[email protected] باتت شبكة الانترنت واحدة من اكبر الساحات العالمية التي تتيح الفرصة للتعبير عن الآراء والمقترحات في مختلف القضايا التي تهم بني البشر بداية من الحديث في الترفيه والرياضة مرورا بالصحة والاقتصاد وصولا إلي مناقشة الأمور السياسية والدينية وفي جميع الأحوال فان دور الشبكة هو بناء حوار فعال وايجابي بين جميع الأطراف حيث لا يشترط وتواجدهم في نفس المكان ومختلف الأفكار لبناء إنسان قادر علي التفاعل مع قضايا المجتمع المحلي أو العالمي. ولم يعد خافيا أهمية الدور الذي تقوم به ظاهرة المدونات الشخصية أو البلوجرز كمجموعة من أشخاص يقومون بتدوين مذكراتهم ورؤيتهم الشخصية علي شبكة الانترنت حيث يمكن أن يشاركهم الاخرون وإقامة حوار أفتراضي وبصرف النظر عن مدي انتشار هذه المدونات بصورة كبيرة أم لا علي المستوي المحلي والعربي وأن فكرة التدوين مؤثرة وفعالة بالفعل في مجتمعنا إلا أننا نعتقد أن الهدف الذي يجمع كل المدونين ولا يختلفون عليه أبداً هو بالتأكيد علي حرية التعبير والإبداع بمختلف صوره والدفاع عن أرائهم ومعتقداتهم عبر الانترنت دون التقيد بضوابط أو الالتزام بالقواعد التي تضعها الكثير من وسائل التعبير عن الرأي سواء المقروءة أو المسموعة أو المرئية أو حتي المواقع الالكترونية . وكشف مؤخرا ائتلاف لمجموعة من شركات تكنولوجيا المعلومات يضم مايكروسوفت وجوجل وياهو وفودافون عن إجراء محادثات مع جماعات لحقوق الإنسان وحرية الصحافة لوضع ميثاق سلوك للانترنت لحماية حرية تعبير وسرية مستخدمي الانترنت.وذلك بعد أن اتهمت جماعات حقوق الإنسان شركة ياهو بمساعدة الحكومة الصينية علي اعتقال بعض كُتَاب انترنت من خلال تتبع مراسلاتهم عبر البريد الالكتروني ووفقا لإحصائية صادرة عن لجنة حماية الصحفيين ، وصل عدد الصحفيين المسجونين في مختلف أنحاء العالم إلي رقم قياسي العام الماضي مع وجود 134 في السجن في أول ديسمبر أكثر من ثلثهم أصحاب مدونات وصحفيون علي الانترنت. وكانت منظمة صحفيون بلا حدود قد أضافت مصر مؤخرا إلي قائمة أسوأ الدول التي تقمع حرية التعبير علي الانترنت بعد اعتقال ثلاثة مدونين لمطالبتهم إصلاحا ديمقراطيا بينما تعرض آخرون لمضايقات في حين رفعت ليبيا من القائمة والتي تصدرها المنظمة سنويا بعد أن وجدت انه لا توجد رقابة علي الانترنت هناك ورفعت نيبال والمالديف أيضا من قائمة عام 2006 وأصبح عدد الدول الموجودة في القائمة 13 كلها بلدان عادة ما تنتقدها جماعات حقوقية ومن بينها كوبا وميانمار وايران وتركمانستان. وفي الحقيقة لا يمكن إغفال دور هذه المدونات في الكشف عن الوجه الأخر للواقع والذي ربما يصعب عكسه في مختلف وسائل الإعلام ومن ثمة فهذه المدونات يمكن أن تكون عنصر مكمل للحقيقة وذلك بشرط التزامها بالمصداقية وعدم فبركة الأحداث لتوجيه القارئ بصورة غير مباشرة في اتجاهات محددة وبالتالي فأننا نعتقد أن التعامل الأمني مع هذه المدونات لا يجب أن يتم بصورة قمعيه فليس كل ما يقال في هذه المدونات أكاذيب وأوهام وإنما هناك بالتأكيد جزءاً كبيراً من الحقيقة التي يجب أن نتوقف عندها للتعامل معها بعيدا عن مفهوم الغلق والحبس والذي سيؤثر سلبيا في سعينا حكومة وشعب لبناء مجتمع المعرفة القائم علي تعظيم الاستفادة من ثورة المعلومات والاتصالات والانترنت.