تراجع الإنتاج الصناعي الألماني للشهر الثاني في ديسمبر

سجل مستوي الإنتاج الصناعي في ألمانيا - الاقتصاد الأوروبي الأكبر - تراجعا بشكل غير متوقع وللشهر الثاني في ديسمبر مشيرا الي تباطؤ النمو في الربع الأخير من 2005.
واظهر بيان وزارة الاقتصاد والتكنولوجيا الألمانية انخفاض الإنتاج ب 0.5% مقابل نوفمبر والذي كان انخفض بدوره ب 0.4% في الوقت الذي توقع فيه الاقتصاديون ارتفاعا قدره 0.7%. ولم يكن قد توقع أي مسح تراجع في الإنتاج الصناعي.
وجديرا بالذكر فقد قررت مؤسسة "ديملر كرايسلر" لصناعة السيارات الفاخرة ماركة "مرسيدس بنز" و غيرها من الشركات الي الاستغناء عن بعض الوظائف في قطاعاتها لزيادة الأرباح وحث المستهلكين علي الإنفاق. وتوقعت مؤسسة "اتش دبليو دبليو أي" الاقتصادية ومقرها الرئيسي هامبرج ان يتسع النمو الي أسرع إيقاعاته في ستة أعوام في 2006.
وأوضح التقرير انخفاض الإنتاج في البضائع الرئيسية مثل الالآت ب 2.4% في ديسمبر مقابل نوفمبر. وتراجع إنتاج السلع الاستهلاكية ب 0.2% و هبط إنتاج قطاعي التصنيع والتعدين ب 0.8% خلال الشهر.
وفي نفس الوقت اشار البنك المركزي الألماني في تقرير له ان تباطؤ النمو الألماني ربما كان "حادا " في الربع الأخير من العام الماضي. وقال بيان الوزارة ان طلبيات قطاع التصنيع انخفضت لأول مرة في أربعة أشهر في ديسمبر يقودها التراجع في الطلب الخارجي.
و تتعارض نتائج التقرير مع زيادة تفاؤل الشركات بشان أداء الاقتصاد هذا العام . وتزامن مع صدور تقرير وزارة الاقتصاد ظهور بيانات إيجابية عن شهر يناير حيث ارتفعت ثقة الشركات الألمانية الي اعلي مستوي لها في اكثر من خمس سنوات خلال الشهر بينما اتسع قطاعي التصنيع والخدمات في منطقة اليورو في ظل نمو الصادرات.
مخاطر
وقال "جواكين آلمونيا" مفوض الشئون النقدية في الاتحاد الأوروبي بخصوص النمو الأوروبي "المخاطر واضحة" . وأضاف :"نستطيع تحسين توقعاتنا إذا استمر هذا التقدم في تحسن الثقة والاستثمار.
البنك المركزي الأوروبي
وصرح البنك المركزي الأوروبي بأنه سيبقي حذرا حول الضغوط التضخمية وذلك عقب تفضيله إبقاء سعر الفائدة عند نسبة 2.25 في المائة.
ويتوقع البنك المركزي أن يصل النمو الاقتصادي للدول الأوروبية الاثني عشر إلي 1.9 % مقارنة ب 1.4% المسجلة خلال 2005.
" ان البنك مستعد في أي وقت" لمعدل الفائدة هكذا صرح "جون كلود تريشية" رئيس البنك المركزي الأوروبي في لقاء معه حول موقف البنك نحو معدل الفائدة. وأضاف :" البنك نشيط ونحن ننظر الي الحقائق والنتائج" .
وقد رفعت مؤسسة "اتش دابليو دابليو أي"من توقعاتها للنمو الألماني هذا العام للمرة الثانية في سبعة أسابيع الي 1.5% من 1.4%. وزادت شركة "يو بي اس" من تقديراتها للنمو الاقتصادي في منطقة اليورو الي 2.1% من 1.8% بفضل اتساع النمو الألماني.
وصرحت شركة "بايرتشي موتورن ويرك" او " بي ام دابليو "- أكبر شركة لصناعة السيارات الفاخرة في العالم - ان مبيعاتها في شهر يناير ارتفعت ب 15%. وقال ميشيل جانال رئيس قسم المبيعات والتسويق ل "بي ام دبليو" ان الشركة - ومقرها الرئيسي في ميونخ - تخطط لزيادة أرباحها المستقبلية هذا العام.
اليورو
ومما ساعد علي زيادة أرباح الشركات وجعل الصادرات أكثر تنافسا في الأسواق العالمية تراجع اليورو ب 6% أمام الدولار العام الماضي. الا انه ساهم في صعود تكاليف واردات الطاقة مما رفع معدل التضخم .
بطالة
وقد أعلنت شركة "ديملر كرايسلر" انها استغنت عن 14500 موظف منذ سبتمبر لخفض تكاليف تراجع الطلبيات. وفي الوقت نفسه ارتفع معدل البطالة في يناير علي نحو غير متوقع الي 11.3 % من 11.2%. وسجل معدل البطالة في منطقة اليورو 8.4%.
الإنفاق
وقد انخفضت قوة الإقبال الشرائي للمستهلكين مع استغناء أكبر شركات الدولة عن عمالها بالإضافة إلي ارتفاع أسعار النفط. واعتمد نمو الاقتصاد الألماني علي الصادرات بعد ان ضعفت ثقة الاستهلاك الأسري المعزز للأنفاق. وأوضح مسح اجري علي مديرو المشتروات تباطؤ نمو مبيعات التجزئة الألمانية في يناير.
النفط
وقد أدي ارتفاع أسعار النفط الي الضغط علي البنك المركزي الأوروبي لرفع معدل الفائدة. وقد سجل متوسط معدل التضخم 2.2% في 2005 متجاوزا المعدل المستهدف للبنك المركزي البالغ 2% للعام السادس. وفي يناير اتسع التضخم الي 2.4% مقابل 2.2% في ديسمبر.
وقد راهن المستثمرون علي ان يرفع البنك معدل الفائدة الي 2.5% في نهاية الربع الأول من العام الحالي وان يصل علي الأقل إلي 2.75% في نهاية عام 2006.
و من المنتظر ان يجتمع أعضاء مجلس تحديد الفائدة التابع للبنك المركزي الأوروبي والمكون من ثمانية عشر عضوا في الثاني من مارس المقبل .