صرحت البنوك المركزية الأوروبية مؤخرا بأنها ستأخذ علي عاتقها خلال الأشهر القليلة القادمة العمل علي كبح جماح معدلات التضخم الاَخذة في الارتفاع وذلك عبر القارة الأوروبية بأكملها.. جاء ذلك في الوقت الذي قام خلاله بنك انجلترا برفع أسعار الفائدة لديه وقيام المركزي الأوروبي بالإشارة إلي احتمالات رفع أسعار الفائدة لديها خلال يونية من العام الجاري رغم أنه أبقي علي أسعارها دون تغيير في اَخر اجتماع له. وقال جون كلود تريشيه رئيس البنك المركزي الأوروبي إن هذا الأخير حذره بشدة بشأن أسعار الفائدة وهي الجملة التي فسرها محللون بأن المركزي الأوروبي قد يرفع أسعار الفائدة في غضون شهر من الاَن كحد أقصي. يذكر أن أسعار الفائدة بمنطقة اليورو تسجل حاليا نسبة 3.75%.. كما رفع بنك انجلترا معدل الفائدة الرئيسي للفائدة لديه بمقدار ربع نقطة مئوية ليصل إلي 5.5% وهو أعلي معدل للفائدة له خلال السنوات الست الماضية وهو ما يشير إلي قوة قطاع الاستثمار وإمكانية دفع قطاع الأعمال إلي مزيد من التقدم في ظل هذا الارتفاع في الأسعار. في الوقت نفسه، كرر مسئولو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، كما أشاروا قبل ذلك مرارا أن معدلات التضخم سيصعب خفضها بالنسب المتوقعة خلال الفترة القادمة، كما وضع مدير بنك اليابان خطة لرفع أسعار الفائدة تدريجيا وهو ما يوضح أن جميع البنوك المركزية الكبري بالعالم تلوح حاليا بأن التحكم في معدلات التضخم المرتفعة لايزال علي رأس أولوياتها وخططها الاقتصادية في الوقت الحالي. وفي حين يتوقع أغلب الخبراء بأن تهبط خلال العام الجاري معدلات الفائدة في أوروبا تعكس أوضاع السوق المالية احتمالات المزيد من رفع أسعار الفائدة في بريطانيا ومنطقة اليورو عقب الزيادة المتوقعة في يونية القادم. وجاءت تصريحات تريشيه عقب الاجتماع الذي عقده المركزي الأوروبي في دبلن لتعكس أن الباب سيظل مفتوحا أمام إمكانية رفع أسعار الفائدة، كما يتوقع محللون أن يرفع المركزي الأوروبي الفائدة إلي 4.25% بحلول نهاية هذا العام وهي خطوة طال انتظارها. وعند سؤال تريشيه من جانب محللين عن خطط المركزي الأوروبي للفترة بعد يونية القادم قال تريشيه: إن البنك سيقوم بكل ما هو ضروري لتأمين ثبات الأسعار، أي الحفاظ علي معدلات التضخم.