للمرة الثانية نجح محمد أبوالعينين رئيس لجنة الصناعة بمجلس الشعب في نزع فتيل ازمة برلمانية بسبب ملف "اكياس الدم الملوثة"، فرغم البداية الهادئة لاجتماع اللجنة مساء اول امس لحسم ملف شركة "هايدلينا" المتهمة بتوريد اكياس دم ملوثة غير مطابقة للمواصفات، فان وجود كل من "حيدر بغدادي" النائب الذي فجر القضية والدكتور هاني سرور رئيس شركة "هايدلينا" اشعل الاجتماع. في البداية اكد محمد أبوالعينين ان هناك شقاً جنائياً وقانونياً ليس لمجلس الشعب اي صلة به فهو اختصاص اصيل للنيابة ولا يمكن التدخل فيه ولكن ما تبحث فيه اللجنة هو الشق السياسي، حيث ان القضية تشغل الرأي العام وهناك العديد من الاسئلة التي تبحث عن اجابات ومنها ما اذا كان هناك تربح او غش او جريمة تمس المال العام، وهل منتجات شركة هايدلينا مطابقة للمواصفات ام لا؟ وقد اجاب تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات عن بعض التساؤلات، إلا ان اللجنة ستواصل عملها للوصول الي الحقيقة من الجانب السياسي والصناعي باعتبار ان هناك منشأة تدور حولها اتهامات. وتحدث النائب محمد خليل العماري وكيل لجنة الصحة ان التقارير التي اعدتها اللجنة لم تثبت اي غش او اهدار للمال العام او تربح، ولكن الشيء الوحيد الذي اكدته التقارير وجود مخالفات ادارية وهي محل تحقيق النيابة. واقترح الدكتور مصطفي الكتاتني وكيل لجنة الصناعة تشكيل لجنة فنية لزيارة "هايدلينا" في وجود اعضاء لجنتي الصناعة والصحة وممثلي وسائل الاعلام للوقوف علي الحقيقة وما اذا كانت الشركة مخالفة ام لا؟ خصوصا ان "الاكياس" محل التحقيق لم تتسبب في اي حالة وفاة او اضرار بشرية، وأيد أبوالعينين اقتراح الكتاتني. وبدأت الازمة عندما تحدث الدكتور صالح عيسوي واخذ يبرر موقف شركة "هايدلينا" وان المنتجات مطابقة للمواصفات ثم اتبعه الدكتور جمال الزيني في نفس الاتجاه والدكتور سيادة جريس التي اكدت ان الموضوع اخذ اكثر من حقه ولابد من زيارة "هايدلينا" حتي ننتهي من هذه القضية، وهنا تدخل النائب "حيدر بغدادي" قائلا اننا جميعا مع الصناعة الوطنية ولكن لابد من انتاج منتج سليم، واضاف ان مهمة البرلمان ليس التقارير الفنية، ولكن المساءلة السياسية للوزراء مشيرا الي ان النيابة العامة باشرت التحقيق ولا يجوز ان نتدخل في صلب اعمال النيابة العامة وقد شكلت النيابة لجاناً فنية وانتقلت هذه اللجان الي المصنع وقدمت تقاريرها، ولا يمكن لاعضاء البرلمان تقييم المصنع والماكينات وما اذا كان المنتج مطابقاً من عدمه؟ واضاف "بغدادي" ان لجنة الصحة سبق لها زيارة الشركة ولم تأتٍ بالحقيقة. وفور انهاء بغدادي عبارته الاخيرة حتي انقض عليه الدكتور صالح عيسوي والدكتورة سيادة جريس والدكتور جمال الزيني، وبدأت المشادات الكلامية وتبادل الشتائم، بينما اتخذ "هاني سرور" موقعا في احد جوانب القاعة دون ان ينطق بكلمة واحدة، وقال "الزيني" ان بغدادي اتهمنا بتقاضي رشاوي من الدكتور هاني سرور واننا ندافع عنه ويجب عليه الاعتذار، وهنا تدخل أبوالعينين مطالبا الاعضاء بالهدوء وقال انه من حق كل نائب ان يتحدث كما يشاء لكن دون اساءة لزملائه وان لجنة الصحة بها كوادر وخبرات لها قيمتها، واذا كان النائب "بغدادي" له بعض الملاحظات فنحن سنقوم بزيارة وسنشكل لجنة من الفنيين والمتخصصين لمصاحبة الاعضاء في الزيارة للوقوف علي الحقيقة وبدأ بغدادي يستعيد هدوءه قائلا: ان ما اقترحه أبوالعينين هو الصواب ولابد من تحديد مهام اللجنة وان يشترك فيها اساتذة من كليات الطب والهندسة بالجامعات المصرية الكبيرة وخبراء من بنك الدم وهيئة الطاقة النووية ومستشفيات القوات المسلحة وعضو من منظمة الصحة العالمية واتفق الاعضاء جميعا علي تشكيل اللجنة وزيارة هايدلينا. وكان اجتماع اللجنة الشهر الماضي قد شهد مواجهة عنيفة بين النواب المدافعين عن هايدلينا واعضاء الجهاز المركزي للمحاسبات، وهاجموا الجهاز الا ان أبوالعينين تمكن من السيطرة علي الموقف عندما قال ان البرلمان يكن كل تقدير لجهاز المحاسبات باعتباره من اهم الاجهزة الرقابية.