نقص الماء يشغل دول العالم سواء المتوافر فيها هذه المادة التي لا طعم ولا لون لها وايضا التي تعاني من شحه، وبعض الدول تعتمد علي الانهار والامطار وبعضها يجد ضالته في المياه الجوفية لكن كثرة وقلة الامطار دائما تتحكم في الدول التي لا يوجد بها موارد طبيعية للماء مما يتسبب في انخفاض حصة الفرد الي مستوي خط الفقر المائي المحدود من قبل المنظمات الدولية بالف متر مكعب سنويا. وفي مصر ازمة مياه لكنها لا تزال محمية بما يحمله نهر النيل من خيرات.. لكن استمرار استخدام الموارد المائية بنفس الايقاع عندما كان التعداد 20 مليون نسمة سيجعلنا نعيش في مأساة بسبب المليارات من الامتار المكعبة التي نفتقدها يوميا والتي يتم هدرها في رش الشوارع وغسيل السيارات وفي الري، وايضا في المنازل بسبب عدم الوعي لقيمة قطرة الماء، والمصيبة اكبر لو كانت الحنفيات غير صالحة للاستعمال. والغريب ان العالم كله يستخدم في زراعة الارض الري بالتنقيط.. لكننا في مصر لا نعطي لهذا النظام اهتماماتنا لان المياه لدينا رخيصة وتأتي لنا هبة من رب العباد وبالتالي استمرأنا سياسة الهدر فيها، اننا سنواجه ازمة حقيقية في نقص المياه بعد 18 عاما بسبب الزيادة المستمرة في عدد السكان بينما مواردنا من الماء ان لم تكن ثابتة فهي تتناقص بسبب الفاقد اليومي فيها سيما في الزراعة التي لا تزال اساليب الري فيها لدينا متخلفة تقنيا وبشكل مذهل ونستهلك 90% من مواردنا المائية فيها بينما الصناعة تحصل علي 5% ومثلها للشرب. ويبقي شيء هام وهو ان بعض الدول التي يمر بها نهر النيل بدأت في اقامة مشروعات سدود وشبكات انابيب ضخمة بالطبع ستحرم مصر من جزء من حصتها التي نص عليها في المعاهدة المبرمة عام 1929 والتي تمنحها 55 مليار متر مكعب من ماء النيل. *** وبعض الخبراء يقدر النقص في حصة مصر من المياه بأنها قد تصل الي 7 مليارات متر مكعب سنويا بسبب المشروعات التي ستشيدها بعض الدول. *** مر اليوم العالمي للمياه في 27/3/2007 علينا مرور الكرام وللاسف الشديد كنا خلاله بعالمنا العربي في غيبوبة مع ان الماء هو العنصر الرئيسي لبقاء الانسان والبيئة حية. *** أين البرامج في القنوات التليفزيونية والاذاعة عن ندرة المياه؟ وأين التوعية بضرورة الحفاظ علي قطرة الماء؟ الله يرحم ايام "ابلة سنية" التي كانت تدعو الي الحفاظ علي قطرة الماء لانها ثروة لن تتكرر.