اجتمع قادة دول الاتحاد الاوروبي أمس في بروكسل في قمة كانت مخصصة من حيث المبدأ لتشديد الضوابط علي موازناتهم وتنسيق سياساتهم الاقتصادية بشكل افضل، ولكن المخاوف المحدقة بالوضع المالي لاسبانيا ألقت بظلالها علي مداولات القمة. ويأمل زعماء الاتحاد الأوروبي في التوصل إلي اتفاق بشأن سبل تعزيز ضبط الميزانيات وتنسيق السياسات الاقتصادية ليظهروا لأسواق المال أن بوسعهم الحيلولة دون تكرار أزمة ديون منطقة اليورو. وبحث الزعماء تشديد قواعد الرقابة المالية بما في ذلك فرض ضريبة لالزام البنوك بتكاليف أي أزمات أخري في المستقبل. واتفق الزعماء علي شبكة أمان مالي قيمتها 005 مليار يورو لمساعدة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والتي تكافح لضبط ميزانياتها بالإضافة إلي آلية مساعدة لليونان وقيمتها 011مليارات يورو. من جهته أكد رئيس وزراء مالية دول منطقة اليورو جان كلود يونكر أنه لا توجد أي مؤشرات علي ان اسبانيا ستلجأ قريبا الي طلب مساعدة شركائها الاوروبيين، مناقضا بذلك معلومات تداولتها الصحافة المحلية. ورغم النفي المتكرر إلا أن الزعماء مازالوا قلقين من أن اسبانيا ستعقب اليونان في طلب مساعدة مالية. واتفق الزعماء علي نطاق واسع بشأن الحاجة إلي تنسيق أوثق للسياسات الاقتصادية أو تشكيل "حكومة اقتصادية" والحاجة إلي تشديد القواعد التنظيمية المالية لكنهم لم يتوصلوا إلي اتفاق بشأن سبل المضي قدما في ذلك الأمر. وحددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اطار القمة يوم الاثنين من خلال تعهدهما بوحدة الصف في الدفاع عن اليورو من أسوأ أزمة منذ إطلاق العملة الموحدة قبل 11 عاما. ومن المتوقع أن يمضي الزعماء قدما لاتخاذ إجراءات لفرض ضريبة مصرفية خاصة بأوروبا بعدما لم تتوصل أكبر اقتصادات في العالم إلي اتفاق بشأن فرض مثل هذه الضربية علي القطاع الذي ينظر إليه علي نطاق واسع بوصفه أحد الأسباب الرئيسية وراء الانهيار الاقتصادي العالمي.. كما يفترض ايضا ان يوافق الاتحاد الاوروبي علي استراتيجية النمو للعشرية المقبلة وهي استراتيجية ترتكز الي التكنولوجيات الحديثة واطلق عليها اسم "اوروبا 0202". من جانبه قال كريستيان نوير عضو مجلس محافظي البنك المركزي الاوروربي ان حظر البيع علي المكشوف قد يكون غير فعال وربما يؤدي الي نتائج عكسية مضيفا أنه يؤيد خطوات كثير من الدول الاوروبية لتعزيز وضعها المالي. من ناحية أخري ارتفع اليورو الي أعلي مستوي في ثلاثة أسابيع مقابل الدولار أمس مواصلا مكاسبه بعدما ساهم نجاح مزاد سندات اسبانية في تهدئة المخاوف بشأن سلامة الاوضاع المالية العامة لمدريد. وارتفع اليورو الي 3832دولار وهو أعلي سعر له منذ 28 مايو وذلك بعدما باعت اسبانيا ما قيمته نحو 3.5 مليار يورو من سندات لاجل عشرة أعوام و03 عاما وان شهد الاصداران زيادات حادة في متوسط العائد. وفي اليونان تسبب اضرابا للعمال في وسائل المواصلات العامة في توقف الحركة تماما لمدة خمس ساعات وذلك احتجاجا علي اصلاحات التأمين الاجتماعي التي اقرتها الحكومة في إطار خطط التقشف الجديدة. وفي تطور لاحق واجهت شركة تويوتا اليابانية للسيارات إضرابا عماليا جديدا في الصين حيث تصاعد غضب العمال في مصانع يديرها مستثمرون أجانب احتجاجا علي الأجور المتدنية والعمل الشاق.