حوار مع النفس! اتهم "ميخا لندنشتراوس" مراقب الدولة في إسرائيل رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بالفساد والكذب والتضليل. وقال أيضاً إن في إسرائيل اليوم قادة يشكلون قدوة سيئة لا يمكن أن يحتذي بها الإسرائيليون من أمثال الرئيس موشيه كاتساف المتهم في فضائح اغتصاب، وأولمرت الذي ورد اسمه في قضايا فساد عديدة. وكان أولمرت قد هاجم بشدة مراقب الدولة ويتهمه بأنه علي خلاف شخصي معه. في حين يقول مراقب الدولة إن أولمرت يضلل الإسرائيليين بأكاذيب وأنه فقد حسه الخلقي. ماذا يعني كل ذلك؟! وما هو رأي رجل الشارع الإسرائيلي؟! الناس هناك تعلق بالقول: بعيد هو الزمان الذي كان فيه القادة الإسرائيليون، أمثال مؤسسي دولة إسرائيل ديفيد بن جوريون، وجولدا مائير، ومناحم بيجين، يعيشون في تقشف. وهو زمن لم تكن توجد فيه الكلمة التي تسربت إلي جميع الطبقات في إسرائيل "كلمة الفساد". ولقد كان وزير المالية الإسرائيلي أهارون زليكا قاطعا حين قال: "قديماً كنا نحن الإسرائيليين نشعر بالإهانة عند تشبيهنا بجمهوريات أمريكا الجنوبية، واليوم لابد أن الأمريكيين الجنوبيين يشعرون بالإهانة لتشبيههم بنا". وأعرب زليكا عن دهشته من أن إسرائيل تحتل المرتبة الرابعة والثلاثين فقط في القائمة المكونة من 163 دولة في التصنيف الدولي للفساد والشفافية للعام الماضي 2006. وفي الأيام الأخيرة كان هناك سيل من الفضائح بدءاً من التحقيقات المحتمل إجراؤها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، فهناك اتهامات بالتنصت غير القانوني، وتعيينات تحوطها الشبهات في قيادات الأمن، واتهامات بالرشوة والغش والتدليس موجهة ضد كبار مسئولي وزارة المالية بالمشاركة مع مديرة مكتب إيهود أولمرت، ومثول وزير العدل السابق متهماً بتقبيل فتاة، وإلقاء القبض علي لاعب كرة قدم متهماً بالتحايل لتشكيل فرق من العصابات الإجرامية. وفي مقال له بعنوان: "دولة عفنة" قدم الصحفي بن كاسبيت ثلاثة تفسيرات للفساد الضارب في إسرائيل قائلاً: "إن هناك ثلاثة احتمالات لهذا الفساد هي: 1 أن الفساد قد استشري بدءاً من قاع المجتمع الإسرائيلي وحتي قمته. 2 أن البوليس يسعي دائماً وراء ما يدغدغ المشاعر. 3 من المؤسف أن يكون الاحتمال الثالث هو أن الاحتمالين الأول والثاني صحيحان. ولقد خضع الرئيسان الإسرائيليان الأخيران للتحقيقات التي خضع لها أربعة من رؤساء الحكومة أيضاً، كما تورط أكثر من ثلث نواب الكنيست في نشاطات بوليسية وكذلك فقد استقال الرئيس الإسرائيلي السابق عيزرا وايزمان عام 2000 بعدما تم التحقيق معه لتلقيه مليون دولار من أحد رجال الأعمال. ووعد خليفته موشيه كاتساف بسنوات هادئة من حكمه حتي تفجرت منذ شهور قضية اغتصاب وتحرش جنسي بعدد من سكرتيراته وسيتقرر قريبا إذا ما كان سيتم تقديمه للمحاكمة. وكذلك فقد رئيس الوزراء السابق إيهود باراك منصبه إثر هزيمته في الانتخابات بعد تحقيقات أجريت معه حول تمويل غير قانوني لحملته الانتخابية. كما تورط سلفه بنيامين نتنياهو في عدد من القضايا من بينها قضية "بار أون" التي يفترض فيها أن أحد القادة الدينيين المتشددين قد قام بالضغط عليه حتي يقوم بتعيين أحد أصدقائه كوكيل للنائب العام لكي يساعده. أما آرئيل شارون "2001 2006" فإنه يعد بالنسبة للكثيرين رمزاً للفساد، بالنسبة لشعبيته والأغلبية البرلمانية التي كان يتمتع بها، تحولت اللجنة المركزية لحزب الليكود إلي دولة داخل الدولة، حيث كان توزيع المناصب والرواتب والوظائف أمراً معتاداً، ولذلك وبفضل ولدي شارون اللذين لم يكونا يفارقانه، وظلا معه حتي إدخاله المستشفي فقد تعرضا للتحقيق بتهم الرشوة والتمويل غير المشروع. والآن فإن تهم الفساد تقترب من أولمرت الذي طالما اعتز باتصالاته العالية، وبولعه بالسجائر الفاخرة والمطاعم الفخمة، وربما يتم فتح التحقيق معه حول عدد من القضايا، من بينها جريمة سوء استغلال السلطة في عملية خصخصة البنك الوطني الإسرائيلي عندما كان وزيرا للمالية. ويقول ديفيد وهو طالب بكلية الحقوق إشارة إلي قول بن جوريون في الخمسينيات "ستصبح إسرائيل دولة طبيعية فقط عندما تلقي القبض علي لصوصها وعاهراتها"، إن إسرائيل بالفعل دولة طبيعية، وضحك ديفيد عندما رأي تعليقاً فكاهياً علي صورة تجمع بين أولمرت مع أحد زائري إسرائيل وعليها تعليق يقول فيه أولمرت: لقد قررنا الإفراج عن آلاف الأسري الفلسطينيين لأننا بحاجة عاجلة إلي سجون لمواطني إسرائيل!!