من حين لأخر تشهد البورصة المصرية حالات عديدة للمضاربات وايضا للتلاعبات او تعمد عدم الالتزام بالقواعد واللوائح المعمول بها في السوق، كما تتعمد بعض الشركات ايضا الاستغلال الشئ للافصاح لتحقيق استفادة مباشرة او غير مباشرة وربما يطول الامر الي اكثر من ذلك ليصل الي درجة التلاعب بالاسهم، وفي الاسبوع الماضي حدث امرين غريبين يستدعيان من هيئة سوق المال والبورصة التحقيق فيهما اولها خاص بعمليات المضاربة الحادة علي سهم الشركة العربية المتحدة للشحن والتفريغ وثانيهما ما اعلنته شركة الدلتا للسكر عقب انتهاء جلسة التداول انها تعتزم تجزئة سهمها وذلك بعد 11 يوما من قرار مجلس الادارة بعد ان كان سعر السهم قد قفز بنحو 18 جنيها وسجلت تعاملات البورصة عملية شراء لاحد اعضاء مجلس الادارة. ويبدوا ان سهمي العربية المتحدة للشحن والتفريغ والدلتا للسكر مرشحان كي يصبحا مسلسلا جديدا للمضاربات والتلاعبات بالبورصة بعد مسلسلات عدة ظهرت كان اخرها الاسكندرية للغزل والنسيج وقبلها الكابلات الكهربائية ودلتا للانشاء والنيل لحليج الاقطان. فمنذ ان أعلنت الشركة العربية المتحدة للشحن والتفريغ نهاية العام الماضي عن اتجاهها لزيادة رأسمالها من 7ر3 مليون جنيه الي 50 مليون جنيه من خلال إصدار اسهم جديدة بقيمة 1 جنيه ويشهد السهم حالة من المضاربات الحادة التي لم يشهدها سهم من قبل لتضعه ضمن مصاف اعاجيب البورصة المصرية في العصر الحديث. السهم الذي كانت قيمته السوقية قبل نحو عام ونصف العام لا تزيد عن جنيهين ، اصبح يعادل الان اكثر من 250 جنيها، بفعل المضاربات بدون حساب تحريك الحدود السعرية علي السهم التي جرت علي اثر حصص الاكتتاب. يقول خبراء ومراقبون بالبورصة المصرية ان الصعود الحاد الذي شهده السهم قبل تحريك الحدود السعرية عليه وان كان مبالغا فيه بدرجة كبيرة لكنه يعد امرا طبيعيا في ظل ما شهدته البورصة المصرية وتشهده من حالات عديدة للمضاربات والتي يستغل فيها المضاربون نوعية معينة من الانباء ليقوموا بعدها بجولات مضاربية عنيفة. واشاروا الي ان الامر الاكثر خطورة والذي يحتاج الي تدخل فوري من هيئة سوق المال والجهات الرقابية هو طبيعة المضاربات التي جرت علي السهم بعد تحريك الحدود السعرية علي السهم بعد ان قفز سعر السهم من 5ر3 جنيه الي اكثر من 22 جنيها في جلسات معدودة تعد علي اصابع اليد الواحدة وبعد ان هدأت التعاملات علي السهم لاسابيع قليلة عاد السهم الي تحركاته الهلوانية والجنونية يتحكم فيه عدد من المضاربين يفعلوا ويرتعوا كما يشاءون ويبدو انهم علي يقين بغفلة الجهات الرقابية. واوضحوا الي ان السهم شهد علي سبيل المثال نموذجا صارخا للمضاربات عندما ارتفع يومي الاحد والاثنين الماضيين بأكثر من 50 في المائة من 13 جنيها الي 22 جنيها في جلستين فقط لكنه عاد وفقد اغلبها في جلسة واحد مع تنفيذ 500 سهم فقط في جلسة الثلاثاء الماضي قبل ان يعود الي تحركاته البهلوانية يوم الاربعاء مسجلا صعودا بنسبة 30 في المائة ليرتفع مرة اخري الي 20 جنيها قبل ان يعود يوم الخميس وينهي الاسبوع علي تراجع جديد عائدا الي المستوي الذي ارتفع منه مسجلا 15جنيها. وتساءلوا كيف يحدث هذا في سهم اذا ماكان هناك يقظة من هيئة سوق المال والبورصة، مشيرين الي ان البورصة والهيئة يبدوا انهم ينشغلون باسهم معينة ويغضون الطرف عن اسهم اخري، او كما يردد البعض فإن سهم العربية المتحدة للشحن والتفريغ هو سهم الحكومة ولهذا فالهيئة تغض الطرف عنه وعن تحركاته وعن من يضاربون عليه. ويرصد الخبراء مثالا اخر يستحق التدخل والتحقيق من قبل الجهات المعنية وهو سهم الدلتا للسكر التي ضرب مجلس ادارتها نموذجا صارخا للامبالاة وعدم الاعتبار لاي قواعد للافصاح والشفافية، عندما عقدت الشركة مجلس ادارة يوم 26 مايو الماضي ولم تتذكر ان ترسل تقرير مجلس الادارة للبورصة لنشره علي المستثمرين الا بعد مرور 12 يوما حصل ما حصل فيها للسهم. وقال مسئول بادارة المحافظ باحد البنوك ان الشركة تذكرت ارسال تقرير مجلس الادارة بعد ان ارتفع سعر السهم باكثر من 18 جنيها في تلك الايام. واشار الي ان المشكلة تأتي في اهمية القرارات التي اتخذها مجلس الادارة الشركة وظل يلتزم الكتمان بشأها لمدة 12يوما حتي ارسلها للبورصة حيث فاجأت الشركة والبورصة ايضا الجميع بعد انتهاء جلسة يوم الخميس الماضي بنص هذه الرسالة..