ظلت ثقة المستهلكين و الشركات في المنطقة الاوروبية عند اعلي مستوياتها في ستة اعوام في ابريل في دليل جديد علي استيعاب اقتصاد المنطقة لارتفاع اسعار النفط و تكاليف الاقراض و تباطؤ النمو الامريكي. و اظهرت البيانات الصادرة عن المفوضية الاوربية في بروكسل تراجعا طفيفا في مؤشرات معنويات الشركات و المستهلكين من 111.1 نقطة في مارس الي 111 نقطة في ابريل. في الوقت نفسه اظهر تقرير منفصل هبوط ايقاع التضخم الي 1.8 % من 1.9 % ليظل دون السقف الرسمي للبنك الاوروبي المركزي البالغ 2 % لليوم الثامن علي التوالي. و رغم قوتها كان الخبراء يتوقعون صعود مؤشرات الثقة الاوروبية الي 111.7 نقطة الشهر الماضي. الا ان معدل التضخم جاء متوافقا مع التوقعات. و تعمل زيادة العمالة و الانفاق الراسمالي علي دعم نمو اقتصاد دول اليورو الثلاثة عشر علي الرغم من تباطؤ نمو الاقتصاد الامريكي اكبر شريك تجاري للمنطقة و صعود سعر اليورو مما يضر بالقدرة التنافسية للصادرات الاوروبية. الا ان تسارع النمو اثار مخاوف المركزي الاوروبي من زيادة الضغوط التضخمية مما قد يدفعه الي مواصلة رفع الفائدة. و توالت البيانات الاقتصادية الايجابية الصادرة عن دول المنطقة في الفترة الاخيرة. و ارتفعت ثقة الاعمال في المانيا اكبر اقتصادات اوروبا علي غير المتوقع في ابريل الي ثاني اعلي مستوياتها علي الاطلاق في الوقت الذي رفعت فيه المؤسسات الاقتصادية الرئيسية الخمسة تقديرها للنمو الالماني هذا العام الي 2.4 % من 1.4 %. و تمثل المانيا نحو ثلث اقتصاد المنطقة. و اشار المفوض الاوروبي للشئون المالية جاك المونيا الي انه من المتوقع ان ترفع المفوضية الاوروبية تقديرها للنمو لمنطقة اليورو في 2007 علي خلفية متانة النمو الالماني. و سجلت المنطقة نموا ب 2.7 % في 2006 الاسرع منذ ستة اعوام. و لم يتجاوز ايقاع النمو في الولاياتالمتحدة 0.3 % في الربع الاول فيما يعد ابطء معدلاته منذ اربعة اعوام و هو ما قفز باليورو الي 1.3684 دولار نهاية الاسبوع الماضي. و تقدر المفوضية ايقاع النمو الاوروبي في الربع الاول ب 0.6 %. و علي الجانب الاكثر تفاؤلا توسع اقتصاد بريطانيا التي تعد اكبر مشتري صادرات دول اليورو ب 0.7 % في الربع الاخير متفوقا علي تقديرات المحللين. و تعطي قوة النمو الاقتصادي الشركات وازعا لرفع الاسعار كما تعطي للعاملين فرصة اكبر للمطالبة برفع الاجور. و في هذا الاطار اشار محافظ الاوروبي المركزي جان كلود تريشيه الي احتمال قيام البنك برفع الفائدة في يونيو للمرة الثامنة منذ ديسمبر 2005 للسيطرة علي التضخم . المعروض النقدي و مما يعزز مخاوف البنك صعود المعروض النقدي الذي يستخدمه البنك كمعيار للاتجاه المستقبيل للتضخم علي غير المتوقع في مارس مسجلا اعلي مستوياته في اكثر من اربعة و عشرين عام. و وفقا لبيانات رسمية ارتفع المعروض النقدي ( م3) ب 10.9 % في مارس في الوقت الذي توقع فيه المحللون تراجع ايقاع نموه الي 9.8 % من 10 % في فبراير.