[email protected] كثير ما أسأل نفسي هل يمكننا النهوض بالاقتصاد الوطني من خلال صناعة تكنولوجيا المعلومات فقط التي لا تحتاج إلي بنية تحتية صناعية وإنما كل ما تحتاجه هو الإبداع والتفكير . ولما لا وكثير من دول العالم والمنطقة القريبة منا نجحت بالفعل في توطين هذه الصناعة في سنوات معدودة رغم عدم امتلاكها الكثير من المقومات التي تتطلبها هذه الصناعة. فمن ينظر إلي التجربة الإسرائيلية في هذا الميدان حيث يعد قطاع التكنولوجيا المتقدمة ركيزة أساسية في الاقتصاد الاسرائيلي ويعمل به 65 ألف فرد وبلغ حجمه العام الماضي 17 مليار دولار وفقا للمعلومات المتداولة عبر المواقع الالكترونية يجد أنها اعتمدت علي إعداد الكوادر البشرية والتخصص في مجال محدد للوصول للعالمية مع تعظيم الاستفادة من علاقاتها بالولايات المتحدة كسوق رئيسي لها ومورد تمويلي لا يستهان به. كذلك عندما نبحث عن جذور التجربة الايرلندية في مجال تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات نجدها تتمحور حول حصولها علي مشروع لميكنة ورقمنه مكتبة الكونجرس مما أدي لدفعة كبيرة لهذه الصناعة في هذا البلد الاوروبي وجعلها بمثابة القبلة الرئيسية للبرمجيات وإعادة تغليفها وتصديرها لجميع دول العالم ايضا اذا حللنا التجربة الهندية نجدها اعتمدت بدرجة كبيرة علي مفهوم تقديم خدمات التشغيل outsourcing لصالح شركات التكنولوجيا الأمريكية. ونتصور أن تنمية وتوطين صناعة تكنولوجيا المعلومات يجب أن يرتبط بصورة كبيرة بصناعة المعلومات الأمريكية وذلك إذا كنا نريد تحقيق قفزات وطفرات ملموسة في هذا المجال فمع كل احترامنا وتقديرنا للآراء التي تري أن مستقبل صناعة التكنولوجيا المحلية في دعم تواجدها بمنطقة الشرق الأوسط فان هذا التحرك سيستغرق وقتا أطول بكثير مما نتخيله خاصة إذا أخذنا في الاعتبار مدي الارتباط القوي بين أسواق منطقة الخليج والشركات الأمريكية بصورة عامة والتكنولوجية بصورة خاصة. ومن هنا تأتي أهمية الاستمرار في فتح قنوات الاتصال والزيارات المتبادلة وإرسال البعثات الترويجية المتخصصة لشركات تكنولوجيا المعلومات مع السوق الامريكي والعمل علي دراسته بصورة جيدة والترويج لبناء اسم تجاري قوي براند نيم لصناعة خدمات المعلومات المصرية وتشجيع الطاقات الإبداعية بما يساهم في دفع هذه الصناعة إلي الأمام وبقوة من خلال تحفيز شركات تكنولوجيا المعلومات المحلية علي الإبداع وعرض أفكارها لإيجاد ممولين عالميين لتنفيذها أو المشاركة في خروجها للعالمية والذي لن يتأتي إلا من خلال الحصول علي شهادة الاعتراف بالجودة والكفاءة من السوق الامريكي لتكنولوجيا المعلومات.