جاء تشيني لكي يقنع الحكام العرب بأن يحاربوا إيران.. وطاف في العواصم العربية لكي يقدم نصائحه المسمومة بعد أن فشل الرئيس بوش في كل مغامراته.. ويبدو أن تشيني لم يصل إلي نتائج مرضية مع الحكام العرب ولا اعتقدأن هناك حاكما عربيا يمكن أن يدخل في مغامرة عسكرية ضد ايران مع نظام يتهاوي ولم يبق له إلا شهور قليلة في الحكم ومن السذاجة أن يتصور الرئيس بوش ان الحكومات العربية سوف تعلن الحرب علي ايران لأن امريكا تريد ذلك أو لأن اسرائيل تريد اجهاض القوة الايرانية الصاعدة.. لقد فشلت امريكا في اشعال نيران الفتنة بين ايران والدول العربية وفشلت حكومة بوش في تنفيذ تهديداتها بضرب المفاعلات النووية الايرانية.. ولم يعد امام الرئيس بوش مساحة من الوقت لكي يدخل مغامرة جديدة بعد كل الاعتراض الذي يواجهه في الكونجرس وفي الشارع الأمريكي.. يضاف لذلك ان حسم المعارك في العراق اصبح شيئا مستحيلا في الشهور الاخيرة وإذا كان الكونجرس يرفض استمرار القوات الامريكية في العراق فهل يقبل ان تدخل القوات الامريكية حربا في ايران؟.. ان ايران الدولة والامكانيات والعقيدة يمكن أن تحارب امريكا مائة عام وإذا دخلت امريكا مغامرة سريعة في ايران فلن تخرج منها.. ولهذا يحاول الرئيس بوش اشعال المنطقة كلها قبل أن يترك البيت الابيض.. ولهذا جاء تشيني حاملا رسائل الرئيس الأمريكي ونصائحه الغالية للحكام العرب.. وقد نسي الرئيس بوش ان حرص الحكام العرب علي مناصبهم أكبر بكثير من حبهم لأمريكا.. وأنهم تركوا الرئيس بوش يغرق في المستنقع العراقي وتخلصوا من صدام حسين ومن السيطرة الأمريكية التي تؤرقهم في وقت واحد.. لقد نسي الرئيس بوش كل ما كان يدور حول الديمقراطية وحقوق الانسان امام كوارثه في العراق، عندما جاء الرئيس بوش إلي السلطة كان يسعي للتخلص من كل الحكام العرب وسوف يخرج من البيت الابيض وهم باقون في مواقعهم.. ولهذا من الصعب بل من المستحيل الدخول في مغامرة جديدة مع جواد خاسر، فقد خسر الرئيس بوش كل معاركه وعليه الان ان يدفع الثمن.