تنتشر في سماء الكون الان مئات القنوات الفضائية العربية ما بين القنوات الاخبارية وقنوات التسلية وقنوات التسطيح والرقص والغناء .. ولا احد يعرف مصادر تمويل هذه الفضائيات خاصة الراقصة منها، وهناك معلومات تقول ان العرب ينفقون 6 مليارات دولار سنويا علي هذه القنوات وهناك من يقول بأن المبلغ اكبر من ذلك بكثير .. واذا كانت هناك قنوات جادة تقدم خدمات اخبارية واقتصادية وترفيهة فإن هناك قنوات اخري افسدت الذوق العربي وكانت سببا في تشويه عقول الاجيال الجديدة .. والغريب انه لا يوجد اي شكل من اشكال التنسيق بين هذه الفضائيات كأنها لاتعرف بعضها البعض وليس غريبا ان تبث ارسالها من اماكن متجاورة ولكن لا احد يعرف الاخر وكأنها اماكن سرية ..وبجانب هذا فإن هناك تشابها كبيرا في برامج هذه القنوات .. بل ان البرنامج الناجح في احدي القنوات يجد برنامجا مشابها في قناة اخري بعد ايام .. وفي احيان كثيرة تجد فقرات متشابة تماما في الاحداث والتحليلات .. وفي احيان اخري تشاهد ضيفا علي احدي القنوات وبعد ساعات قليلة تجده علي قناة اخري ولاشك ان هذا التداخل يتطلب شيئا من التنسيق في الاهداف والبرامج لانه لا يعقل ان ينفق العرب كل هذه المليارات بلا تخطيط او هدف او رسالة ..ان للعمل الاعلامي اهدافا ومصالح ورسالة وليس من المنطقي ان نقدم برنامجا ليس له هدف او ندفع الملايين لتضييع الوقت وتشويه العقول الا اذا كان ذلك هدفا لقوي خارجية تسعي لافساد الاجيال المقبلة من شبابنا،، ليس من المعقول الا يجتمع المسئولون في هذه القنوات من اجل تنسيق المواقف والاهداف والخطط وان يتم ذلك من خلال الحوار والشفافية والاهداف الواضحة .. ان الاعلام سلاح ذو حدين فهو وسيلة بناء او سيلة هدم ولابد ان نعترف بأن في الساحة فضائيات عربية كثيرة تستهلك وقت الناس وتسطح عقول الشباب وتسيء لنا في كل شيء ... واذا كان من الضروري ان نراجع اهداف وغايات هذه القنوات فإنه من الضروري ايضا ان نعرف مصادر تمويلها لان هذه الامة اصبحت هدفا لمؤامرات كثيرة في الفكر والسلوك والثقافة .. ان مراجعة الفضائيات العربية برامجها واهدافها والتنسيق بينها اصبحت الان ضرورة امام عمليات التخريب الواضحة التي تمارسها بعض هذه القنوات.