في فصل قد لا يكون الأخير من فصول قضية أكياس الدم التي تنتجها شركة هايدلينا انتقلت لجنة مشتركة من لجنتي الصناعة والصحة بمجلس الشعب برئاسة محمد أبو العينين إلي مصنع شركة هايدلينا بمدينة السادس من أكتوبر للوقوف علي بعض الحقائق حول مدي مطابقة إنتاج الشركة من أكياس الدم للمواصفات. ضمت اللجنة عددا من خبراء الدم والصناعة من جهات وجامعات مختلفة ومع ذلك ظلت بعض التساؤلات معلقة ولم تحسم بعد. أكد الدكتور هاني سرور رئيس مجلس إدارة شركة هايدلينا وعضو مجلس الشعب أن المواصفات القياسية مطبقة في مصنعه، وقال إن صادرات مصر من الأدوات والمعدات الطبية تقدر بحوالي 64 مليون دولار سنويا تستحوذ الشركة علي 28 مليون دولار حسب أرقام ،2006 وأكد سرور أن هايدلينا تمتلك أول مصنع في الشرق الأوسط خارج أوروبا لقرب تجميع الدم بمواصفات فنية عالية. وأوضح هاني سرور أن هناك شركة سنغافورية اسمها GMS كانت تصدر للسوق المصري قربا غير مطابقة من حيث السعة، تبلغ سعتها 350 مللي علي حين تنتج هايدلينا قربا سعة 500 مللي. وتدخل محمد أبو العينين قائلا إن ذلك يستوجب تحقيقا فوريا وتشكيل لجنة علي أعلي مستوي للتحقيق مع مسئولي وزارة الصناعة والصحة عن أسباب دخول قرب مستوردة من الخارج للسوق المصري غير مطابقة للمواصفات. وأضاف أبو العينين أن هناك بعض التساؤلات التي تسعي اللجنة للإجابة عنها وعلي رأسها ما إذا كانت منتجات هايدلينا مخالفة للمواصفات؟ وهل تم تطبيق المواصفة المصرية المعتمدة عند تسلم منتجات شركة هايدلينا من قبل اللجان المختصة في وزارة الصحة؟ وقال إنه لابد من تحديد ما إذا كانت وزارة الصحة قبلت العطاء المقدم من هايدلينا رغم عدم مطابقته للمواصفات خصوصا فيما يتعلق بطول الخرطوم المثبت في القربة أو الأبرة. وتدخل مندوب وزارة الصناعة سعيد البحر قائلا إن المواصفات التي تم تطبيقها معتمدة منذ عام 1999 وتشترط ألا يقل طول الخرطوم عن 80سم بحيث يفي بالاشتراطات المطلوبة، وهنا قاطعه هاني سرور قائلا: إن المناقصة لم يكن بها عبارة بحيث يفي بالاشتراطات المطلوبة. أوضح اللواء دكتور عمرو عزت ممثل بنوك الدم بالقوات المسلحة أن عيوب الخرطوم لا تؤثر علي تجلط الدم من عدمه ولكنها تؤثر علي سرعة أو بطء تدفق الدم. وعندما سأله الدكتور هاني سرور عما إذا كانت منتجات هايدلينا تسبب السرطان أو الفشل الكلوي؟ أجاب الدكتور عمرو عزت أنه لا يمكن الجزم بذلك مادامت لم تجر دراسات علي هذا الموضوع. وقال الدكتور حسام فهمي أستاذ المناعة بطب عين شمس إن عبارة "أن يفي بالشروط" مطاطة ولا تساعد علي التطبيق الدقيق للمواصفات. وأشارت د. سهير عبد اللطيف الأستاذة بمعهد الأورام القومي إلي أن المواصفات الموجودة مطاطة وتساعد علي المخالفات، وكان من المفترض أن يتم توزيع أكياس الدم علي أكثر من بنك دم لاختبارها عمليا. ونفي الدكتور مجدي الأكيابي من مركز نقل الدم بمستشفي الشبراويشي أن تسبب المواد المستخدمة في صناعة قرب الدم السرطان أو الفشل الكلوي. ووصف الدكتور مصطفي الكتاتني وكيل لجنة الصحة ما يحدث بأنه مؤامرة علي الصناعة المصرية مدفوعة الأجر. كما أكد اسماعيل هلال وكيل لجنة الصناعة أن المسألة كيدية وهناك أيد خفية تحرك الموضوع ولا يمكن أن تكون هناك مخالفات في مصنع بهذه الإمكانيات. وفي النهاية أكد محمد أبو العينين رئيس اللجنة أن هناك الكثير من الحقائق أصبحت واضحة ولكن لابد من استكمال المعلومات من خلال التحقيق فيما إذا كانت الجهات المعنية سمحت بدخول منتجات مستوردة من الخارج غير مطابقة للمواصفات، ولماذا تم وقف خط الإنتاج في مصنع هايدلينا مادامت وزارة الصحة أجازت منتجات المصنع.