[email protected] مازال حديثنا مستمرا عن كيفية تعظيم استفادة مؤسسات الأعمال المحلية من 41 طالبا مصريا علي وشك الانتهاء من دراستهم في معهد هاينز نيكسدورف Heinz Nixdorf Institute التابع لجامعة Paderborn المتخصص في أبحاث التطوير بمجال الميكالكترونيكس Mechatronics والذي يجمع بين مختلف علوم الكمبيوتر والبرمجيات وتصميم الدوائر الالكترونية والميكانيكا وذلك وفقا لبرنامج تعاون مشترك مع معهد iTi التابع لوزارة الاتصالات حيث قمنا باستعراض تعليقات الطلبة علي محتوي العملية التعليمية بالكليات الهندسية وتكنولوجيا المعلومات المحلية ونود في الحقيقة الإشارة هنا إلي الدور الاجتماعي المهم لجميع مؤسسات الأعمال المحلية في توفير التمويل الميسر لمثل هذه البرامج التدريبية الخارجية والتي عادة ما تحتاج إلي إمكانية مالية تفوق الإمكانيات المحدودة لشباب مازال في مقتبل العمر ولم يبدأ ممارسة العمل بالفعل اي ليس لديه اي دخل مادي. إذ من خلال الحديث إلي بعض هؤلاء الطلبة يتضح أن كل طالب عليه أن يدفع نحو 4 آلاف يورو للالتحاق بهذا البرنامج التدريبي كتكاليف إقامة فقط هذا ناهيك عن نحو 500 يورو علي الأقل كتكاليف إعاشة شهرية تنقلات وطعام وملابس.... علاوة علي أنه بداية من العام الدراسي الجديد ووفقا لقرار مجلس إدارة جامعة Paderborn سيتحمل جميع الطلبة الوافدين لمصاريف دراسية بعد أن كانت الدراسة مجانية الأمر الذي يضع غالبية هؤلاء الطلبة في موقف لا يحسدون عليه ويتطلب تدخلا سريعا وفعالا لحل مشكلة تمويل هذا البرنامج التدريبي الناجح. ولعل ما أكده الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من استعداد الوزارة لتقديم مساعدة مالية قدرها 500 يورو عند بداية وصول الطلبة إلي ألمانيا لاستكمال البرنامج التدريبي يمثل أولي قطرات الغيث إلا أن طريق هؤلاء الطلبة مازال يحتاج إلي تكاتف من جميع الشركات والمؤسسات المعنية بالتطوير التكنولوجي وإعداد كفاءات بشرية مصرية يمكن أن تساهم بقوة في إعادة رسم الوجه الحضاري لبلادنا في مجال توطين صناعة الالكترونيات بصورة خاصة والتنمية التكنولوجية بصورة عامة. ومن ثم نري أنه من واجبنا أن ندعو جميع مؤسساتنا الوطنية المؤمنة بجدوي وأهمية عملية البحث والتطوير لرفع القيمة المضافة الحقيقية للمنتج المحلي والتي لديها رؤية مستقبلية لزيادة مساهمتنا المحلية في إيجاد الحلول التقنية لجميع المشاكل التي يواجهها مجتمعنا أن تسعي لتقديم رعايتها المالية لمثل هذا البرنامج التدريبي علي أن يتم الاستفادة من هؤلاء الطلبة عند تخرجهم أو أن تشترط هذه المؤسسات أن يقوم فريق من هؤلاء الطلبة بإيجاد حلول تكنولوجية مبتكرة لإحدي المشاكل الإنتاجية التي تواجه هذه المؤسسة الراعية. نتصور أن لدينا قاعدة من رجال الأعمال والمستثمرين الجادين في المساهمة في أعمال تطوير مجتمعهم لقناعتهم أن هذه المساهمة ستنعكس بصورة ايجابية علي الاقتصاد المحلي وتنمية السوق بصورة أكبر وبالتالي فإنه من المهم أن نفتح الباب أمام هذه القاعدة من رجال الأعمال للمساهمة في تمويل برامج التدريب والتأهيل الخارجية لكوادرنا المحلية علي غرار ما يقوم به العديد من رجال الأعمال في المنطقة العربية كدور ضروري تجاه تنمية المجتمع الذي يعملون به. في النهاية نطالب الدكتور محمد سالم مدير معهد iTi التابع لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بدراسة كيفية تنظيم دعوة مؤسسات الأعمال بصورة عامة وشركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بصورة خاصة والجهات الدولية المعنية بتمويل برامج التدريب لتقديم الرعاية المالية للبرامج التدريبية الخارجية بحيث يتم تخفيف الأعباء المالية عن كاهل الطلبة المشاركين في هذه المبادرة لاسيما وأن هناك توجها من جانب الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لبحث تكرار مثل هذه البرامج مع العديد من دول العالم للمساهمة في نقل الخبرات العالمية وتأهيل كوادرنا البشرية علي أحدث التقنيات في مختلف علوم الكمبيوتر. للحديث بقية ...