اليوم: الاثنين 26 مارس 2007 يوم مهم في حياتنا كمصريين نسكن هذا الوطن وبالأحري يسكننا هذا الوطن. وكل وطن جدير بمواطنيه واشتراك شرائح هذا الشعب في الإستفتاء علي التعديلات الدستورية هو من صميم "المواطنة" بأعمق معانيها. وبدلا من أن نلوك الكلمة داخل حلوقنا وأحيانا نتجه الي لعبة التنظير، فإن الأفضل والأهم ان نجسدها.. فعلا الشعوب المتقدمة، الأفعال لديها أهم من الأقوال علينا قليلا أن نتخلي عن أسواق الكلام، مثل أسواق عكاظ صباح الاستفتاء.. يا وطن. أن نذهب ونقول رأينا في هذه التعديلات سواء قلنا "لا" أو "نعم" قيمة تضاف إلي رصيد المواطنة، فكلما كانت المواطنة عالية، ارتفع قدر هذا الوطن إن كلمة لا للتعديلات الدستورية من شعب ناضج لها وزنها، وبالمثل كلمة "نعم" من شعب تعدي مرحلة المراهقة السياسية لها وزنها إن نمارس حقا منحه لنا الدستور يجعل للتعديلات الدستورية احتراما وهيبة أما التحرش السياسي بالتعديلات في وسط البلد فهذه أمور المراهقة بعينها المقاطعة للاستفتاء مراهقة سياسية ولا أظن أن شعبنا بلغ من السذاجة لكي يسير وراء يفط لا تري المستقبل جيدا يفط تردد شعارات جوفاء رنانة.. هل ترفض هذه التعديلات؟ هنا اذهب إلي صناديق الاستفتاء؟ وقل لا بالفم المليان.. نحن يا سادة لا نعيش وحدنا نحن جزء من هذا العالم.. واحلم بان يرانا العالم في أفضل صورة والمقموص ليس سياسيا ولم يشتغل بالسياسة لأنه آثر الموقف السلبي وهو المقاطعة المقموص هو العاجز عن ابداء الرأي هو الذي يهز اكتافه قائلا "وأنا مالي" وفي طفولتي كانت هناك عبارة يرددها الاطفال: "فيها لا خفيها" أي ان السياسي الذي يقاطع الاستفتاء يقول بالضبط "فيها لا خفيها" مع انه يستطيع أن يشارك مهما كانت النتيجة. صباح الاستفتاء.. يا وطن مبارك يملك ان يري الصورة أوضح بحكم موقعه وإذا كان قائد بلدي يملك البصر والبصيرة وقادر علي الرؤية فهو الذي فتح علي نفسه وعلي النظام ابواب الجحيم يوم أعلن عن تعديل المادة 76 وليس ما فعله مبارك نوعا من المن الرئاسي لكنه واقع أتي به حاكم مصر وليس أي حاكم قبله ونعلم ان الاحزاب في مصر ورقية وهشة ولا نمتلك إلا صحفا وحناجر مدربة ويدرك القائد هذه الحقيقة بجلاء ووضوح. صباح الاستفتاء.. يا وطن إنني ألاحظ في الفترة الأخيرة ملاحظتين الأولي: ان الشعب البسيط الذي يمثل كتلة عددية متهم بانه بعيد عما يجري في هذا البلد وانه "مش فاهم ايه اللي بيحصل" والذي افهمه انهم يريدون وصف الإنسان البسيط انه قروي ساذج! الملاحظة الثانية: هي العزف بشدة علي "اوجاع" هذا البلد وتقديم نماذج مطحونة من الناس لتغذي كراهية الحاضر. ولست أتصور أن الحياة في مصر بمبي فعندنا أوجاع ومشاكل شأننا شأن كل بلد من بلدان العالم الثالث.. من هنا أقول إن بسطاء مصر "مثقفون" بالفطرة نعم، اجزم ان بسطاء هذا البلد ربما اكثر حكمة وفهما من مثقفيها ذوي الأقلام والميكروفونات والعدسات والحناجر.. بسطاء مصر لديهم الحس السياسي بالفطرة ويدركون ان الدولة "الدينية" هي انتكاس لهذا البلد. صباح الاستفتاء.. يا وطن اذهب وقل رأيك لأنك -بموقفك الايجابي- ستكون محل احترام العالم الذي يرانا.