وقع المنتفعون بالتأمين الصحي بين أمرين خيرهما مر.. حيث السلبيات التي تحيط بالواقع المتردي للتأمين الصحي الحالي، وسيناريو الخصخصة الواضح في سياسة الحكومة والذي سيحول صحتهم إلي سلعة في السوق تخضع لمعايير العرض والطلب. ورغم كل السلبيات وسهام النقد التي وجهها المنتفعون للنظام الحالي للتأمين الصحي إلا أنهم أبدوا رفضا شديدا لقرار تحويل هيئة التأمين الصحي إلي شركة قابضة مستندين علي خبراتهم الفطرية والتي صدرها لهم مصير شركات القطاع العام التي تحولت إلي شركات قابضة حيث انتهي مصيرها إما بالاغلاق أو الخصخصة وتشريد معظم العمال فيها. المنتفعون وبالنسبة لآراء المنتفعين من التأمين الصحي في قرار رئيس الوزراء الخاص بتحويل القطاع إلي شركة قابضة وكذلك رأيهم في جودة الخدمة المقدمة لهم حاليا ومدي استفادتهم الحقيقية من نظام التأمين الصحي القائم فإن محمد محمد بخيت "مهندس زراعي بالمعاش" وأحد المستفيدين بنظام التأمين الصحي يؤكد انه بالفعل يستفيد من علاجه من خلال التأمين الصحي والذي ييوفر عليه الكثير من النفقات التي كان من الممكن ان يتحملها في حالة توجهه للعلاج علي نفقته الخاصة بعيداً عن التأمين، فالتأمين الصحي كما يقول بخيت رغم ان به بعض المساوئ إلا أنه يوفر لهم العلاج والكشف بسعر مناسب وكذلك الأدوية والتي يتم صرفها من خلال المستشفيات التابعة للتأمين أو من خلال العيادات الخارجية. وحول قرار رئيس الوزراء الخاص بتحول التأمين إلي شركة قابضة فإن بخيت يقول انه يخشي من أن يكون ذلك القرار تمهيداً لخصخصة التأمين الصحي فيما بعد، حيث يشير إلي أن الخصخصة ربما تكون ايجابية ولها دور فعال في مجالات كثيرة أما في الصحة فإن المسألة في حاجة إلي اعادة نظر لأن العلاج لابد ان يكون متوفراً للجميع، وهي المسألة التي سيصعب تحقيقها في حالة خصخصة القطاع الصحي. الإصلاح وعن رؤيته للمطلوب لاصلاح أوضاع التأمين الصحي بعيدا عن تحويله إلي شركة قابضة فإن بخيت يؤكد ان هناك خطوات كثيرة يمكن ان تتخذ في ذلك الشأن وتعود بالصالح علي التأمين الصحي مثل: دراسة تجارب التأمين الصحي الناجحة في بعض الدول ومحاولة الاقتداء بها والتعرف علي السلبيات الموجودة لدينا ومعالجتها. الاقتراحات وعن اقتراحاته الخاصة لتطوير بعض السلبيات يلمسها من خلال تعامله فإنه بخيت يقول انه يتمني ان يقوم التأمين الصحي بإنشاء عيادات له في الأحياء المختلفة لخدمة المواطنين ولاسيما المسنين والمعاقين والذين يتحملون مشاق الذهاب إلي المكان الذي يتواجد به التأمين الصحي التابعين له، وهو الأمر الذي سيسهم في تخفيف التكدس المتواجد حاليا بمستشفيات التأمين الصحي. سلبيات النظام الحالي وكذلك فإن محمد ربيع محمد "موظف بالمطابع الأميرية" يؤكد هو الآخر استفادته من التأمين الصحي رغم وجود بعض السلبيات به مثل اهمال الاطباء فهو كما يقول ان ما يعاني منه حاليا هو نتيجة خطأ طبيب حيث انه تحول من مستشفي إمبابة العام بتقرير كسر بعظمتي أعلي السابق لأن المستشفي رغم انها حكومية الا انها قالت له أنها ليس بها دعم إلي مستشفي 6 أكتوبر وكان من المفترض ان يتم عمل عملية له ولكن أطباء المستشفي اكدوا له أنه ليس في حاجة إلي عملية وتم عمل جبس له، وبعد مضي ستة أشهر قالوا له إن العظمة "لحمت خطأ" وبالتالي قالوا انه سوف يحتاج إلي عملية فتح وتثبيت وبعد اجراء العملية له فإن هناك أطباء يقولون له ان الحالة مستقرة واطباء آخرين يقولون له انه يجب ألا يقف!! بداية للخصخصة وبالنسبة لقرار رئيس الوزراء فإن ربيع يؤكد انه يرفض تماما مثل هذه الاجراء لأنه بالطبع بداية التحول إلي الخصخصة، مشيرا إلي أن العلاج الحالي في ظل التأمين الصحي ليس مجاناً بشكل مطلق فهناك رسوم يتم دفعها لدخول أي مستشفي لا تقل عن 5 جنيهات، كما ان هناك "أشعات" يتم عملها وكلها علي نفقة المريض، وهناك أدوية احيانا لا تكون متوافرة بالتأمين الصحي ويقوم المريض بشرائها وبالتالي فماذا سيكون الوضع عليه في حال وجود خصخصة وكيف سيتحمل المواطن البسيط تكاليف العلاج والأدوية الباهظة وحده بدون تأمين؟! الخدمة العلاجية ويؤكد كمال محمود "معاش مبكر بشركة الجمهورية العامة للمقاولات" انه يستفيد استفادة كاملة من التأمين الصحي الحالي في ظل الخدمة العلاجية التي يتلقاها في حالة معاناته من أية اصابة او شكوي مرضية ولذلك فهو يعارض وبشدة اتجاه الحكومة لتحويل التأمين الصحي إلي شركة قابضة لأنه يري ان ذلك ربما يكون بداية للخصخصة وهو الاتجاه الذي سيتسبب لا محالة في رفع تكلفة الخدمة الصحية علي المواطنين البسطاء. تصحيح الأوضاع ويعود محمود مرة أخري للحديث عن الشركة القابضة المزمع اقامتها ويشير إلي انه اذا كانت هذه الشركة لن تؤدي إلي الخصخصة فيما بعد فربما يساعد ذلك إلي أنه كان يعمل بشركة قطاع عام وتحولت إلي قابضة وقد ساعد ذلك في توفير امكانيات افضل لها، ول