لا تشعير بالكثير من التغيير خلال الرحلة جوا من العاصمة الماليزية كوالالمبور إلي بكين قلب التنين الصيني، فهي اقتصاد منتعشا وقوي مع نسبة نمو سنوية تبلغ 5.5% أما بكين فهي اقتصاد آخر يعيش طفرة غير مسبوقة مع معدل نمو فاق ال11.5%. وبمجرد أن تجتاز باب المطار فإنك تلمس الطاقة الكبيرة التي ترافق هذا التوسع ففي الأفق لاحت العلامات التجارية للعديد من الشركات الغربية، فهنا سيتي بنك وستار بكس وهناك يمتد إعلان لشبكة الهاتف الجوال الصينية يظهر فيها لاعب كرة السلة الصيني الشهير ياو مينج الذي يلعب في الولاياتالمتحدة. أما أكثر ما يلفت الانتباه فهو شركة البريد الصينية "CNPL". ?"CNPL" هي إحدي اللاعبين الأساسيين علي المسرح الذي اطلق عليه اسم "طريق الحرير الجديد". ربما يرتبط اسم "طريق الحرير" بالكثير من الذكريات والرحلات التجارية التاريخية بين الشرق الأوسط والصين، ولكن العام الحالييشهد ولادة حقبة جديدة من التجارة والاستثمار المتبادل بين الدول التي تتشارك في هذه الطريق، فهناك الخليجة وجنوب شرقي آسيا من جهة والصين واسيا الوسطي من جهة أخري. وعلي الرغم من الاختلافات الدينية واللغوية التي قد تفصل بين جميع تلك الدول والمجتمعات فإها تتشارك في ميزة أساسية واحدة وهي توطن حب التجارة في جيناتها الوراثية. ولقد كان هذا الأمر جليا للعيان هذا الاسبوع خلال منتدي مديري الشركات في بكين، إذ شهدت جلسته مشاركة أكثر من 600 مدير تنفيذي من حول العالم كان قرابة 15% منهم من منطقة الشرط الأوسط. وفي هذا السياق، حضر عدد من أبرز وجوه القطاعات الاقتصادية في المنطقة العربية كالأمير تركي الفيصل من المملكة العربية السعودية وديفيد جاكسون من "استثمار" والشيخ محمد آل خليفة من مجلس التنمية الاقتصادية البحريني وروبرت جونسون من "دبي لصناعات الطيران" ويوسف علي رضا من "اكسينال للصناعة". وقدم الأمير تركي مداخلة غنية عن تاريخ طريق الحرير التي شكلت في الماضي همزة وصل حيوية بين بغداد والصين حتي الحرب العالمية الثانية وقد دخلت الطريق بعد ذلك في حالة سبات عميق قبل أن تبعث للحياة من جديد مؤخرا. فقد تضاعفت معدلات التجارة بين الصين والشرق الأوسط عشر مرات خلال الأعوام الخمسة الأخيرة وتبلغ الآن أكثر من 50 مليار دولار اما الاستثمارات الاجنبية المباشرة فهي نشطة وفي أكثر من اتجاه. فمن جهة أطلقت العديد من المصارف البحرينية عمليات مالية لها في الصين فيما تخطط المملكة العربية السعودية لبناء مصاف للنفط بينما تنتشر المصانع الصينية في العديد من الدول العربية وقد زار برنامج "CNN.