يوم الجمعة الماضي تبنت الجمعية العامة مشروع قرار كانت أمريكا قد قدمته يدين اي انكار جزئي او كلي للمحرقة باعتبارها حدثا تاريخيا خلعوا القداسة علي المحرقة وجاء هذا كمحصلة لعقدة الذنب لدي الغرب حيال الهولوكوست لانه تم داخل اوروبا ومن ثم اراد الغرب تصديره الي الخارج ليدفع الآخرون ثمن ولائم المحرقة.. فتش عن ايران.. رغم ان المانيا قدمت اعتذاراً عن المحرقة سنة 1951 وبادرت الاممالمتحدة في 2005 بجعل اليوم السابع والعشرين من يناير يوما لاحياء ذكري المحرقة فإن التحرك الامريكي كان هو الاساس في تمرير قرار الجمعية العامة حول الهولوكوست في 26 يناير لسنة 2007 اما ماساعد امريكا علي الاندفاع صوب ذلك فهو المؤتمر الذي عقدته ايران حول المحرقة في 12 ديسمبر الماضي بالاضافة الي تصريحات احمدي نجاد ضد اسرائيل وإنكاره للمحرقة ولربما ارادت امريكا استغلال القرار بهدف الضغط علي ايران لوقف مشروعها النووي ولايخفي فان امريكا بذلك تكون قد استغلت الجمعية العامة لاغراض سياسية بحتة. صفحات الاحتلال السوداء... كان غريبا ان تظفر المحرقة باهتمام العالم كله ويتخذ من اجلها القرارات بينما تم التغاضي كلية عن الجرائم البشعة التي ترتكبها اسرائيل ضد الفلسطينين يوميا من ابادة وحصار وتجويع واغلاق وتدمير واعتقال فلا يتوقف العالم امامها وامريكا هي المحرك في الاساس والعالم ينساق وراءها ولقد شرعت مؤخرا في تحريك الكثير من السيناريوهات وعينها علي ايران فايران هي المعنية الاولي بقرار الجمعية العامة الاخيرة والا فعلام تظفر قضية المحرقة بكل هذا الاهتمام بحيث تنظر امام الجمعية العامة وتشرع القرارات من اجلها ولماذا لاتحاسب اسرائيل علي كل الموبقات والجرائم التي ترتكبها يوميا في حق الفلسطينين وكأني بأمريكا ومن خلال هذا القرار ارادت تقديم هدية اخري لاسرائيل يمكن استخدامها لتمديد احتلالها لفلسطين بل لماذا لاتحاسب امريكا علي كل الصفحات السوداء التي سجلتها في الماضي عندما ابادت الهنود الحمر وتسجلها الان في العراق وافغانستان وفي سجون باجرام وابوغريب وجوانتانامو؟ ولماذا لم يحاسب البلجيك علي مافعلوه في الكونغو؟ وماذا عن الاباك في رواندا ومذابح الأرمن؟ قرار جائر لايمكن ان نبحث المحرقة بمعزل عن المحارق الاخري ولايمكن ان نسلط الضوء عليها بمفردها كاستثناء ولايمكن قصرها علي اليهود فقط لان المحرقة شملت الي جانب اليهود البولنديين والغجر وآخرين. لقد غاب عن ادعياء الانسانية وحقوق الانسان والحريات جرائم الابادة التي ارتكبتها إسرائيل في مذابح دخلت التاريخ مثل دير ياسين وصابرا وشاتيلا، وقانا(1) ، وقانا (2) وجينين وبيت حانون غاب عن ادعياء الحريات ان تمرير قرار من الجمعية العامة يدين كل من يشكك في المحرقة هو قرار جائر ولا يمكن تعميمه بهذا المنطوق والفيصل هنا هو الوثائق العلمية فمن الضروري بمكان ان يشرع في دراسة الوثائق المادية التي كتبت عن الهولوكوست خاصة مع ما يورده البعض من ان المنظمة الصهيونية العالمية هي التي تعاونت مع النازيين في تنفيذ هذه المحرقة. المحرقة والابتزاز المالي.. الموضوعية تقتضي اللجوء الي وثائق محايدة وغير منحازة تكشف الحقيقة دون زيف او فبركة او مبالغة ويجب عدم الحجر علي حرية البحث في هذا الموضوع الذي حولته امريكا ومعها الغرب الي ايقونة مقدسة لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها ويرد التساؤل لماذا يكيل الغرب بمكيالين وعلام يطالب بحرية التعبير في معرض حديثه عن دولنا ولماذا يستثني المحرقة من ان يتم تداولها بحثا واستقراء وصولا الي حقيقتها؟ لاسيما ان بعض اليهود الامريكيين شككوا فيها واعتبروا ان الهدف من وراء احيائها هو الابتزاز المالي.. ولاننسي انه وبسبب المحرقة حصل اليهود علي تعويضات تقدر بعشرات المليارات من الدولارات. الهولوكوست المقدس.. تحرك الغرب بعفوية شديدة وانساق وراء امريكا في تعظيم وتضخيم الهولوكوست او المحرقة التي تحولت الي ايقونة باتت مقدسا لايمكن طرحه علي مائدة النقاش ولا يمكن لاحد ان يشكك فيه. ظفر الهولوكوست باهتمام بالغ من الاوساط الغربية في سنة 2000 طالبت عشرون دولة بتشديد الاحكام ضد منكري المحرقة، وفي سنة 2005 اعتمدت الاممالمتحدة يوم 27 يناير من كل عام موعدا لاحياء ذكري المحرقة في الاسبوع الثالث من يناير العام الحالي اعلنت المانيا انها تسعي خلال فترة رئاستها للاتحاد الاوروبي الي طرح مشروع قانون يجعل من انكار ابادة اليهود "الهولوكوست" جريمة يعاقب عليها القانون في جميع دول الاتحاد السبع والعشرين وفي 26 يناير سنة 2007 وعشية الاحتفال بذكري المحرقة تبنت الجمعية العامة قرارا يدين كل من ينكر المحرقة او يشكك فيها.. ومازالت العروض تتوالي فقط ارضاء لاسرائيل وللصهيونية التي صنفت في السبعينيات بموجب القرار 3379 الصادر عن الجمعية العامة للامم المتحدة بوصفها شكلا من اشكال العنصرية ثم مالبثت المنظمة الدولية ان الغت هذا في التسعينيات وتحديداً في 16 ديسمبر سنة 91....!