[email protected] يشكل الشباب الموارد الرئيسية المتاحة للدخول في عملية استثمار قوية في صناعة المستقبل التي يشهد العالم تحولا مستمرا نحوها وهي الاستثمار في تكنولوجيا المعلومات باعتبارها صناعة تقوم علي تعظيم الاستفادة من الإبداع في التعليم والابتكار وحرية الفكر والطموح لدي الشباب. نتصور أننا اتخذنا خلال السنوات الماضية خطوات ايجابية وملموسة في مجال تدريب وتأهيل الشباب تكنولوجيا وهو ما أسفر عن بداية تغير كبير في هيكل صناعة المعلومات الوطنية إلا أن استمرار النمو لهذه الصناعة بمعدلات عالية في حاجة ضرورية لمضاعفة أعداد الشباب الذين يتم تأهيل تدريبهم تكنولوجيا سواء لتلبية احتياجات السوق المحلي أو العالمي من خلال صناعات التشغيل للغير. فالمتابع للسوق المحلي للمعلومات يجد أن الشركات المطورة للبرمجيات باتت تعاني من مشكلة خطيرة وهي نقص الكوادر البشرية المؤهلة - نتيجة الطلب الذي شهده السوق المحلي من جانب شركات الاتصالات والشركات متعددة الجنسيات والتي تقدم عروضا مالية لا يمكن مقاومتها - وهنا فان المشكلة تبدو أصعب ففي حين يتوافر لدي شركات البرمجيات فرص للعمل وتقديم خدماتها لا تجد الكوادر البشرية اللازمة !نعتقد أن هذا النقص في المعروض من الكفاءات البشرية أدي بصورة ما أو بأخري إلي زيادة تكلفة عنصر العمل - والذي يشكل عنصر المنافسة الرئيسي بالنسبة لنا علي مستوي صناعة البرمجيات العالمية - مما شكل ضغوطا كبيرة علي شركات البرمجيات المحلية للوفاء بتعهداتها ومن هنا فان اعادة هيكلة العملية التعليمية بالمرحلة الجامعية وتطوير التعليم العام والعالي اعتمادا علي أفضل تطبيقات الاتصالات والمعلومات لتعميق وسائل التقنيات الحديثة في التعليم والاستثمار في تدريب الطلبة علي استخدام التكنولوجيا أصبح مطلبا جوهريا إذا كنا نتحدث عن تحقيق قفزات في مجال توطين المعلومات. وإذا كان أفضل مميزات تكنولوجيا الاتصالات أنها تفتح المجال إلي التعليم المستمر والاستفادة المثلي من الوقت كما أن برامج التعليم الالكتروني تتيح للأفراد تغيير اتجاهاتهم المهنية وصقل مهاراتهم العملية من خلال التعليم الالكتروني ولعله حان الوقت الذي يجب أن يهتم فيه المجلس الأعلي للجامعات بتواصل الشباب وربطه بجميع أدوات التكنولوجيا التي تثري حياتهم وتسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية وتثري حياتهم وتلهمهم بمزيد من الثقة في مستقبلهم. فالشباب من أكثر مستعملي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إنتاجاً ومعرفة. ولكن الثورة الرقمية ليست في متناول كثيرين منهم وبصفة خاصة الفتيات والنساء وسكان المناطق النائية والتي تعاني من نقص في الخدمات ومن هنا فان علينا استنباط تكنولوجيات وتطبيقات وخدمات مناسبة لتيسير النفاذ إلي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فالشباب الذين يتيسر لهم النفاذ إلي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كثيراً ما ينطلقون بخطي واسعة في سعيهم إلي المعرفة، ويجدون أن في مقدورهم تخطي حواجز الاتصال بسهولة بالغة بعكس من لا تتوافر لهم فرص التدريب التكنولوجي حيث يعانون من تفاقم مشكلة البطالة.