احتفل العرب بالذكري الثالثة لرحيل ياسر عرفات.. وفي صمت مهيب تم الاحتفال بإنشاء ضريح الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي ملأ الدنيا في يوم من الايام، وصال وجال وجعل من قضية وطنه فلسطين قضية كل المناضلين في العالم وفرض علي الساحة الدولية ان تعترف للشعب الفلسطيني بحقه في أرضه وترابه.. الآن أصبح عرفات صفحة في تاريخ قضية تتآكل بين أبنائها ما بين معارضين وساخطين ومنشقين.. من كان يصدق منذ ثلاث سنوات مضت ان تقف قضية فلسطين في هذا المأزق التاريخي الرهيب.. في يوم من الايام اوشك عرفات ان يصل الي حل نهائي بدعم من الرئيس كلينتون واجتمع عرفات وباراك في كامب ديفيد وانتهي كل شيء.. ورفض عرفات ان يقدم أي تنازلات.. وجاءت حكومة الرئيس بوش وقاطعت عرفات واقتحم شارون المسجد الاقصي وتمت أكبر صفقة بين امريكا والكيان الصهيوني كان ثمنها احتلال العراق.. وأصبح العراق منذ هذا التاريخ قضية العرب الاولي وتراجعت قضية فلسطين امام تجاهل امريكي وبلادة اسرائيلية وصمت عربي. وبعد ان كان العرب يطالبون بتحرير القدس وقفوا يطالبون بتحرير بغداد ولا أحد يعلم ماذا يطلبون غدا.. واتسع الوجود الامريكي في العالم العربي يسانده دعم صهيوني من أجل مشروع واحد مشترك، وكان رحيل عرفات نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة من الانشقاق بين أبناء الشعب الواحد فتح وحماس.. واختلف رفاق السلاح والحلم والقضية وسالت دماء الابرياء علي تراب فلسطين ولم يفرق التراب بين دماء حماس ودماء فتح، فقد كان الحزن أكبر من كل الدماء، والآن تقف القضية الفلسطينية في مفترق الطرق بين خيارات كثيرة بين شعب انقسم علي نفسه.. وعدو تواطأ مع الشيطان لاضاعة الحق الفلسطيني، وبدأ الحديث عن تقسيمات جديدة ودول أخري وخريطة عربية لا أحد يعرف ملامحها واهدافها.. والغريب في الامر ان الجميع مشارك أو صامت أو متواطئ وكانت الخسارة أولا وأخيرا من نصيب اللاجئين الذين ينتظرون العودة منذ سنين بينما تبددت أحلامهم في انقسامات وصراعات ومعارك ليس فيها غالب ولا مغلوب.