لعب العامل النفسي دورا كبيرا في تحريك البورصة المصرية خلال الاشهر الماضية حيث اعتبره بعض الخبراء السبب الرئيسي وراء التحركات العرضية لمؤشر كاس 30 ومع ذلك يرون ان الاسعار التي وصلت اليها الاسهم علي مدار الفترة الماضية خلقت نقاط دعم قوية للسوق. واستبعد البعض تأثر البورصة المصرية خلال الفترة المقبلة بموجات جني أرباح عنيفة لقرب موسم الاجازات والأعياد ولفت البعض أن هناك قوي شرائية تتأهب لدخول السوق حاليا بعد فترة الاختبار الطويلة والانتظار طوال الاسابيع الماضية. وأكدوا أنه في المدي القصير تحول مستوي 6650 _ 6700 الي مستوي دعم جيد للمؤشر ومن المتوقع وصول المؤشر الي مستوي 7000- 7200 نقطة بنهاية هذا العام وبداية 2007. عودة الثقة اكد هاني زارع مدير شركة كايرو كابيتال لتداول الأوراق المالية أن العامل النفسي يعد سببا رئيسيا وراء التحركات العرضية التي شهدتها البورصة المصرية خلال الفترة الماضية. وترتب علي ذلك تسييل بعض المستثمرين لاغلب محافظهم منتظرين حركة منتظمة للسوق فهناك تحفظ في الشراء في الوقت الحالي نتيجة عدم عودة الثقة الكاملة من قبل الأفراد فجانب كبير من تعاملات الأفراد يسوده الحذر. واوضح أن السوق لم يحدد اتجاهه بعد سواء باستمرار الصعود أو حدوث حركة تصحيحية مرة أخري وخاصة أن هناك بعض أسهم المضاربة تستحوذ علي جانب كبير من تعاملات الأفراد فبعض المضاربين يحاولون الاستفادة من حدوث تراجع في الاسواق الخليجية ليدفع بالبورصة المصرية نحو تراجع مفتعل وغير مبرر. واكد أنه في المقابل خرجت بعض الأسهم القيادية من الاتجاه العرضي الذي مرت به في الفترة الماضية وتمكنت من كسر مستويات مقاومة مهمة ويدعم ذلك احتمالات ارتفاع المؤشر الذي يتأثر بصورة أكبر بارتفاع الأسهم ذات القيمة السوقية الكبيرة مثل سهم هيرمس الذي يمر بحركة عرضية منذ فترة طويلة فالسوق لا يزال يترقب اعلان المجموعة المالية هيرميس القابضة عن اوجه استثمار الزيادة في رأسمالها والبالغة 9.2 مليار جنيه. ظاهرة صحية وأكد سامح أبو عرايس عضو الجمعية الأمريكية للمحللين الفنيين أن قلق المتعاملين خلال فترة الصعود ظاهرة صحية متوقعا أن يتجه السوق للارتفاع رغم القلق الذي يسود المتعاملين في الوقت الحالي خاصة في ظل انخفاض الأسواق العربية وتأثير ذلك سلبا علي السوق المصري. ولفت إلي أن التحركات العنيفة للمستثمرين العرب في البورصة المصرية سواء أثناء عمليات الشراء او البيع توجد قلقا لدي المستثمر الفرد الصغير غير الواعي لكن عند دراسة الوضع جيدا سيجد المستثمرون ان القيام بعمليات شراء خلال فترة تراجع الاسعار تعد فرصة لاقتناص الاسهم بأسعار رخيصة. وأضاف أن الارتباط بين البورصة المصرية والاسواق الخليجية غير حقيقي ومن المنتظر ان يكون ارتباطنا في المستقبل بأسواق ناشئة اخري مثل تركيا والهند. وأوضح أن البورصة المصرية بدأت تستعيد عافيتها تدريجيا مشيرا إلي أن عمليات التجميع التي شهدتها أسعار الاسهم علي مدار الاشهر الماضية خلقت نقاط دعم قوية للسوق، لافتا الي ان الكثير من الاسهم لم ترتفع حتي الان خاصة علي صعيد الاسهم القيادية في السوق وهو ما يعني ان فرص استمرار انتعاش السوق مستمرة وقوية ونبه إلي أن أسعار الاسهم المصرية لا تزال رخيصة للغاية من حيث مضاعفات الربحية مقارنة بنظيراتها في الاسواق الخليجية خاصة بعد الهبوط الاخير الذي سجلته سوق الاسهم المصرية وأفقدها الكثير من قيمتها. دعم جيد ومن جانبها أشارت مريان اسحاق المحلل الفني بشركة مترو لتداول الأوراق المالية أنه في المدي القصير تحول مستوي 6650 _ 6700 الي مستوي دعم جيد للمؤشر. بينما يواجه المؤشر مقاومة6795 -6796 ونقطة مقاومة ثانية عند مستوي 6840 والذي يمثل مستوي مقاومة مهم في المدي الطويل والمتوسط ولكنه في المقابل من المتوقع أن يرتفع المؤشر ليؤكد اتجاهه الصعودي طويل ومتوسط الأجل فمن المتوقع وصول المؤشر الي مستوي 7000- 7200 نقطة بنهاية هذا العام وبداية 2007 واستبعدت أن يؤثر موسم الاجازات والأعياد علي التعاملات. فترات الهدوء وفي المقابل أشار معتصم الشهيدي الرئيس التنفيذي لشركة تروبيكانا لتداول الأرواق المالية ان فترات نهاية السنة والأعياد بشكل عام تعتبر من فترات الهدوء لنشاط البورصة بشكل عام مشيرا إلي أن الفترة التي تسبق الأعياد تشهد حالة من البيع لتسييل الأوراق المالية لمواجهة احتياجات الاعياد غير ان مثل هذا التراجع لا يستمر طويلا وعادة ما تعود اسعار البورصة للارتفاع من جديد خلال اسبوعين من فترة انتهاء الإجازات والأعياد متوقعا أن تواصل البورصة المصرية أداءها القوي والنشط خلال الفترة المقبلة وسط حالة من التفاؤل الكبير الذي يسود أوساط المتعاملين مدعوما بالعديد من الانباء الايجابية سواء علي صعيد الاقتصاد الكلي او الشركات. واضاف أن أغلب التوقعات تشير الي احتمالات تحقيق طفرات سعرية علي المدي المتوسط والطويل بالنسبة للأسهم الكبري والمؤشرات ونشاط قياسي ومستمر لأسهم الشركات الصغيرة وغير النشطة علي المدي القصير فارتفاع الأسهم الصغيرة تعد ظاهرة طبيعية تحدث في مختلف أسواق العالم فالأسهم صغيرة القيمة السوقية تكون مغرية أكثر لصغار المستثمرين للشراء بسبب العامل النفسي الناتج عن انخفاض سعر السهم ، اضافة الي انخفاض قيمة تداول هذه الأسهم مما يجعلها أكثر ارتفاعا في حالة ارتفاع السوق، وأكثر انخفاضا في حالة انخفاضه. وبالتالي تحقق معادلة الربح المرتفع مع المخاطرة المرتفعة ، وتناسب أكثر المستثمر المخاطر المستعد لتحمل مخاطرة مرتفعة في مقابل احتمال الربحية المرتفعة. ولفت الي ان العديد من القوي الشرائية تتأهب لدخول السوق حاليا بعد فترة الاختبار الطويلة والانتظار طوال الاسابيع الماضية والتي انتظرت فيها هبوط الاسعار لكن قوي اداء السوق اجبرها علي الدخول وعدم انتظار تراجع الاسعار الذي بات مستبعدا في الفترة الحالية. ونصح صغار المستثمرين في البورصة المصرية خلال الفترة القادمة بضرورة التريث والهدوء في اتخاذ القرارات ودراستها قبل الاقدام عليها وعدم التأثر بتوجهات الاخرين حيث كثيرا ما يستغل المستثمرون المحترفون هبوط السوق ليقوموا بعمليات تجميع كبيرة يكون هم صغار المستثمرين الخاسر الاكبر فيها نظرا لهرولتهم نحو البيع ثم سرعان ما يعود السوق للارتفاع مرة اخري. وقال ان الارجح ان يتسلم قطاع الاسكان والعقارات قيادة السوق في الفترة المقبلة خاصة مع وجود مؤشرات فنية ومالية قوية تدعم من ذلك وربما يشاركه قطاع الغزل والنسيج.