في الوقت الذي استعاد فيه سعر صرف الدولار أمس بعض خسائره في الأسواق الدولية، فقد واصل تراجعه في السوق المحلية وسط اقبال ملحوظ من قبل حائزيه علي التخلص منه وتحويله إلي الجنيه المصري للاستفادة من سعر الفائدة الممنوح علي العملة المحلية والبالغ متوسطه نحو 7% سنويا. وفي الوقت الذي كان فيه المستثمرون يراهنون علي صعود اليورو وبالتالي تحويل مدخراتهم الدولارية إليه فإن العملة الأوروبية فاجأت الجميع أمس وتراجعت إلي 1.4348 دولار بعد أن سجلت مستوي قياسيا أمام العملة الأمريكية أمس الأول. وظهرت في الأفق أمس بوادر لمعاودة أسعار النفط ارتفاعاتها وهو ما يعني استمرار تراجع سعر صرف الدولار أمام العملات الرئيسية وزيادة الاقبال علي حيازة الذهب. وكانت البنوك وشركات الصرافة قد أعلنت أمس تراجع سعر الدولار الذي فقد قرشا واحدا ليصل إلي 551.5 قرش مقابل 552.5 قرش أمس الأول وجاء هذا التراجع الذي زادت حدته عقب القرار المفاجئ لمجلس الاحتياط الفيدرالي (المركزي الأمريكي) خفض سعر الفائدة علي الدولار بمقدار نصف نقطة لتصل إلي 4.25% بدلا من 4.75%. كما شهدت مقار البنوك وشركات الصرافة اقبالا من حائزي الدولار للتخلص منه مع وجود توقعات قوية باستمرار هذا التراجع خلال الفترة المقبلة خاصة مع عدم وجود بوادر لاستعادة العملة الأمريكية بريقها واستمرار انعكاس أزمة القروض العقارية سلبا علي البنوك وشركات الاقراض الأمريكية. وقال علي الحريري سكرتير عام شعبة شركات الصرافة إن هناك توقعات قوية باستمرار تراجع الدولار في الفترة المقبلة متوقعا أن يصل السعر 550 قرشا قبل نهاية الاسبوع الجاري. ووصف الحريري سوق الصرف بأنه متشبع بالدولار خاصة مع زيادة موارد مصر من النقد الأجنبي وقيام عدد من حائزي العملة الأمريكية بالتخلص منه عقب سعر الفائدة عليه وقال إن العرض من الدولار يفوق الطلب عليه بكثير. وكان الدولار قد استعاد أمس بعض الخسائر التي مني بها عقب انتهاء اجتماع مجموعة الدول الصناعية السبع الكبري الذي عقد الجمعة الماضية بينما تأثر اليورو والجنيه الاسترليني والعملات الأخري باقبال المتعاملين علي الاقتراض بأموال منخفضة الفائدة للاستثمار في عملات أخري ذات عائد أعلي. وكان اليورو قد سجل مستوي قياسيا مرتفعا جديدا أمام الدولار في وقت سابق أمس حيث بلغ 1.4348 دولار لكنه انخفض في وقت لاحق 0.3% ليصل إلي 2.4265 دولار متأثرا بانخفاض العملة الأوروبية نحو واحد بالمئة مقابل الين ليسجل 162.25 ين.