يتبني خبير مصري نظرية تفترض أن طبقات الصخور تحتفظ علي عمق نحو120 مترا بمستودعات من المياه العذبة, وأن دولا مثل سويسرا وإريتريا تعتمد علي هذا النوع من الانهار الجوفية, ولكن باحثين أخرين يشككون في هذه النظرية في حين يري فريق ثالث من خبراء المياه والجيولوجيا أن النظرية تظل مجرد افتراض إلي أن تختبر علميا علي أرض الواقع وإن كان إثبات هذه النظرية يحتاج إلي جهود فريق من الباحثين والخبراء في مجالات متعددة ويؤكدون أن المسألة تستحق, في ظل إثارة قضية أزمة المياه, وتحذيرات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ان تصل كمية الموارد المائية المتاحة بحلول عام2017 إلي71.4 مليار متر مكعب مقابل احتياجات ستبلغ86.2 مليار متر مكعب أي ارتفاع العجز المائي ليصل إلي14,8 مليار متر مكعب وذلك في دراسة تسجل أن مصر ضمن15 دولة عربية تقع تحت خط الفقر المائي, كما كشف د. نصر علام وزير الموارد المائية والري أن المخزون الاستراتيجي لبحيرة ناصر بدأ في التناقص بشكل كبير حيث بدأت مصرفي اللجوء إلي السحب منه نظرا لحالة التقشف المائي التي نعاني منها محذرا من نفاده قريبا وفي هذه الظروف تأتي النظرية التي تفترض وجود عروق مياه تحت الأرض يتم اكتشافها واستخراجها بوسائل سهلة وغير مكلفة وتم الاعتماد عليه وتطبيقها بالفعل بأوروبا وبعض القري الافريقية ويقول د.م ابراهيم كريم العالم المعماري ومؤسس علم البايوجيو متري أن الكرة الأرضية بكاملها تمر تحتها عروق مياه جوفية طبيعية علي درجة عالية من النقاء ولا تحتاج إلي أي معالجات واكتشفه ذلك العالم السويسري هانزريدر وهذه المياه تمر في طبقات صخرية علي عمق120 إلي160 مترا ويتم الوصول اليها في نقط محددة تسمح بخروجها عند الحفر تحت الصخور, بواسطة حفار خاص يسمح بالحفر بهذا العمق عن طريق استشعار الطاقة الأرضية من خلال قياس تأثيرها علي جسم الانسان و قيمة الحفار المستخدم تتراوح بين120 و150 ألف يورو ويضيف أن هذه العروق تسير كالأنهار تحت الصخور وليست خزانات مياه جوفية كالتي يكتشفها القمر لصناعي ويبلغ قطر هذه العروق حوالي80 سم ويجب التعامل معها أثناء الحفر بحذر ودقة حتي لا تتسرب المياه وتتعثر مهمة إخراجها للسطح لأنها تتحرك مع حركة الأرض. المياه.. الكريستال يوضح ان علم البايوجيومتري يحدث توازنا ومعالجة للطاقة السلبية في الانسان أو الطبيعة ويحولها إلي طاقة ايجابية مستمدا ذلك من قوانين الطبيعة فانه يدخل هذا التوازن لوصول المياه محملة بكامل طاقتها النقية للمستهلك, بدءا من تشكيل المواسير وخزانات المياه لمنع أي بكتريا تتعرض لها المياه وقد أثبت العالم الياباني إيموتو أن هذه المياه بنقاء الكريستالات وانتظامها, ويقول أن الانسان القديم كان يستدل علي المكان المكدس بالمياه, فكان رجل الكهوف يسير خلف الحيوان محاولا الوصول إلي مكان المياه, ويبدأ في تكوين مجتمعه حول هذه المياه, لذلك نري بعض المباني المقدسة التي مازالت بهاا آبار المياه عذبة دون تلوث أو بكتريا حتي الآن مثل المعابد والكنائس والمساجد القديمة, وبقاؤها بهذا النقاء يطرح سؤالا حول وجودها بدون محطة تكرير أو معامل فكيف شرب الملايين منها حتي الآن بدون أي أضرار وما الفرق بينها وبين المياه الجوفية التي يتم اكتشافها حاليا ثم تتعرض لأملاح وبكتيريا وتعفن؟ ويجيب موضحا ان هذا النوع من المياه هو ما نتحدث عنه فهو ناتج عن أنهار جوفية تغطي الكرة الأرضية بالكامل و لا تختلط بمياه الأنهار المعروفة, ويمر حولها في شكل خطوط والتواءات. ويقول د. كريم رغم المعرفة بأساليب استشعار المياه بطرق مختلفة فأننالا نمارس هذا التخصص وإنما حصلنا علي كثير من براءات الاختراع في تطبيقات علم البايوجيومتري الذي يدخل التوازن في البيئة المحيطة بالكائن الحي, وبالتالي يحسن هذا التوازن الطاقة الحيوية له ومن الممكن استدعاء المتخصصين من سويسرا والتعاون معهم في القضاء علي جميع مشاكل المياه بالقري أسوة بما تم بالقري الفقيرة بأفريقيا, حيث ساعد ريدر وفريقه ضمن( برنامج لمساعدة القري الفقيرة بأفريقيا) الآلاف في الاستعانة بالمياه النقية حماية من الأمراض المنتشرة هناك ويوضح أن استخراج المياه في كل المناطق بسويسرا وإريتريا مبني علي هذا النوع من الأنهار الجوفية والمثبت علميا بالصوت والصورة مخزون استراتيجي وتقول د.مايبل سعد جاب الله أستاذة البيئة النباتية وخبير العلاقات المائية بالمركز القومي للبحوث ان كل كمية المياه الموجودة بالصحراء محسوبة دوليا بمخططات لتقنين استخدامها ومن الصعب استخدام العشوائي في أي تجربة تسعي لإستهلاك هذا المخزون الاستراتيجي المهم لأن أي دولة تستخدم المخزون أكثر من أخري يؤثر في الاستهلاك العام فلايوجد بالطبيعة مايعوض الاستهلاك من المياه الجوفية وتضيف أن عذوبة المياه بالأعماق أمر طبيعي كلما زاد عمق الحفر زاد النقاء بسبب البعد عن الملوثات والجديد في النظرية المذكورة هو طريقة الاستخراج عن طريق التحكم في الطاقة وليس في معرفة التوصل إلي مصدا مياه جديد. لاتوجد أنهار جوفية ويقول د. مغاوري دياب أستاذ المياه ورئيس جامعة المنوفية إن لخبراء المياه وسائل محددة ومعلومة للحفر عن ماتحت سطح الأرض وإن الحفر المباشر أسلم طريقة للكشف عن المياه, لأن حفر الآبار هو الأساسي في البحث لذا توجد آبار للحفر الاختباري وآبار للملاحظة أو آبار انتاجية, وعند حفر بئر الملاحظة والاطمئنان لوجود مياه يتم تطوير الآبار إلي آبار انتاجية فلايمكن أن يكون في الصحراء الغربية مثلا هذه العروق المذكورة ويعترض علي هذه النظرية بحجة وجود طرق أخري للبحث مثل عمليات الطرق الزلزالية, أو الطرق الجاذبية وأهمها الطرق الكهربائية, وغيرها مما يعتمد علي الأعماق, ويشترط في البحث عن المياه البدء من بئر جوفية وهناك الاستشعار عن بعد وصور الأشعة الحرارية وغيرها, وكل هذه الطرق لاتؤدي للوصول إلي أعماق بعيدة أكثر من10 إلي15 مترا علي أقصي تقدير ويضيف أنه بعيدا عن نهر النيل بخمسة أمتار لاتوجد مياه جوفية وفي بني سويف أو غيرها من المحافظات وبعمق حتي الامتداد الصحراوي إلي سلاسل جبال البحر الأحمر بالاضافة إلي هضبة الصحراء الغربية ذاتها لاتوجد تحتها مياه علي بعد500 متر بمعني أن تعميم نظرية عروق المياه أو الأنهار الجوفية علي سطح الكرة الأرضية بشكل عام خطأ ولايتفق مع علم المياه الجوفية, ومن الممكن أن تكون هذه النظرية مبنية علي فكرة أنها مياه شربت من مياه الأمطار من خلال عصور قديمة فقط, ولاتوجد مياه تحت سطح الأرض علي الاطلاق ولكن وديان مدفونة أو مجار مائية, وليس بها ماء وإن كانت تدل علي أثر المياه, مثل مافي منطقة بحر الرمال الأعظم, ويقول د. مغاوري إنه لايشكك في التجربة بل يسجل أن هناك خريطة لتوزيع المياه الجوفية بمصر كنموذج وفي ليبيا وكل الدول العربية, وتم حفر شبكة آبار كبيرة جدا منها في طريق الفيوم لمسافة ألف متر ولم يعثر علي مياه وكذلك علي طريق السويس وطريق الاسماعيلية وفي منطقة مارينا والساحل الغربي ويؤكد: لذا أقطع بأن النظرية غير مناسبة ولايمكن تعميمها بالكرة الأرضية افتراضات وتحفظات ويقول د. محمود ابراهيم أستاذ الجيولوجيا ومدير مركز الحفر بمعهد بحوث البترول إن الأسس والمعايير المستخدمة في اكتشاف المياه بالنظرية المذكورة جديدة تماما, ومن الممكن أن يعطي هذا الأسلوب الخاص نتائج ايجابية, وللتأكد من ذلك فلابد من التجربة الحقلية فهي خير دليل علي تأكيد هذه النظرية في أماكن مختلفة في تكوينها الجيولوجي؟ ويتساءل: هل الأعماق المذكورة بالنطرية(120 الي160) مترا ثابتة علي مستوي الكرة الأرضية كلها أم لا وهذا ما يتحفظ عليه, فعلي سبيل المثال توجد آبار البترول علي أعماق مختلفة وكذلك الأماكن التي توجد فيها المياه فهي لكي تتكون تحت الأرض لابد من وجودها بمكان محصور ومحدد تتجمع فيه علي شكل بئر مثلا, ويرجع ذلك لطبيعة التكوين الصخري الموجود أو التكوين الجيولوجي الذي يتحكم في ذلك والتجربة خير برهان لإثبات صحة النظرية من عدمه متمنيا نجاح هذه التجربة قريبا نظرا للظروف المائية والعجز المائي المحتمل الذي ربما تتعرض له البلاد خزانات لا أنهار ويختلف د. أشرف شبانة أستاذ مساعد جولوجيا المياه بمركز بحوث الصحراء مع هذه النظرية لأن وجود المياه الطبيعة في خزانات لا أنهار, وخزانات المياه الجوفية صخور أو طبقات صخرية تسمح بتخرين المياه وتختلف طبيعة هذه الصخور وأعماقها من مكان إلي آخر مثل خزان الحجر الرملي النوبي ويوجد الخزان في سيوة علي أعماق كبيرة وملوحة المياه تصل إلي حوالي120 جزءا في المليون بينما في سيناء توجد هذه الصخور علي أعماق تصل في بعض الأماكن إلي حوالي1000 متر من سطح الأرض وملوحتها تزيد علي2000 جزء من المليون. ويضيف ان المياه توجد ايضا في صخور الحجر الجيري المتشقق وصخور الحصي والرمل وتختلف ملوحة المياه من مكان لمكان ومن خزان لآخر طبقا لمصدر التغذية مياه الأمطار وطبيعة صخور الخزان فنهر النيل ذاته كان قديما له سبعة أفرع والآن يوجد فرع واحد والبقية اودية جافة. ويوضح ان العيون المائية المذكورة بنظرية ريدر هي في الأصل مياه جوفية مثلها مثل بعض الأبار والعيون خارج المياه المقدسة والمياه بها متجددة ومتدفقة من مئات السنين مثل عين الجديرات في شمال شرق سيناء بمنطقة القسيمة, وكلها في النهاية مياه جوفية مصدر التغذية بها من مياه الأمطار القديمة والحديثة.. ولا مانع من اثبات عكس ذلك بالتجربة مصادر تغذية الخزان ويقول د. فتحي حماد استاذ جولوجيا المياه وخبير دراسة شكل الارض الجيومورفولوجي بمركز بحوث الصحراء, ان لاستكشاف المياه الجوفية بالأراضي الصحراوية أسلوبا علميا منظما ومتكاملا يلزم اتباعه عن طريق دراسات جيولوجية وجيومورفولوجية سطحية وانه اعتمادا علي هذه الدراسات يتم اختبار مواقع للدراسات الجيوفيز بقية لتحديد عمق المياه الجوفية وانسب المواقع لحفر آبار ثم يتم جفر بئر اختبارية في الموقع المدروس بغرض التعرف علي طبيعة الطبقات الحاملة للمياه وسمكها, ثم يعقب ذلك جمع عينات مياه اثناء الحفر لمتابعة التغيير في ملوحة المياه, واختبار انسب الطبقات الحاملة للمياه لتصميم بئر إنتاجية وبتكرار العمليات السابقة يمكن تحديد حجم الخزان كما نوعا والعمر الافتراضي له يعقب ذلك التعرف علي مصدر تغذية الخزان كما ونوعا. ويري انه ليس مقياسا خروج مياه بنظرية ريدر المذكورة لانها بالفعل موجودة في اي مكان تحت الأرض ولكن بنوعيات مختلفة, ولكن الأهم هو اقتصاديات الاستخراج ومعرفة صلاحية المياه للزراعة كميا وتروي كم فدانا بمعني آخر يجب معرفة المردود الاقتصادي للاستخراج, وكم تبلغ تكلفته وهل نستطيع التعامل مع الملوحة أم لا. النظرية علي مسئولية قائلها ويوضح ان المقصود بالمياه العذبة هي ما بها من نصف جرام(500 جزء/ مليون) في اللتر تكون صالحة للشرب, وإذا زادت النسبة أكثر إلي3 أو4 جرامات(3000 جزء/ مليون) تكون صالحة للزراعة. وتوجد عيون بسيوة عذبة وسطحية نتيجة فوالق وشروخ بالأرض تصل للحجر الرملي النوبي علي عمق1300 متر تحت الأرض وعند حفر بئر للمياه هناك تخرج المياه تحت ضغط عال بدون الاحتياج لأي ميكنة, وكل ما بني علي اساس علمي فهو حقيقة ومادون ذلك فعلي مسئولية من يذكره. خزانات الأمطار ويقول ان كل ما تحت الأرض من مياه من آلاف السنين موجود منذ الفترة الممطرة التي تعرضت لها مصر, او من المياه الحديثة التي تسقط علي الصحراء الشرقية وجبال سيناء, ويعلم الخبراء حدود المياه الجوفية في مصر حيث يغذي نهر النيل وفروع الدلتا والترع والمصارف خزان الدلتا. والمياه الجوفية بمصر لها أكثر من مستوي تحت سطح الأرض وعلي أعماق مختلفة من منطقة لأخري, من حيث طبيعة الخزان وعمق المياه وكمياتها وصلاحيتها للأراضي المختلفة او للشرب وايضا كمياتها وحجم الخزان. ويوضح ان الوضع الطبيعي ان تكون مياه العيون بالمناطق الممطرة عذبة لأن المياه الجوفية بالعيون تنبع من المصدر مباشرة وتتجمع مياهها من خلال الشقوق والفوارق الأرضية وليست هناك فرصة لذوبان الأملاح الموجودة في الصخور وبالنسبة لسويسرا او اريتريا او المناطق المطيرة بإفريقيا وأوروبا.. باريتريا تهطل الأمطار صيفا وتتجمع من خلال الفوالق والتشققات في الجبال الصحراوية شديدة الصلابة الصخور الاساسية والتي تميز بين الصخر الناري والصخور الرسوبية صعبة الإذابة للأملاح. نظرية قيد الإثبات ويقول د. حسام عبدالجواد رئيس قسم الري والهيدروليكا بكلية الهندسة بجامعة القاهرة إن هذه النظرية إذا تمت دراستها بأسلوب علمي صحيح ستكون مفيدة جدا للمصادر المائية لنا نظرا للزيادة السكانية المطردة مع ثبات المصادر المائية المتاحة وبالتالي لابد من البحث عن مصادر مائية جديدة من مصادر مختلفة قد تكون هذه النظرية احداها ولكن هذه النظرية تحتاج إلي اثبات من خلال جهود مجموعة من الأبحاث والدراسات والتجارب التي ستؤكد او تنفي. ويؤكد أنه لابد أن تقوم احدي الجهات المسئولة عن ابحاث المياه مثل المركز القومي لبحوث المياه واقسام الري والهيدروليكا في الجامعات والمركز القومي للبحوث بعمل هذه الدراسات ضمن البرامج البحثية لها او ضمن الوسائل العلمية التي تشرف عليها هذه الجهات وايضا اجراء التجارب اللازمة.