ما إن يأتي مارس من كل عام حتي انظر الي النتيجة وانتظر يوم التاسع من هذا الشهر، ففيه افتقدت رجلا لم التق به وجها لوجه ولكني لمست اثره واثاره في لحظات كان اليأس فيها قد استبد بالمصريين والعرب جميعا انه الفريق اول عبدالمنعم رياض الذي اعاد للعسكرية رونقها بعد هزيمة 1967 وكلما استبد بي الزهق مما يحدث علي ارض الواقع اجد ملاذا من كل ضيق في مجلد اصدرته الشئون المعنوية للقوات المسلحة منذ سنوات مكون من اربعة اجزاء كي اقر للمرة الألف او ما بعد الاف مشهد جلوس عبدالمنعم رياض بعد انتهاء القبض علي اعضاء مؤامرة مكتب المشير عامر جلس الرجل في مكتبه كي يراجع كل ملفات ضباط الجيش المصري ليستعد لجولة استرداد الارض. وهو - بعيدا عن ملفات القوات المسلحة - ومن لسان تلميذه العميد عدلي شريف كان من طبق في اول هجوم علي الجانب الشرقي من قناة السويس اول دروس المدفعية، فهناك درس اسمه البيان اي ان تخرج المدفعية الي سطح الارض وتضرب علي الهدف بشكل مباشر وهو ما يتعلمه اي جندي في بدء التحاقه بالسلاح وفعل ذلك بعد ان قاس مستطيل الهواء - افتراضيا - الموجود فوق القوات الاسرائيلية التي علي الضفة المقابلة، ولم يصدق الاسرائيليون ان يلحق بهم درس البيان البدائي كل تلك الخسائر في يوم واحد، ولذلك اختاروا سيارته المميزة كي يفرغوا من فوقها الهواء فاستشهد الرجل الذي سمعت بأذني ابا ابيان وزير خارجية اسرائيل علي منصة الاممالمتحدة بعد فرض قرار 242 الشهير وهو يقدم الاحترام لعقل وقوة الخصم عبدالمنعم رياض وهو من نقل الي العالم ان عبدالمنعم رياض الذي قاد المدفعية الاردنية في عام 1967 كانت اصوات المدافع مسموعة في بيت موسي شاريت رئيس وزراء اسرائيل في تلك الايام. تأتي ذكري البطل عبد المنعم رياض في هذه الايام التي نقرأ فيها عن قتل بن اليعازر لجنود عزل في العريش وكأنهم ارادوا بذلك ان ينقلوا حالة من الاهانة لنا ونحن نسعي بالجهد كي نوقف نزيف الدم المهدر في فلسطين وكأنهم يذكروننا بأنهم انتصروا ذات يوم. وبطبيعة الحال هم يعلمون ايضا اننا انتصرنا في اكثر من يوم ولم نفعل في الاسري ما فعلوه، بل ان واحدا منهم من فرط حسن المعاملة تحول الي صديق للمصريين حتي اتهم بانه جاسوس لمصر واعني به العقيد عساف ياجوري الذي اصبح عضوا في الكنيست فيما بعد واظن انه توفي منذ فترة ليست وجيزة.. اثق ان درس العلم الذي تركه لنا عبدالمنعم رياض هو الدرس الذي يجب ان نتذكره دائما، لان الرجل عن طريق العلم التطبيقي رسم خطوة اولي لاسترداد المصريين وبالتالي العرب لثقتهم بأنفسهم، لقد اكمل القادة المشوار.. فهل تعني ذكري الرجل يقظة للثقة بالنفس؟