لا يمكن الحديث عن تطوير العملية التعليمية بصورة منفصلة عن ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات حيث تتزايد باطراد العلاقة القوية بين المجالين. وتتطلب عملية التأهيل لثرواتنا البشرية المحلية وفقا لمقتضيات عصر المعلومات ضرورة إعدادها وتدريبها علي تعظيم الاستفادة من الأدوات التكنولوجية بما ينعكس ايجابيا علي تنمية مهاراتها وقدراتها الذاتية لهذه الكوادر أيا كان مجال عملها. وليس المقصود باستخدام التكنولوجيا في مجال التعليم مجرد إجراء عملية تحويل لجميع كوادرنا للتخصص في مجال صناعة البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات. ويتطلب استكمال منظومة تطوير التعليم في الجامعات ضرورة ايجاد وفتح قنوات الاتصال بينها وبين مؤسسات الأعمال كمستقبل ومحدد لمخرجات الجامعات من الكوادر البشرية. وكانت هذه القضية محور ندوة تطوير التعليم المصري التي أقيمت علي هامش مؤتمر ومعرض " كايرو اي سي تي " و أدارتها الدكتورة هدي بركة مستشار وزير الاتصالات. وأكد الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي في بداية الندوة أن هناك 6 محاور إستراتيجية لعملية التطوير وأن هناك 5 مشروعات في الجامعات لهذا الهدف وقال إن الثروة البشرية هي أهم عنصر في عملية التطوير والتي تتمثل في وجود مليوني طالب ، فضلا عن اعضاء هيئات التدريس الذين ينبغي ان تشملهم عملية التطوير بالتدريب سواء عن طريق تنمية القدرات ذاتيا او الاشتراك في دورات عديدة لجعل اعضاء هيئة التدريس علي مستوي عال من الجودة أو عن طريق طلبات اعضاء التدريس وذلك من خلال دعم الجامعات الخاصة ، حيث توجد 17 جامعة خاصة، نصف طلابها مصريون ،الامر الذي يوجب ولذلك يجب تخفيف الضغط علي الجامعات الحكومية. وسلم وزير التعليم العالي بأن التعليم حاليا ليس علي المستوي المأمول موضحا انه يمكن قياس جودة التنمية التكنولوجية، من خلال التنمية والتطوير التي تجري لاعضاء هيئة التدريس وانعكاساته علي الطالب مشددا علي اهمية دور القطاع الخاص وما يستطيع فعله لتدعيم الطالب . علاقة التعليم والتكنولوجيا ومن جانبه، قال المهندس محمد عمران رئيس هيئة تنمية صناعة التكنولوجيا إن الهيئة تنظر إلي عملية تطوير التعليم باعتبارها احد محاور تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات نظرا للعلاقة التبادلية الوثيقة بين التعليم والتكنولوجيا مشيرا إلي أن هناك العديد من التخصصات التكنولوجية التي تحتاجها البلاد ولا يفي التعليم بها من حيث إعداد الخريجين، الأمر الذي يجعل من عملية تطوير التعليم وسد العجز من هذه الناحية من صميم عمل الهيئة. وأضاف ان هناك العديد من القنوات للاتصال بين الهيئة والجامعات ،ومنها ان الأساتذة يمكنهم التقدم باقتراحاتهم مشيرا إلي ضرورة إيجاد قناة مفتوحة بين الجامعة والشركات العاملة في مجال التكنولوجيا والاتصالات كما يمكن ان يأتي الطلب بالتعاون من قبل الصناعة ودور الهيئة هنا هو إجبار الطرفين علي الالتزام.وتحدث عدد من الطلاب مطالبين ببرنامج طويل الأجل بالنسبة لطلبة الهندسة فيما يخص الاستفادة من مشروعات التخرج. وأوضح أنه من الضروري ان تكون مشروعات التخرج مرتبطة بالصناعة وتم ذلك في 20 مشروعا في العام الماضي ، كما تلعب الهيئة دورا محوريا بين الشركات والطلبة ،واستجاب نحو 200 طالب لدعوة الهيئة ، ويتم صرف 500 جنيه للشهر من خلال الشركات الخاصة والمدعمة لهذه المشروعات ويتم تشجيع الطلبة علي جعل مشروعات التخرج ذات جدوي بالنسبة للمشروعات الخاصة وللشركات. التكامل بين الجامعات والسوق وأشار المهندس ياسر القاضي مدير عام شركة سيسكو مصر ،الي انه مطلوب التركيز علي امرين اساسيين اولهما التكامل بين الخطط السابقة وبين سوق العمال والتركيز علي ان التعليم وسيلة وليس غاية . وأضاف ان جودة الخريجين ومناسبة مستوياتهم لسوق العمل اهم نتائج عملية تطوير العملية التعليمية ،موضحا ان هناك فرص عمل مهمة جدا في السوق ولكن ليست هناك المهارة المطلوبة المكافئة لهذه الفرص ولذلك يجب التركيز علي تطوير العمالة موضحا انه تم الاتفاق علي تأهيل العمال وتدريبهم علي اكتساب هذه المهارات وكذلك الاتفاق مع وزارة التعليم العالي ووزارة التكنولوجيا لتأهيل الطالب لتوافر هذه المهارات. اكتساب الخبرة وقال المهندس ايمن عبد اللطيف بشركة مايكروسوفت إن الخريج من غير معرفة كاملة سيكون كمن ليس له خبرة اصلا، ولذلك يجب حث الطلبة علي اكتساب المعرفة والخبرة التي يجب أن تتوافر لسوق العمل موضحا انه ليس هناك مشكلة في المعلومات لأنها متوافرة بشكل كبير ،وذكر ان هناك مجموعات بريدية تتداول المعلومات من خلال البريد الالكتروني لأنها تعتبر من الأدوات الاولية لتوصيل المعلومة وهو ما يسمي point حتي يمكن توصيل البحوث إلي أكبر عدد من الطلبة وتوصيل المعلومات .