بدأت البورصة المصرية تستعيد عافيتها تدريجيا فعمليات التجميع التي شهدتها أسعار الاسهم علي مدار الاشهر الماضية أوجدت نقاط دعم قوية للسوق، ويري الخبراء أن كثيراً من الاسهم لم يرتفع حتي الان خاصة علي صعيد الاسهم القيادية في السوق وهو ما يعني ان فرص استمرار انتعاش السوق مستمرة وقوية. فقد شهد مؤشر البورصة الرئيسي كاس 30 الذي يقيس أداء 30 شركة الاكثر نشاطا في البورصة من حيث كمية التداول خلال الفترة الماضية ارتفاعا ملحوظا غير ان هذا الارتفاع لم يعكس اثاره الايجابية علي اسعار الاسهم المدرجة بالصورة المرضية. وتوقع الخبراء مزيدا من الصعود للسوق بدعم من نتائج أعمال الشركات التي تشير الاحصاءات إلي أنها مبشرة وتساعد بشكل كبير المؤشر علي تخطي حاجز نقطة .. الا ان البعض يري ان درجة التفاعل ما بين المستثمرين والاخبار المتعلقة بنتائج اعمال الشركات لا تزال محدودة وهو ما قد يؤدي الي الحد من آثارها علي تحركات الاسهم سواء جاءت ايجابية أو سلبية . ورأوا أن هناك الكثير من القرارات والأنباء الأيجابية تدعم صعود السوق علي رأسها قرار تخفيض الجمارك علي السلع وخفض سعر الفائدة علي الودائع كذلك تطبيق معايير الملاءة المالية لشركات الاوراق المالية التي اعتبرها البعض طوق النجاة للسوق وللمتعاملين ولشركات السمسرة ايضا من جانبه أشار محمد ماهر رئيس مجلس ادارة شركة برايم لتداول الاوراق المالية أن السوق يترقب إعلان نتائج الأعمال السنوية للشركات والتي تشير التوقعات الي أن أغلبها سيكون قياسيا في معدلات النمو قياسا علي الشركات التي اعلنت نتائجها فعليا . وتوقع ماهر تحسن أداء البورصة المصرية بدعم من بدء الاعلان عن نتائج الاعمال السنوية والنصف السنوية للشركات والتي ستكشف عن العديد من المؤشرات والتي ستبلور الاتجاه نحو الارتفاع . ولفت الي أن الأرقام تؤكد وجود عمليات شراء قوية يقوم بها المستثمرون الأجانب في اتجاه لاقتناص فرص هبوط الاسعار التي تراجعت كثيرا عن قيمها العادلة علي الرغم من توقعات نتائج أعمالها الأيجابية . وأكد ماهر أن قطاع الخدمات المصرفية سيكون علي رأس القطاعات التي ستحقق نموا في ارباحها عن العام الماضي بعد النتائج الهائلة التي حققها نتيجة عمليات اعادة الهيكلة الشاملة التي قام بها خلال الفترات الماضية. مشتريات الأجانب وفي المقابل أشارت مريان عزمي المحلل المالي بشركة مترو لتداول الأوراق المالية الي ان قرار خفض الجمارك والتراجع المتوقع في التضخم له مردود ايجابي علي سوق المال أكثر من نتائج الأعمال حيث ان قرارات خفض الجمارك تظهر جدية الحكومة في عمليات الاصلاح وبالتالي قد يسهم القرار في جذب استثمارات اجنبية جديدة للسوق المصري وظهر واضحا من الارتفاع المباشر لعمليات شراء الاجانب بعد صدور القرار مباشرة ورغم مبيعات العرب والمصريين . وأشارت الي ان المستفيد الاكبر من خفض الجمارك سيكون الشركات الصناعية التي تستورد خامات من الخارج وبالتالي سيزيد هامش الربحية المتوقع لها عن عام 2007 وأكدت مريان أن درجة التفاعل ما بين المستثمرين والاخبار المتعلقة بنتائج اعمال الشركات لا تزال محدودة وهو ما قد يؤدي الي الحد من آثارها الفعالة علي تحركات الاسهم سواء جاءت ايجابية أو سلبية. طوق النجاة للسوق وفي المقابل أشار هاني زارع مدير شركة كايرو كابيتال لتداول الأوراق المالية أنه بعيدا عن قرار خفض الجمارك ونتائج الأعمال فتطبيق معايير الملاءة المالية لشركات الاوراق المالية يعد طوق النجاة للسوق وللمتعاملين ولشركات السمسرة ايضا . واضاف : ان الملاءة المالية تعطي الفرصة للشركات بأن تعمل بآليات جديدة مثل "الشورت سيلنج" واقتراض الاوراق المالية بغرض البيع وآلية. T+O وهو ما يزيد من قدرة هذه الشركات علي حماية نفسها اولا وزيادة نشاطها . واكد ان قرارات الملاءة المالية من شأنها زيادة المنافسة وتقديم افضل الخدمات الي العملاء وزيادة النشاط مشيرا الي انها فرصة لاعادة تنظيم الاوضاع بالسوق. واضاف ان الضوابط الخاصة بالملاءة المالية جاءت منصفة مؤكدا انه ليس من حق أي من شركات السمسرة ان تعترض عليها لانها في النهاية تصب في صالحها ومصلحة السوق. واكد أن قلق المستثمرين الأفراد لا يوجد ما يبرره علي مستوي التحليل العلمي للسوق ونتائج أعمال الشركات أو الأداء الاقتصادي للدولة أو حتي علي الصعيد السياسي الذي يشهد حالة من الاستقرار الملحوظ . ولفت إلي أن التحركات العنيفة للمستثمرين العرب في البورصة المصرية سواء أثناء عمليات الشراء او البيع تخلق قلقا لدي المستثمر الفرد الصغير غير الواعي لكن عند دراسة الوضع جيدا سيجد المستثمرون ان القيام بعمليات شراء خلال فترة تراجع الاسعار هي انسب فرص لاقتناص الاسهم بأسعار رخيصة. وتوقع زارع تدفق مزيد من رؤوس الأموال الجديدة مرة أخري الي البورصة المصرية بعد قرار البنك المركزي بعدم رفع سعر الفائدة مما سيجعل المودعين يتجهون الي الاوراق المالية سواء بشكل مباشر او عن طريق صناديق الاستثمار .. وان كان هناك من يفكر في الخروج من سوق الاوراق المالية لايداع امواله في البنك فهذا القرار سيضعف من عزيمته لان العائد المتوقع حصوله من استثماراته في البورصة سيكون اعلي من عائد البنك . مشتريات الأجانب ومن جانبه أشار سامح أبو عرايس عضو الجمعية الأمريكية للمحللين الفنيين أنه من المتوقع أن يواصل السوق الارتفاع مدعوما بمشتريات الأجانب ، وكذلك استمرار الارتفاعات في البورصات العربية والتي نعتقد أنها قد أنهت مرحلة التصحيح التي مرت بها خلال سنة 2006 وبدأت موجة صعود جديدة . وتوقع استمرار ارتفاع مؤشر CASE30 وتحقيقه مستويات تاريخية جديدة فوق مستوي 8200 نقطة خلال الربع الأول من هذا العام ( شهر مارس علي أكثر تقدير . واكد انه في المدي القصير يواجه المؤشر مقاومة حول مستوي 7450 نقطة بينما تحول مستوي 7000 نقطة الي مستوي دعم مهم . أما في المدي المتوسط الي طويل الأجل فالصورة لا تزال ايجابية ، خاصة مع اعلان نتائج أعمال الشركات واستمرار التحسن في مؤشرات الاقتصاد الكلي. واوصي المتعاملين بالشراء (الانتقائي ) للأسهم . حيث ان هيكل السوق وطبيعة موجة الصعود في هذه المرة مختلفة عن ما شهدناه من قبل في سنة 2004 و 2005 حيث كان الصعود جماعيا وفي وقت متقارب فطبيعة الصعود هذه المرة مختلفة ، حيث تتنقل السيولة من مجموعة أسهم الي أخري وتتفاوت القطاعات في أدائها .