منذ أن نصب "نيكولا ساركوزي" رئيسا لفرنسا ومن خلال عدة لقاءات بينه وبين المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" بدا أن هناك تناغما كبيرا بين سياسة كل منهما رغم ذلك يتردد حاليا أن هناك احتمالات بحدوث حالة صدام بينهما بشأن بعض الأمور الاقتصادية وتكمن هذه الأمور الاقتصادية في أن ساركوزي يعتزم احداث تجديد في إدارة "اي ايه دي اس" المجموعة القضائية الأوروبية للطيران والأقمار الصناعية وفي إطار ذلك يدعو ساركوزي إلي اقامة حوار بين حكومات دول منطقة اليورو والبنك المركزي الأوروبي بشأن هذا التجديد ومما سيزيد من حدة هذا الصدام تأييد ساركوزي للمساعدات المقدمة لقطاع الزراعة في أوروبا. ويقول "مارتن كوبمان" خبير في الشئون الفرنسية الألمانية بالمجلس الألماني للعلاقات الأجنبية ان ساركوزي يملك شخصيتين الأولي هي ساركوزي المصلح المؤيد لسياسة فتح الأسواق والتي يظهر بها داخل فرنسا والثانية هي ساركوزي القابل للتوجيه أو التسيير والتي يتقمصها تجاه أوروبا وفكرة العولمة وكل هذا جعل حكوممة برلين لا تزال في حالة قلق دائم من حكومة ساركوزي. وبالنسبة للوقت الحاضر ذكر عدة مسئولين كبار لصحيفة الفاينانشال تايمز هذا الأسبوع أن ميركل صرحت بأنها تريد التركيز علي إعادة احياء الدستور الأوروبي وذلك خلال قمة الاتحاد الأوروبي التي سوف تفقد الشهر القادم وتنوي ميركل والعمل علي تجنب أي تحديات قد تعرقل خطتها وخلال أول لقاء رسمي جمع كل من ساركوزي وميركل الاسبوع الماضي ابدي ساركوزي استعداده لدعم جهود ميركل في إعداد معاهدة تكون مقبولة لدي جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي. وتعتقد ميركل أن ساركوزي سيساعد في الوصول لاتفاق بخصوص الدستور الأوروبي بحلول 22 يونيو القادم حيث ستعقد قمة الاتحاد ودفعها لأن تصل إلي البرلمان بشكل سريع وبالتالي يستطيع التركيز علي اصلاحات اقتصادية محلية. ويذكر أن ميركيل أبدت بشكل رسمي ترحيبها بفوز ساركوزي علي "سيجولين رويال" حيث تري ميركل أن الدستور الأوروبي كان سيصبح خطة صعبة التنفيذ في حالة نجاح رويال وتري حكومة برلين ان ساركوزي لا يختلف كثيرا عن الرئيس السابق "جاك شيراك" بشأن المساعدات التجارية.