شاركت في الحوار: عائشة العفيفي هل المجتمع الرقمي يؤدي إلي تفاقم مشكلة البطالة ؟سؤال بالتأكيد يتبادر إلي أذهان الكثير منا لاسيما في ظل شغف الجميع بالحديث عن الحكومة الالكترونية وميكنة نظم العمل وتطبيق أنظمة التجارة الالكترونية حيث يتصور الكثير من الشباب والمواطنين أن الكمبيوتر سوف يكون البديل المستقبلي للعنصر البشري بحيث يؤدي ذلك في المستقبل القريب إلي تفاقم مشكلة البطالة سواء من خلال فقدان البعض لوظائفهم أو عن طريق الحد من فرص العمل الجديدة المتوافرة في السوق . ويظهر هذا الالتباس لدي البعض باعتبار أن الكمبيوتر يمكنه القيام بعدد من الوظائف وبدرجة عالية من الكفاءة والإنتاجية بجانب قلة الأخطاء إلا أن هذا الالتباس يزول تماما بمجرد أن نعرف أن هناك الكثير من الخدمات لاسيما الحكومية والتي يلعب فيها جهاز الكمبيوتر دورا ثانويا لتحسين وتطوير الخدمات ويكون للعنصر البشري الدور الأساسي سواء في التخطيط للتطوير أو أسلوب تقديم الخدمة أو تلقي والرد علي استفسارات وتساؤلات العملاء من الموطنين وللتعرف علي فرص العمل التي يمكن أن تتيحها صناعة تكنولوجيا المعلومات كان لنا هذا اللقاء مع الدكتور محمد رضا رئيس مجلس إدارة شركة الخبراء المتحدون للبرمجيات Allied Soft المتخصصة في تقديم خدمات الاستشارات التقنية وتطوير البرمجيات وخدمات المعلومات وهي تعد كبري الشركات المصرية للتكنولوجيا إذ يعمل بها أكثر من 2300 شاب وتخطط لمضاعفة هذا العدد في القريب العاجل . * كيف كانت بداية الشركة ؟ - كانت من خلال تأسيس الشركة في سويسرا متخصصة في مجال تقديم خدمات الاستشارات التكنولوجية لجميع فئات مؤسسات الاعمال وحصولها علي مشروع ضخم في السعودية لاقامة شبكة ربط الكترونية لمؤسسة بن لادن والتي تتضمن 92 شركة في مختلف المجالات ومن هنا فان الشركة منذ لحظة ولادتها وهي تعتمد علي الأسواق العالمية الخارجية ودراسة احتياجاتها مما أكسبها خبرات متنوعة وعديدة في توفير الحلول التكنولوجية لمؤسسات الأعمال ثم كان القرار بافتتاح فرع للشركة في مصر في عام 1997 اذ كان أساتذة الجامعات فقط يسيطرون علي تقديم هذه الخدمات بالسوق المحلي وبدأت مرحلة أخري من التطور لنشاط الشركة لتطبيق المعايير والمواصفات العالمية لتقديم خدمات الاستشارات التقنية كما قمنا بتقديم خدمات نظم المعلومات وتطوير البرامج وتدريب وتأهيل الموارد البشرية وهي أنشطه كما تري نعتمد عليها لتقديم خدمات الاستشارات التكنولوجية بمعني أخر قمنا بتطبيق مبدأ اقتصادي معروف وهو التكامل للخلف . التدريب المتخصص ماذا عن عنصر التدريب والتأهيل للكوادر البشرية ؟ - نحن نري أن مشكلة البطالة للاعداد الكبيرة من خريجي الجامعات والمعاهد التعليمية لا ترجع إلي زيادة الأعداد مقارنة بالطلب وإنما ترجع بصورة أساسية إلي عدم القدرة علي إدارة هذه المشكلة باعتبارها تمثل نقاط قوة وترجمتها إلي مزايا نسبية تنافسية للاقتصاد المحلي وعناصر جذب للاستثمارات الاجنبية ولذلك كان قرارنا بالاستثمار بقوة في مجال التدريب المتخصص في مجال تكنولوجيا المعلومات وقمنا بافتتاح مجموعة كبير من مراكز التدريب في عدد من المحافظات القاهرة الكبري - الإسكندرية - البحيرة - الإسماعيلية ...ونجحنا بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في تقديم نحو 8 ملايين ساعة تدريب * لكن ماذا بعد التدريب وأين فرص العمل للشباب الذي تم تأهيله ؟ -أستطيع أن أقول بمنتهي الأمانة أن الدفعة الأولي التي قمنا بتدريبها 1500 متدرب تم استيعابها في السوق المحلي بمجرد انتهاء فترة التدريب ولذا كان قرار وزارة الاتصالات بزيادة عدد المتدربين وفي الحقيقة كان هذا القرار ايجابيا للغاية إذ إنه أتاح لنا الفرصة للدخول في مجال تصدير الكوادر البشرية المؤهلة تكنولوجيا للأسواق الخارجية سواء عن طريق الانتقال المباشر والهجرة أو العمل وفقا لنظام Outsourcing أو بالشركات العالمية بالسوق المحلي إلا أن التحدي الرئيسي الذي يواجه عملية التدريب هو ضرورة تحديد التخصصات التي يجب أن نوجه إليها عملية التدريب بمعني أن نعرف أولا احتياجات الأسواق - محليا أو إقليمياً أو عالميا - ومن ثم نشرع في إعداد وتأهيل الكوادر البشرية ومن هنا نستطيع تعظيم الاستفادة من الموارد البشرية المؤهلة ولا تصبح قنبله موقوتة معرضة للانفجار في اي وقت