يبدو أن الاستقالة القسرية للأميرال وليام فالون الملقب ب الثعلب كانت التحذير الأخير للشعب الأمريكي حيال الهجوم علي إيران. لا يعني ذلك أن الهجوم أمر محتم، لكن لا يمكن للولايات المتحدة أن تهاجم إيران ما دام الأميرال فالون علي رأس القيادة الأمريكية المركزية العاملة في العراق وإيران.. وهذا العائق قد ذهب الآن. وكانت جولة نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني الشرق أوسطية مؤشراً آخر علي الهجوم. وذكر تقرير في مجلة ذي أمريكان كونسرفاتيف أن الرئيس جورج بوش سيهاجم إيران قبل نهاية ولايته. وإذا كان هذا التقرير صحيحاً فالأرجح أن يكون الهدف من جولة تشيني الحالية هو إطلاع من يزورهم علي موعد الهجوم. ولكن لماذا لا يتم الإعلان عن هذه الخطوة من خلال وزارة الخارجية؟ يبدو أن لا هذه الوزارة ولا وزارة الدفاع علي علم بما يجري، فوزارة الخارجية ومكتب وزير الدفاع الأمريكي ووكالات الاستخبارات الأمريكية والجيش الأمريكي وجهاز البحرية الأمريكية يعارضون جميعاً شن حرب علي إيران. ومن بين كافة الأجهزة المسلحة الأمريكية، وحده سلاح الجو يؤيد الخطوة وهو يبحث عن فرصة لإظهار القدرات الجوية الأمريكية. وكالعادة، فان هذا السلاح يتحدث عما يمكنه القيام به ولا يتكبد مشقة إعلام صانعي القرار بما لا يمكنه القيام به. إن الهدف من هذه المقالة ليس التحذير من اعتداء كبير علي إيران، علي الرغم من إنني أظن شخصياً انه آت قريباً، وإنما الهدف هو التحذير من عواقب هجوم كهذا. وأود أن أقول بوضوح: إن الهجوم الأمريكي علي إيران سيكلف الولاياتالمتحدة كل الجيش الموجود حالياً في العراق. ويفكر كثير من الناس في واشنطن بالعواقب المحتملة للهجوم الجوي والصاروخي علي إيران، لكن قلة يفكرون في ما يلي: تمكنت البروباجندا العسكرية الأمريكية القائلة إننا الأقوى من إقناع غالبية الناس بأنه لا يمكن هزيمة القوات العسكرية الأمريكية في ساحة القتال، وأنها آخر الجيوش التي لا يمكن هزيمتها إلي أن تحصل هذه الهزيمة. الرد الإيراني والأرجح أن تسير الأمور علي الشكل التالي: رداً علي هجمات جوية وصاروخية أمريكية علي أهداف عسكرية داخل إيران، تعمد طهران إلي قطع خطوط الإمداد من الجنوب عبر الخليج العربي والكويت، وهي خطوط تعتمد عليها وحدات الجيش الأمريكي في العراق. ولكن البحرية الأمريكية تحصل علي إمداداتها من الأردن. وتقوم إيران بهذه الخطوة من خلال ضرب السفن في الخليج، وتلغيم مراكز تنظيم أساسية وتدمير المرافئ التي تعتمد عليها القوات المسلحة الأمريكية، عبر اللجوء إلي الأعمال التخريبية خاصة. كما تضرب طهران إنتاج النفط ومنشآت التصدير في منطقة الخليج، والنتيجة ان القوات الامريكية ستركز علي حماية النفط ولا تحمي خطوط تأمين تجهيزات الجيش الأمريكي. وفي الوقت عينه، تعمل إيران علي تنشيط الميليشيات الشيعية في جنوب العراق وذلك لقطع الطرقات من الكويت إلي العراق، ويدخل جيش المهدي التابع لمقتدي الصدر وفيلق بدر الحرب ضد القوات الأمريكية بأقصى طاقاتهما، كما يدعو المرجع الديني الأعلى آية الله علي السيستاني الموجود في العراق الشيعة العراقيين لمحاربة الأمريكيين أينما وجدوهم. وبدلاً من محاربة 20% من الشعب العراقي وهم السنّة، تجد القوات الأمريكية نفسها تحارب 60% من العراقيين وهم شيعة، والأسوأ هو أن التجهيزات اللوجستية الشيعية تقع مقابل الخطوط اللوجستية الآتية من الكويت مباشرة. يو بي إي