شهدت الفترة الاخيرة ارتفاعا جنونيا في اسعار الفنادق والخدمات السياحية التي تقدم للسائحين الوافدين لمصر .. وبالرغم من ان الغالبية العظمي يشجعون هذه الطفرة في الاسعار واستبشروا اخيرا بها خاصة ان الاسعار شهدت فترة طويلة من التدني فإن "الحكماء" من خبراء السياحة يحذرون من هذه الزيادات المفاجئة والتي تجاوزت الضعف بل الضعفين في بعض الفنادق لانها لا تتوافق مع مستوي الخدمة التي تقدم في مثل هذه الفنادق .. وهو ماينذر بخطر شديد. ايضا ستتسبب هذه الزيادات التي لا تقابلها جودة في الخدمات في احباط جميع المحاولات والمساعي والاهداف التي تسعي وزارة السياحة لتحقيقها وخاصة زيادة معدلات تكرار زيارة السائحين وجذب شرائح جديدة من السائحين الاكثر انفاقا باعتبار ان هذين الهدفين اهم وسائل زيادة اعداد السائحين الوافدين لمصر ومايترتب عليها من زيادة الدخل والعملات الاجنبية. ويطالب خبراء السياحة بضرورة مراعاة النسبة المتبعة عالميا في اي قرار بزيادة الاسعار في مصر وبما لا يتجاوز 25%. الطفرة لم تقتصر علي القاهرة وانما يلاحظ الوفرة السياحية وزيادة معدلات الحجز بالفنادق في شرم الشيخ والغردقة وهو ماجعل وزير السياحة زهير جرانة يأمر بتشكيل لجنة لمتابعة التزامات الفنادق في كل المناطق السياحية وتنفيذها للتعاقدات مع الشركات السياحية الاجنبية ووكلاء السياحة في الخارج للحفاظ علي سمعة مصر السياحية وصورتها كمقصد سياحي متميز في العالم مشددا علي قيام الوزارة بمسئولياتها الرقابية والعقابية حتي لا تترك فرصة امام تجاوزات محتملة. وقد كشفت جولة "للاسبوعي" زيادة اسعار الفنادق الفايف ستارز بمنطقتي القاهرة والجيزة حيث ارتفعت اسعار الغرفة "سنجل" في فندق الفورسيزون نايل بلازا الي 553 دولارا وال "دابل" الي 590 دولارا والجناح الي 678 دولار بخلاف ثمن وجبة الافطار وهي 22 دولار ووجبة العشاء حسب التكلفة. كما ارتفعت اسعار الغرف الفندقية في الماريوت الي 339 دولارا "سنجل ودابل" بخلاف وجبة الافطار ب 22 دولارا وجبة العشاء حسب التكلفة ايضا. اما اسعار فندق سميراميس انتركونتننتال فارتفع سعر الغرفة "سنجل" الي 148 دولارا وال "دابل" الي 156 دولارا و"الترابيل" الي 228 دولارا بخلاف 25 دولارا زيادة "للهاف بورد" و15 دولارا زيادة للغرف المطلة علي النيل. اما فنادق النجمتين والثلاثة نجوم فارتفعت اسعارها الي 50 دولاراً للغرفة ال "سنجل" والي 60 دولارا للغرفة ال "دابل" و70 دولارا للغرفة ال "الترابيل" بخلاف ثمن الوجبات او الخدمات بعد ان كانت لا تتجاوز 35 دولارا علي اقصي تقدير ..تلك الزيادة فسرها الخبراء بالاقبال علي الفنادق نظرا لاقامة الدورة العربية في مصر حاليا. ويحذر الخبراء من استمرار هذه الزيادات دون تقديم الخدمات السياحية التي تساوي هذه الاسعار وكذا جودتها ايضا. ومن جانبه يؤكد الخبير السياحي الهامي الزيات رئيس اتحاد الغرف السياحية السابق "للاسبوعي" انه لايعترض علي زيادة اسعار الفنادق المصرية بجميع مستوياتها نظرا لانها كانت متدنية تماما. ولكنه يعترض علي زيادتها مرة واحدة بمعدلات غير مسبوقة احيانا تتجاوز الضعف بدون تقديم خدمات لا تليق بهذه الاسعار وهو ما يضر سمعة السياحة المصرية. مشيرا الي ان غالبية اسعار الفنادق خاصة في القاهرة والمحافظات التي تستضيف مسابقات دورة الالعاب العربية التي تقام حاليا بمصر رفعت الاسعار بطريقة خيالية. ويوضح الزيات ان سبب الزيادات الكبيرة هو ان شهر نوفمبر من اشهر الذروة في الموسم السياحي الشتوي والذي يزداد فيه التدفق السياحي بالاضافة الي الدورة العربية. مشيرا الي ان بعض هذه الزيادات غير مقنعة وهو ما يتسبب في حالة استياء من الزبون كما يكون مؤشرا سلبيا لفقدان الزبون مستقبلا وعدم تكرار زيارته. ويضيف الزيات ان هناك بعض الفنادق فندق "الماريوت" قام بتجديدات شاملة للغرف ولجميع الخدمات وكان من الطبيعي ان تزداد اسعاره خاصة ان الشركة المالكة صرفت مبالغ طائلة علي تجديداته ليكون بهذا المستوي الراقي .. وفي المقابل هناك بعض الفنادق مازالت خدماتها متدنية وبالرغم من ذلك رفعت اسعارها لاكثر من الضعف وهذا هو الخطأ بعينه. ويوضح الزيات أن هذه النسبة من الزيادات المبالغ فيها غير متبعة عالميا حيث ان هناك فترات معروفة يتم فيها الزيادة وخاصة اوقات الذروة وبعض المناسبات يتم فيها الزيادة بمعدل 20% إلي 25% علي الأقصي تقدير مشيرا إلي أنه علي سبيل المثال فإن الاسعار في نيويورك تزداد خلال الفترة من 20 سبتمبر حتي بداية شهر ديسمبر بمعدل 25% بسبب اجتماع هيئة الأم المتحدة وايضا خلال احتفالات الكريسماس التي تشتعل فيها الأسعار ولكن بنسب معروفة ثم تعود الأسعار لوضعها الطبيعي مع الفارق أن هناك خدمات سوبر لوكس تقدم في مثل هذه الفنادق.