعلان النتيجة وحصلوا علي تقديرات أعلي وتغير تقدير جيد جدا إلي امتياز وزادت درجاتهم بالمائة درجة وكأننا في بورصة الأوراق المالية.. في سجون مصر الآن أساتذة من كليات الطب يقضون العقوبة لانهم ارتكبوا جرائم في تصحيح أوراق أبنائهم.. ومثل هذه القضايا لابد أن تعالج بحسم وجدية.. اننا نعرف من سنوات الاخطاء التي تحدث في كليات الطب حيث يصر كبار الاطباء علي توريث ابنائهم اسماءهم.. وليس لنا اعتراض إذا كان الابن متفوقا بقدراته وليس بتزوير أوراقه.. ان مثل هذه الجرائم التي يترتب عليها توريث المهن سوف تؤدي الي افساد مجالات عمل كثيرة خاصة في تلك المهن الحساسة التي تتطلب قدرات ومواهب خاصة.. ان الطبيب الجراح يقضي سنوات من عمره حتي يكون قادرا علي إجراء جراحة سليمة.. أما إذا كان طبيبا مزورا فسوف يقتل مرضاه.. وما نراه الآن من أخطاء طبية ربما كان من اسبابه عمليات توريث الطب.. وما يحدث في الطب حدث في مجالات اخري وكان من نتيجة ذلك كله ظهور نماذج مشوهة أمام توريث الفنون والقضاء والشرطة والطب ووظائف أخري فتحت مجالات للتلاعب.. في كليات الطب كانت الأماكن الأولي دائما من حق أبناء الاطباء الكبار في كشوف الخريجين وقد ترتب علي ذلك حرمان أصحاب القدرات الحقيقية من تحقيق احلامهم وهذه جريمة في حق الوطن وليس فقط في حق مهنة من المهن.. وإذا انتقلت هذه العدوي إلي الجامعات الخاصة فسوف نري أطباء لا علاقة لهم بالطب ونشاهد مهنا كثيرة وقد تغيرت ملامحها في كل شيء.. ومن هنا يصبح من الضروري وقف عمليات التزوير بالحسم والعقاب إذا تطلب الأمر ذلك؛ ولهذا أقترح علي وزارة التعليم العالي إعادة تصحيح أوراق الطلاب الذين تغيرت نتائجهم في الجامعة الخاصة حتي لا تصبح القاعدة في هذه الجامعات هي التلاعب والتزوير في النتائج.. إن ذلك يعكس حالة من حالات الانهيار الذي اصاب العملية التعليمية في مصر، وهي ظاهرة خطيرة في كل شيء.. ويجب التصدي لمثل هذه التجاوزات.