اتجهت البورصات العالمية نحو الهبوط خلال تعاملات الأسبوع بعدما استطاعت أن تحقق مكاسب علي مدار الأسابيع الخمسة السابقة بعدما تأثرت ببيانات سلبية عن أداء الاقتصاد الأمريكي (أكبر اقتصاد في العالم) بالإضافة إلي ارتفاع أسعار النفط بنحو 2% خلال تعاملات هذا الأسبوع مما أضفي مزيداً من أجواء التشاؤم علي تلك البورصات. وول ستريت شهدت الأسهم الأمريكية هبوطا خلال تعاملات الأسبوع المنصرم لتوقف بذلك مكاسبها التي استمرت علي مدار الأسابيع الخمسة الماضية وهي أطول فترة من الانتعاش 2005 بعد أن أظهرت بيانات عن التصنيع والإنفاق الاستهلاكي تشير إلي أن الاقتصاد الأمريكي من المحتمل أن يشهد تباطؤاً في النمو بشكل قد يؤثر علي أرباح الشركات. وقادت شركات مبيعات التجزئة الهبوط بعدما أن أعلنت وول مارت أكبر شركة للبيع بالتجزئة في الولاياتالمتحدة والعالم توقعات مبيعات شهرية تعد الأسواء منذ نحو عشرة أعوام في الوقت الذي تراجع فيه مؤشر لثقة المستهلك بشكل غير متوقع خلال أكتوبر الماضي. وأدت بيانات إيجابية عن سوق العمالة أظهر ارتفاعاً في تكاليف العمالة وهبوط البطالة في أثارة مخاوف المستثمرين من قيام الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الامريكي) باستئناف عملية زيادة اسعار الفائدة. وأغلق مؤشر داو جونز الصناعي لأسهم الشركات الأمريكية الكبري تحت مستوي 12000 نقطة للمرة الاولي منذ منتصف أكتوبر بعد أن واصل الهبوط لسادس جلسة علي التوالي في أطول سلسلة انخفاضات منذ يونيو 2005. وخلال تعاملات الجمعة هبط مؤشر داو جونز بنحو 32.50 نقطة أي بنسبة 0.27% ليصل إلي 11986.04 نقطة كما انخفض مؤشر ستاندارد اند بورز الاوسع نطاقا بنحو 3.04 نقطة أو 0.22% ليغلق علي 1364.30 نقطة فيما أنهي مؤشر ناسداك المجمع لاسهم التكنولوجيا تعاملاته منخفضا بنحو 3.23 نقطة أو 14.0% ليبلغ 2330.79 نقطة. أما خلال تعاملات الأسبوع فأن داو خسر منخفضا 9.0% فيما تراجع ستاندار اند بورز حوالي واحد بالمائة وناسداك 0.8%. وكانت التوقعات بتحقيق الشركات الأمريكية أرباح تتجاوز التوقعات وأن هبوط أسعار النفط سيدعم النمو الاقتصاد الأمريكي دون زيادة التضخم قد دفعت داو جونز لتحقيق مستوي قياسي مع نهاية تعاملات يوم 26 أكتوبر الماضي في حين سجل مؤشر اس اند بي أعلي مستوي له منذ نوفمبر 2000 خلال نفس اليوم. ومنذ ذلك الحين ومؤشرات البورصة الأمريكية تتراجع علي خلفية بيانات أظهرت أن الاقتصاد الأمريكي يشهد ابطأ نمو له خلال ثلاثة أعوام. وأظهرت بيانات ان الانتاج الصناعي الأمريكي قد نما في أكتوبر علي نحو هو الأضعف من نوعه خلال ثلاثة اعوام. وسجل المؤشر الخاص الانتاج الصناعي نحو 51.2 نقطة في أكتوبر مقابل 52.9 نقطة في سبتمبر وهو ما جاء دون توقعات المحللين بأن يسجل 53 نقطة. وجدير بالذكر أنه إذا تجاوزت قراء المؤشر 50 نقطة فإن ذلك يعني حدوث نمو في الإنتاج. من ناحية أخري هبط سهم وول مارت بنحو 3.6% ليصل إلي 47.53 دولار مسجلاً أسواء أداء في مؤشر داو بعدما ذكرت الشركة أن تقديرات مبيعاتها في متاجرها التي فتحت خلال العام الأخير ستبقي كما هي بسبب مبيعات الملابس المخيبة للآمال. لهذا الإعلان يعني ان وول مارت تتجه نحو أسوأ أداء له من حيث المبيعات منذ أبريل 1996. الأسهم الأوروبية ولم يختلف السيناريو في البورصات الأوروبية كثيراً إذا عجزت تلك الأسهم عن مواصلة مكاسبها للأسبوع السادس بسبب البيانات المالية المحبطة لبعض الشركات وهبوط ثقة المستهلك والإنتاج في أمريكا. وقاد الهبوط خلال تعاملات الأسبوع الماضي كل من سهم نوكيا أكبر شركة مصنعة للهواتف المحمولة في العام ، وسيمنس أكبر شركة هندسية في أوروبا. وهبط مؤشر داو جونز ستوكس600 بنحو 0.1 خلال تعاملات الأسبوع ليصل إلي 354.33 نقطة منهياً أطول فترة من الارتفاع له منذ فبراير الماضي. كما فقد مؤشر ستوكس 50 نحو 3.0% من قيمته. أما بالنسبة للبورصات المحلية الرئيسية فقد تراجع نحو 11 من بين 18 بورصة في دول أوروبا الغربية حيث تراجع مؤشر كاك 40 في بورصة باريس بنحو 1.1% كما انخفض مؤشر داكس في فرانكفورت بنحو 3.0% أما مؤشر اف تي للشركات المائة الكبري فقد هوي بمقدار 0.2%. وفقد سهم نوكيا نحو 4.2% من قيمته خلال الأسبوع المنصرم فيما فقد مؤشر سيمنس نحو 1.3%. في حين هوي سهم بريتش إير وايز بنحو 8.2% بعدما ذكرث ثالث أكبر شركة طيران في أوروبا أن أرباحها خلال الربع المالي الثاني تراجعات بشكل غير متوقع بعد تراجع الطلب علي السفر عقب الكشف عن مؤامرة تدعي السلطات البريطانية أنها أحباطتها كانت تستهدف تفجير 10 طائرات كانت متجهة للولايات المتحدة في الجو. وبلغ صافي دخل الشرمة نحو 165 مليون جنيه استرليني وهو ما جاء دون توقعات المحللين بأن تسجل 192 مليون جنية استرليني. الأسهم الآسيوية علي جانب أخر سجلت الأسهم الآسيوية أول تراجع لها خلال ستة أسابيع بعد أن قاد التراجع أسهم الشركات المصدر لمعظم انتاجها وعلي رأسها شركتا كانون وسامسونج. وتراجع مؤشر مورجان ستانلي كابيتال انترناشونال اسيا باسيفيك بنحو 0.6 خلال تعاملات الأسبوع الماضي ليصل إلي 132.53 نقطة متوقفاً عن مكاسبه التي حققها خلال أطول فترة من الانتعاش له منذ نحو عام. أما في بورصة هونج كونج فقد انتعش مؤشر هانج سنج إلي مستوي قياسي خلال الثلاث جلسات الأخيرة من تداول هذا الأسبوع وسط آمال بأن يؤدي بيانات تشير إلي تباطؤ الاقتصاد الأمريكي إلي قيام البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة. كما استطاع مؤشر بورصة الفلبين التقدم للجلسة 11 علي التوالي مسجلاً اعلي مستوي له منذ يوليو 1997. وهوي سهم كانون أكبر شركة في العالم مصنعة للكاميرات الرقمية بمقدار 2.3% خلال الأسبوع الحالي. أما سهم سامسونج الكترونيكس أكبر شركة مصنعة للشاشات والهواتف المحمولة في آسيا بمقدار 1.5%.