توقع وزراء المالية و محافظي البنوك المركزية للدول الاوروبية ان تبوء خطط الرئيس الفرنسي الجديد نيكولاس ساركوزي لحث البنك الاوروبي المركزي علي التركيز علي دعم النمو الاقتصادي بالفشل الذريع. وفي اطار حملته الانتخابية التي فاز في نهايتها برئاسة ثاني اكبر اقتصادات اليورو شن ساركوزي هجوما واسعا علي الاوروبي المركزي متهما اياه بعرقلة النمو الاقتصادي بمنطقة اليورو من خلال مبالغته في اجراءات كبح التضخم عن طريق تضييق السياسات النقدية بصورة متواصلة الامر الذي نتج عن ارتفاع سعر صرف اليورو و من ثم الاضرار بالصادرات الفرنسية و الاوروبية بصفة عامة. وقال ساركوزي في الثاني من ابريل انه يريد " حوار حقيقي" بين السياسيين و البنك المركزي الذي يرأسه "رفيق فرنسي" ايضا و هو جان كلود تريشيه. و قال ان اليورو يجب ان يكون احد ادوات السياسة الاقتصادية و انه علي البنك المركزي الالتفات الي النمو الي جانب تركيزه علي السيطرة علي الضغوط التضخمية. يشار الي ان العملة الاوروبية الموحدة يتم تداولها عند مستوي قياسي مقابل الدولار و الين مما دعي الشركات الفرنسية الكبري مثل "اير ليكويد" للشكوي من الاضرار بارباحها نتيجة لذلك. و كان البنك قد رفع معدلات الفائدة سبعة مرات منذ ديسمبر 2005 لتبلغ 3.75 % حاليا و لم يستبعد مواصلة جولة رفع الفائدة حتي التأكد تمام محاصرته للتضخم. وبعد اقل من 48 ساعة من فوزه بالانتخابات دعي وزراء مالية دول اليورو الاثنتي عشرة الاخري ساركوزي لاحترام استقلالية البنك المركزي مؤكدين انسحابهم المسبق من أي محاولة فرنسية لزعزعتها. و في اليوم نفسه قاموا بتحذير الرئيس المتحمس من مغبة محاولاته للحيلولة دون التحاق تركيا بالاتحاد الاوروبي . و كان ساركوزي قد اعرب عن معارضته الحادة للسماح لتركيا بالانضمام الي الكتلة الاجنبية المؤلفة من 27 دولة اوروبية خلال حملته الانتخابية ايضا. وعن ردود الاوروبية علي موقف ساركوزي قال ووتر بوس وزير المالية الهولندي "ربما يمارس ساركوزي ضغوطا اضافية لدعم موقفه لكني لا اظنها فكرة جيدة". اما نظيره النمساوي ويلهيلم مولتيرير فقال "لا يفترض ان يمارس أي سيسي الضغط علي البنك المركزي فهو كيان مستقل". علي الجانب الاخر يؤيد وزير مالية لوكسومبورج و الرئيس الحالي لاجتماعات وزراء مالية اوروبا في نفس الوقت جان كلود جانكر موقف ساركوزي مكررا دعوته للسياسيين بممارسة دور اكبر الي جانب المركزي الاوروبي في ادارة اسعار الصرف. و من المتوقع ان يعرقل دعم الوزراء لعملة ضعيفة قرارات البنك برفع الفائدة. من جهة اخري يتحتم علي ساركوزي مواصلة دعمه للنمو الاقتصادي حيث اسس حملته الانتخابية في مواجهة منافسته الرئيسية سيجولين رويال علي تعهدات بتحفيز النمو الاقتصادي من خلال تحسين اوضاع سوق العمل و خفض الضرائب. يذكر ان النمو الفرنسي تخلف عن نظيره الالماني للمرة الاولي منذ 1994 العام الماضي فيما تجاوز معدل البطالة نظيره في جميع دول المنطقة مسجلا 8.7 %.