[email protected] لأسباب عديدة يعلمها الجميع ولا داعي لسردها الآن لم تحصل صناعة تكنولوجيا المعلومات علي فرصتها الحقيقية من الدعم والتنمية في منطقة الشرق الأوسط الأمر الذي أسفر عن ظهور ما يعرف بالفجوة الرقمية بين دول المنطقة ودول العالم المتقدم تكنولوجيا إلا انه ومع مطلع الألفية الثالثة بدت بوادر ايجابية وهبت رياح التغير في الرؤية السياسية والاقتصادية لأهمية صناعة تكنولوجيا المعلومات في رسم مستقبل أفضل لدول المنطقة وايجاد فرص عمل لآلاف من شبابنا لاسيما خريجي الجامعات - ناهيك عن تزايد القناعة بأهمية دور التكنولوجيا في ابتكار حلول جديدة للعديد من المشاكل والتحديات التي تواجهنا وعلي جميع القطاعات الاقتصادية. ولعب مشروع القرية الذكية -الكائنة علي طريق القاهرةالإسكندرية الصحراوي- دورا مميزا في بلورة فكرة بناء مجتمع مصغر أو نموذج وبيئة تقنية مناسبة لتوطين صناعة تكنولوجيا المعلومات حتي أصبح هذا النموذج المصري مثالا يحتذي به ومطلوب تعميمه علي جميع المحافظات لأهمية دوره كمركز إشعاع تكنولوجي قادر علي تعظيم الاستفادة المجتمعية من التكنولوجيا بصفة عامة. واستمرارا لحديثنا الموصل عن التوسعات المستقبلية لمشروع القرية الذكية نستكمل اليوم تعقيب الدكتور علي الحفناوي رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة "القرية الذكية" الأخ العزيز الأستاذ خالد حيث بدأتم في تناول موضوع القرية الذكية.. وتوطين التكنولوجيا بالمحافظات وفي هذا الإطار تدرس شركة القري الذكية إنشاء قري أخري في مواقع مختلفة وعلي رأسها: الإسكندرية - شرق القاهرة -المنيا - البحر الأحمر - أسوان. مؤكدا انه ليس لدي شركة القري الذكية أي مشاكل مالية لتمويل مختلف التوسعات الجارية بالقرية الأولي، فقد تم زيادة رأسمال الشركة مرتين، حيث وصل رأس المال المدفوع بالكامل حاليا إلي 425 مليون جنيها، مع وجود إمكانيات ائتمانية بما يزيد علي مليار جنيه. وأوضح انه مع تزايد حجم العاملين بالقرية الأولي 12 ألف ستصل خلال أربعة سنوات قادمة إلي 50 ألفا، وضعت الشركة في اولويات اهتمامها الخدمات. فهي بالفعل تمثل العمود الفقري لنشاط الشركة. لذلك هي تقدم لرواد القرية، سواء من العاملين بها أو الزائرين لها، خدمات تشمل: نقل العاملين منها وإليها بأسطول من أحدث سيارات النقل الجماعي، الانتقالات الداخلية للقرية وإن كانت تحتاج إلي إعادة نظر في خطوط السير، توريد المأكولات وتشغيل المطاعم والكافيتريات، صيانة المرافق والمنشآت والمسطحات المنزرعة، النظافة الخارجية والداخلية، الحراسة والأمن، خدمة توفير قاعات الاجتماعات والمؤتمرات، نادي رياضي متكامل علي أحدث مستوي، خدمات السياحة والسفر بكل مشتملاتها وجار إنشاء فندق لرجال الأعمال، خدمات التدريب وتبدأ من توفير القاعات والتجهيزات اللازمة إلي إقامة الندوات والدورات التدريبية وصولا إلي احتضان الشباب المتميز وتوفير فرص العمل له، وأيضا جار إنشاء مدرسة علي مستوي دولي لا تهدف للربح تبدأ الدراسة بها خلال سبتمبر 2007، وهناك العديد من الخدمات الأخري التي تحتاجها الشركات والأفراد من العاملين بالقرية. وختاما، يهمني توضيح أن إقامة قرية ذكية ليس بمشروع عقاري ينتهي بانتهاء الإنشاءات. إنما القرية الذكية منظومة متكاملة نحرص من خلالها علي ترسيخ البعد التنموي والبعد المجتمعي، وبدون تلك الأبعاد ما كانت القرية تنجح في جذب الاستثمارات العالمية والمحلية، وما كانت لتنجح في نقل المعرفة والتكنولوجيا من الخارج إلي مصر، وما كانت لتنجح في ايجاد هذا الكم من فرص العمل المتميزة في تلك البيئة المحفزة علي النجاح. حقيقة أن القرية الذكية مثال ناجح للشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص20% للحكومة و 80% للقطاع الخاص، ولا أعتقد أن أمثلة النجاح الأخري علي نفس هذا المستوي. كذلك فإن قصة نجاح القرية الذكية قصة مصرية، فالفكرة مصرية، والتصميمات الهندسية كلها مصرية، والتنفيذ مصري، والتمويل مصري، والإدارة والتشغيل مصري. أفما آن الآون لنفخر بما شهد العالم بنجاحه علي أرض مصر؟ أرجو أن أكون قد ساهمت في توضيح حقيقة القرية الذكية والرؤيا المستقبلية لدورها التنموي، وأجبت علي بعض استفساراتكم. مع تقديري واحترامي. للحديث بقية ....